الإهتمام بالقيم الوطنية والدينية وتوفير حقوق المرأة في أوزبكستان الجديدة
بقلم – مظفر كاميلوف:
مستشار رئيس جمهورية أوزبكستان
أصبحت قضايا المرأةِ ودَوْرُها في الحياةِ الاجتماعيةِ والمعنوية والدينيةِ والتعليميةِ للمجتمع أكثرَ أهميةً من أي وقتٍ مضَى. من المعلوم أَنَّ الْمَرْأَةَ فِي الدِّينِ الْإِسْلَامِيِّ الْحَنِيفِ و تعاليمِه تَحْظَى بِاحْتِرَامٍ كَبِير. كما أنَ مكانةَ المرأةِ في الأسرة و في الحياةِ تكتسبُ الأهمية التي تَكْفُلُ ضمانَ حقوقِها.
وَفِي هَذَا السِّيَاقِ تَجْدُرُ الْإِشَارَةُ – وَبِشَكْلٍ خَاصٍّ فِي السَّنَوَاتِ الْأَخِيرَةِ – إِلَى مَا يُولِيهِ فَخَامَةُ رَئِيسِ جُمْهُورِيَّةِ أُوزْبَكِسْتَان شَوْكَتْ مِيرْضِيَايِيفْ، مِنْ اهْتِمَامٍ كَبِيرٍ بِحُقُوقِ الْمَرْأَةِ، وَزِيَادَةِ دَوْرِهَا فِي الْمُجْتَمَعِ، وَقَضَايَا الْأُسْرَةِ. فحتى الآن، تَمَّ اعْتِمَادُ حَوَالَيْ 100 مُسْتَنَدٍ قَانُونِيٍّ دُوْلِيٍّ فِي أُوزْبَكِسْتَان يَهْدِفُ إِلَى حِمَايَةِ حُقُوقِ الْمَرْأَةِ، وَتَمَّ تَنْفِيذُ عَدَدٍ مِنْ الْفَعَّالِيَّاتِ فِي بَلَدِنَا فِي إِطَارِ هَذِهِ الْمُسْتَنَدَاتِ. على وجه الخصوص تم اِتِّخَاذُ تَدَابِيرَ صَارِمَةً في إطار إِعْلَانُ وَمِنْهَاجُ عَمَلِ بِيجِينْ لِتَحْقِيقِ الْمُسَاوَاةِ بَيْنَ الْجِنْسَيْنِ لِتَوْسِيعِ نِطَاقِ حُقُوقِ الْمَرْأَةِ وَالْفُرَصِ الْمُتَاحَةِ لَهَا ولِأَوَّلِ مَرَّةٍ، تَمَّ اِنْتِخَابُ الْمَرْأَةِ لِرِئَاسَةِ مَجْلِسِ الشُّيُوخِ. وكذلك فِي مَجْلِسِ الشُّيُوخِ بِالْمَجْلِسِ الْعَالِي تَمَّ تَشْكِيلُ اللَّجْنَةِ الْمَعْنِيَّةِ بِقَضَايَا الْمَرْأَةِ وَالْمُسَاوَاةِ بَيْنَ الْجِنْسَيْنِ، وَالْهَيْئَةِ الْجُمْهُورِيَّةِ الْمَعْنِيَّةِ بِزِيَادَةِ دَوْرِ الْمَرْأَةِ فِي الْمُجْتَمَعِ وَالْمُسَاوَاةِ بَيْنَ الْجِنْسَيْنِ وَقَضَايَا الْأُسْرَةِ.
إن أوزبكستانَ دولةٌ ديموقراطيةٌ، الجميعُ فيها يتمتعُ بحقِ المُساواة، بغض النظرِ عن الأصلِ والعرقِ والجنسِ. القانون يضمن تلكَ الحقوقَ. وخيرُ دليلٍ على هذا الفكرِ هو إِصْدَارُ الْقَوَانِينِ “بِشَأْنِ ضَمَانَاتِ الْمُسَاوَاةِ فِي الْحُقُوقِ وَالْفُرَصِ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ” و “بِشَأْنِ حِمَايَةِ الْمَرْأَةِ مِنْ التَّحَرُّشِ وَالْعُنْفِ”
وجدير بالذكر أنه في أوزبكستان الجديدة تم اعتماد اِسْتِرَاتِيجِيَّةِ تَحْقِيقِ الْمُسَاوَاةِ بَيْنَ الْجِنْسَيْنِ بحلول عَامِ 2030. تَضُمَّ الْاِسْتِرَاتِيجِيَّةُ 61 مُؤَشِّرًا إنْسَانِيًا يَهْدِفُ إِلَى تَحْدِيدِ تَحْقِيقِ أَهْدَافِ التَّنْمِيَةِ الْمُسْتَدَامَةِ لِلْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ ولا سيما ضَمَانِ التَّعْلِيمِ الْمُتَسَاوِي وَالْجَوْدَةِ لِلْجَمِيعِ وَالتَّعْلِيمِ الْعَالِي لِلْفَتَيَات فِي الْمَنَاطِقِ الرِّيفِيَّةِ وَمنع العُنْفِ، والِاتِّجَارِ بِالْبَشَر.
ويمكن القول إن إنشاء لجنة للأسرة والمرأة لتأمين السياسة العامة في هذا المجال في إطار الإصلاحات الشاملة في أوزبكستان هو نتيجة لتطلعاتنا إلى إيجاد وتطوير القيم الوطنية-الدينية. ونتيجةٌ للأعمال المنفذة تم تصنيف أوزبكستان من بين أفضل 20 دولة في العالم في مؤشر بيانات النوع الاجتماعي. وفقا لتقرير صادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة لعام 2023 حصلت أوزبكستان على 8 نقاط وتم تسجيلها في المركز 69 من بين 166 دولة.
وَفِي إِطَارِ اِتِّفَاقِيَّةِ مُكَافَحَةِ التَّمْيِيزِ فِي التَّعْلِيمِ يتَمَّ تَنْفِيذُ الْأَعْمَالِ البارزة في هذا الشأن. فقَبُولُ 2000 فتاة مِنْ الْأُسَرِ الْمَحْرُومَةِ فِي الْجَامِعَاتِ عَلَى أَسَاسِ مِنْحَةٍ حُكُومِيَّةٍ كُلِّ عَامٍ وبهدف تَغْطِيَةَ مَبَالِغِ الْعُقُودِ الدِّرَاسِيَّةِ لِلنِّسَاءِ اللَّاتِي يَدْرُسْنَ عَلَى مُسْتَوَى الدِّرَاسَاتِ الْعُلْيَا يَتِمَّ تَخْصِيصُ 200 مِلْيَار سُومْ سَنَوِيًّا كما يَتِمَّ تَخْصِيصُ حِصَّةٍ مُسْتَهْدِفَةٍ قَدْرُهَا 300 مَقْعَدٍ سَنَوِيًّا لِطَالِبَاتِ الدُّكْتُورَاه.
ونَتِيجَةً لِلإصلاحات المذكورة أعلاه بَلَغَتْ نِسْبَةُ النِّسَاءِ فِي الْمَنَاصِبِ الْإِدَارِيَّةِ 35 فِي الْمِائَةِ، وَفِي مَجَالِ الْأَعْمَالِ 37 فِي الْمِائَةِ، وَفِي الْأَحْزَابِ السِّيَاسِيَّةِ 46 فِي الْمِائَةِ، وَفِي التَّعْلِيمِ الْعَالِي 49 فِي الْمِائَةِ. إن ضمان الأمن للنساء والأطفال يُعْتَبَرُ من أعلى القيم في الإسلام. و هذا المبدأ في مقامٍ جليل لدى الشعب الأوزبكي أيضا.
وتجدر الإشارة الخاصة إلى الأعمال الإيجابية التي تقوم بها السيدة سعيدة ميرضيايفا مساعدة رئيس جمهورية أوزبكستان في مجتمعنا بشأن الحماية الشاملة لحقوق المرأة. إن السيدة ميرضيايفا هي واحدة من المبادرين بالدعوةِ إلى القانون الذي ينص على تطبيق المسؤولية الجنائية وتعزيز التدابير العقابية على العنف المنزلي ضد الأطفال. كان هذا القانون خطوة جريئة إلى الأمام من أجل التنمية الكاملة للنساء والأطفال وضمان سلامتهم ليس في أوزبكستان فَحَسْب بل في منطقتنا بأكملها.
إنه في إطار كافة الإصلاحات التي تجري فِي أُوزْبَكِسْتَان الجديدة الْيَوْمَ يَتِمَّ إِنْشَاءُ مَجْمُوعَةٍ وَاسِعَةٍ جِدًّا مِنْ الْإِمْكَانَاتِ وَالِامْتِيَازَاتِ وَالضَّمَانَاتِ لِلْمَرْأَةِ، وَالْهَدَفُ اَلنِّهَائِيُّ مِنْهَا هُوَ سَعَادَةُ الْمَرْأَةِ، وَلِتُصْبِحَ حَيَاتُهَا سَعِيدَةً مَعَ أُسْرَتِهَا.
سنواصل العمل في هذا الاتجاه دون انقطاع ونعتقد أن الخبرة الدولية في هذا المجال مهمة لنا جميعا. و تحقيقا لهذه الغاية، قدَّم فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيايف في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة عقد منتدى المرأة الآسيوية في عام 2024 في أوزبكستان بالتعاون مع الهيكل النسائي للمنظمة. الغرض الرئيسي من عقد هذا المنتدى هو إقامة تبادل الخبرات بين الدول الآسيوية التي تقترب دينها وقيمها وعاداتها وآرائها من بعضها البعض ، وتوحيد الجهود في هذا الصدد ، وضمان مصالح الأخوات من جميع النواحي ، و المساعدة على تحقيق إمكاناتهن الإبداعية.
منذ زمن قديم في ثقافة الشعب الأوزبكي و تقاليده يتم إيلاء اهتمام خاص لضمان حقوق المرأة. في حين أن حماية الأمومة والطفولة تشير إلى صلاحِ المجتمع ، إن ضمان حقوق المرأة والطفل – هو مؤشر على تطور المجتمع. وفي بلدنا أيضا يتم الالتزام الصارم بهذه المبادئ. وحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: “خيركُمُ خيركم لأهلِهِ وأنا خيركُم لأهلي” خيرُ دليلٍ على ما ذكرناهُ في الأَعْلَى.