مقالات

اختطاف سينمائي في مصر

3

فضيلة الجفال *

قلنا تعددت أسباب الإرهاب المتسارع أخيرا، إلا أن يصل الأمر إلى رومانسية فهذا كثير ربما؟. قبل أيام، ضج العالم بسبب حادث اختطاف وتغيير مسار طائرة مصرية من مطار برج العرب في الإسكندرية إلى القاهرة، حيث أجبر الخاطف قائد الطائرة على التوجه إلى مطار لارنكا في قبرص بعد أن زعم ارتداءه حزاما ناسفا. تأتي هذه الحادثة بعد أشهر قليلة من تحطم طائرة ركاب روسية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي فوق سيناء بعد إقلاعها من مطار في شرم الشيخ، الذي أسفر عن مقتل 224 راكبا معظمهم روس، وتبنى داعش إسقاط الطائرة بواسطة متفجرات. ولا شك أن هذا الحدث هز الأمن والسياحة المصريين، فعلى أثر ذلك قررت روسيا تعليق الرحلات الجوية السياحية إلى مصر. وعلى الرغم من أن المتهم خضع للإجراءات القانونية المطبقة وفقا للمعايير الدولية، بحسب وزارة الداخلية المصرية وأن الحزام مجرد حزام كرتوني، إلا أنها ذكرت في بيانها أن الخاطف مصنف أمنيا على أنه “مسجل خطر”، ومتهم في نحو 16 قضية جنائية، كما قالت إنه كان هاربا من تنفيذ حكم أثناء أحداث ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011.

التحدي والقلق الأمني تحد عالمي يتجاوز بطبيعة الحال الأمن إلى الاقتصاد والسياسة. ولربما أمام مصر العزيزة حل أزمة السياحة بالاستثمار في الأزمات كبديل، فقصص مثل هذه هي مواد مثيرة لأعمال سينمائية عالمية. وقد ضجت وسائل الإعلام والسوشيال ميديا على مستوى عالمي بكثافة أعادت اسم مصر إلى الواجهة. ثرثرة عالمية حول مختطف الطائرة المصرية المصري الذي يدعى سيف الدين مصطفى 58 سنة، الذي سبق له الزواج من سيدة قبرصية. وحال وصول الطائرة إلى قبرص، كشف التلفزيون القبرصي عن أن الخاطف كان يريد فقط أن يعطي لطليقته القبرصية رسالة من أربع صفحات مكتوبة باللغة العربية ألقاها من الطائرة. ونقلت وسائل إعلام رسمية في قبرص عن مصادر أمنية قولها إن دوافع الخاطف شخصية وليست لها علاقة بالإرهاب على ما يبدو، وأنه طلب الاتصال بزوجته السابقة التي تعيش في قبرص في بلدة قريبة من مطار لارنكا، وقد حضرت إلى المطار برفقة ولدها، وفق محطة التليفزيون القبرصية “سيجما”.

لكن جو الثرثرة الرومانسي هذا تخلله قلق أمني أيضا. من جانب آخر، فقد تناولت الصحافة الغربية الأمريكية والبريطانية والروسية وغيرها أن الحادث الجديد شكل ضربة إضافية لقدرة مصر على استعادة السياحة من جديد. وأنه على الرغم من استبعاد الدافع الإرهابي وراء عملية الخطف فإن المختطف طلب اللجوء السياسي قبل تسليم نفسه ما يزيد من الشكوك حول الأمن في المطارات المصرية. وقال النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي “فرانسكلينتسيفتش”، في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية: “بعد حادث اختطاف الطائرة، أصبح الحديث عن بدء محادثات لاستعادة الرحلات الجوية مع مصر غير مقبول وغير وارد بشكل قطعي”.

الاقتصاد المصري يعيش صراعه الخاص عقب ثورة 25 يناير، هذا الصراع شمل تراجع سعر الجنيه ومغادرة الشركات العالمية من السوق لصعوبة الحصول على المواد الخام، وتكبد شركة مصر للطيران التي تعد واحدة من أقدم الشركات في الشرق الأوسط خسائر فادحة بسبب تراجع السياحة التي تشكل 12 في المائة من إجمالي الدخل القومي المصري. وقد انخفضت السياحة بعد ثورة كانون الثاني (يناير) إلى النصف، من نحو 12 مليار دولار إلى ستة مليارات دولار. تداخل الأمن والسياسة والاقتصاد تحد كبير. ويبقى الأمل أن تكون خيارات إعادة الثقة بالأمن المصري قائمة رغم الوجع.

  • نقلا عن “الاقتصادية”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى