عرض ارين بين السوداوية وبياض الأمل في مهرجان الدمام
الدمام- سويفت نيوز:
ضمن فعاليات مهرجان الدمام المسرحي العاشر للعروض القصيرة، الذي تنظمه لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون في الدمام، بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، قدمت فرقة “أرين” مسرحية “الساعة الثانية عشرة ليلا”، على مسرح “أثراء” في موقع برنامج أرامكو السعودية للإثراء المعرفي، من تأليف عبدالله السعداوي وإخراج عبدالله الجريان وتمثيل جميل الشايب وفيصل الدوخي.
العرض يتناول شخصيتان في صراع مع الوهم والوقت والجنون ومحاولة كسر جدار الخيال من خلال فكرهما كشخصيتين مختلفتين في الطبع والرؤية والأحداث، كان لقاءهم في مكان غير معروف وزمان مجهول وكانت هي لحظات الإنطلاق بالنسبة لهما، المشهد المسرحي كان سوداويا وخاصة في لحظات ازدياد منسوب مياه المجاري والروائح التي كانت تحيط بهم ، الخلفية السوداء والأرضية المفروشة بمجموعة من النفايات وبقايا من صحف كانت تعطيهم أخبار ما يحدث في الخارج.
ومشهد الطفل وهو يدخل المنصة كضوء شمس كامل كان جديدا بالنسبة لهما ومبشرا بحياة مغايره لهما نفسيا والهروب من الجنون الذي يعشش داخل شخصية حميد وحالة السجن الذي كان يقيد شخصية سالم والتي كبلتهما في اتخاذ أي قرار في حياتهما.
ومن خلال شخصية حميد وشخصية سالم والأخبار التي يحصلا عليه من بقايا الصحف القى المخرج بعض الاسقاطات على العالم الغير مبهج والملئ بحوادث القتل البارد، وإلقاء جثث الأطفال اللقطاء في النفايات وعلى قارعة الطريق دون معرفة لمن ينتسبون إليهم.
وعقدت الندوة التطبيقية في قاعة عبد الله الشيخ بمقر الجمعية وأدارها الفنان إبراهيم جبر و شارك فيها مخرج العمل عبدالله الجريان والناقد يوسف شغري، الذي تحدث في البداية قائلا: المسرحية كانت الرؤية سوداوية للواقع فالشخصيتان الرئيسيتان يعيشان في مكان أشبه بالزنزنة ولا يستطيعان مغادرة المكان بانتظار أحد ما – ينتابهم الخوف والتوجس- والمكان تطفح فيه مياه المجاري وروائحها والتي ربما ستقتل الشخصيتين وينتهي العرض – بما يشبه موت الشخصتين – لكن مخرج العمل ترك ضوء في نهاية النفق المظلم وهو بكاء الطفل الذي يعطي الأمل في أن الحياة لا يمكن أن تموت.
إستخدم المخرج رؤية مسرحية بسيطة تمثلت في الستائر السوداء وملابس الممثلين التي هي أشبه بملابس المساجين الأبيض والأسود ومقلم أو على شكل رقعة الشطرنج ، بالنسبة لأرضية المسرح مليئة بالنفايات وخاصة من الصحف.
الديكور بسيط في فضاء المسرح ..هناك فقط سرير ومكان للجلوس فيما الشخصية الأخرى تعكس لأجواء السوداوية التي تحيط بالإنسان العربي ورغم أن هذا النص كتبه السعداوي عام 2000 حيث كانت الأجواء أقل سوداوية إلا أن المخرج رأي فيه ما يعبر عن الواقع الحالي, بالنسبة للإضاءة كانت بسيطة ثابتة من أول العرض حتى النهاية.
وأراد المخرج أن يقول من خلال العرض أن الإبتسامة والحياة أقوى من الموت والوهم والجنون.
فيما قال مخرج المسرحية عبدالله الجريان: رغم الوقت القصير لعمل بروفات وظروفي الشخصية وظروف الممثلين وأيضا إعتذار الموسيقي الذي كان من المفروض أن تكون الموسيقى مباشرا مع المسرحية ألا أننا أستطعنا بقدر الإمكان تقديم المسرحية وبجهود الجميع وتوصيل فكرة العرض في أن بعض بني الانسان يكون أختيارهم في الحياة الوهم والخيال وعدم أخذ قرار في تغير حياتهم وتأتيهم فرصة التغيير وكان وجود الطفل والبكاء المتواصل فرصة لهم للخروج من الوهم والجنون الذي يحاصرهم ويحاصر في كل حركة وحوار بينهم وحالة الخوف من أي حركة أو صوت ألا أنهما لم يستغلا اللحظة والفرصة فذهبت عنهما وكان مصيرهما غذاء للصراصير والفئران.
وفي رد الجريان على مداخلة وصفته أنه ممثل أكثر من مخرج وعليه أن يراجع نفسه ويعترف أنه ممثل وليس مخرجا، قال الجريان لقد حصدت أكثر من جائزة وهو دليل على أني مخرج، إلا اذا كان من منحني الجائزة لا يفهم في المسرح، أحترم كل رأي سواء كان عني أو عن العمل وهي طبيعة الحوار تقبل بعضنا البعض في الحوار والنقاش.
وأكد فاضل مصطفى أن العمل كان يمشي علي وتيرة واحدة دون تغيير حتى آخر المسرحية بالاضافىة الي أن الإضاءة المنتشرة تنفي وجود حالة من السوداوية التي يتكلم عنها المخرج الجريان والناقد الشغري، وأيضا الموسيقى كانت مستهلكة جدا.
فيما أختلف المخرج راشد الورثان مع الشغري في مسالة أن الطفل هو بداية حياة وأمل لأن الطفل كان من ضمن الذين التهمته الصراصير والفئران وهذا ما يعني لم يعد هناك مستقبل.