السائحون الخليجيون يحييون ليالي الأنس في فيينا
يواصل السياح من جميع أنحاء المنطقة توافدهم على مدينة فيينا بالتزامن مع تسجيل مدينة الموسيقى لمعدلات نمو غير مسبوقة في أعداد الزوار وحجوزات الإقامة الليلة خلال العام 2015.
وقد ارتفع معدل الإقامة الليلية للسياح الإماراتيين ليبلغ 48.2 بالمائة خلال الفترة بين شهري يناير وأكتوبر من العام 2015، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2014، حيث وصل عدد السياح الإماراتيين الذين أقاموا في فنادق المدينة 110,663 سائح حتى الآن. كما شهدت معدلات المقيمين أيضاً نمواً مماثلاً وهائلاً، حيث سجلت 50,891 مقيماً دولة الإمارات العربية المتحدة، أي بزيادة قدرها 44.8 بالمائة مقارنة مع سجلته خلال العام الماضي. في حين حقق معدل الإقامة الليلية للسياح القادمين من المملكة العربية السعودية نمواً بنسبة 20.4 بالمائة، أما معدلات المقيمين فشهدت نمواً بنسبة 19.4 بالمائة.
وتعتبر فيينا وجهةً عالميةً تتمتع بجاذبية متميزة وساحرة، إذ إن أكثر من 80 بالمائة من زوارها هم من القادمين من خارج حدود النمسا. ومن بين 13.5 مليون إقامة ليلية شهدتها فنادق فيينا خلال العام 2014، شكّل الزوار الألمان نسبة 20 بالمائة، وتلاهم النمساويين بـ 18 بالمائة؛ أما ثاني أكبر معدل من الوافدين على النمسا فكان من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم إيطاليا، وانتهاءً بروسيا. بينما وصل عدد الحجوزات من قبل السياح القادمون من دول الخليج إلى يقارب 295,000 اقامة ليلية خلال العام 2014.
فيينا – أرض العجائب الشتوية
خلال حفل خاص أقيم في فندق ريتز كارلتون مركز دبي المالي العالمي، قالت فيرينا هابلي، ممثلة هيئة السياحة في فيينا: “عادة ما يكون الاقبال الأكبر من زوار المنطقة إلى فيينا خلال فصل الصيف، إلا أن هيئة السياحة في فيينا سجلت مؤخراً معدل نمو كبير للزوار القادمين من دول الخليج خلال أشهر الشتاء. ورغم استمتاع السياح خلال فصل الصيف بالأجواء الخارجية المميزة وكتجارب الطعام في المقاهي المنتشرة في شوارع المدينة، وزيارة الحدائق الغنّاء التي يناهز عددها الـ 850 منتزه، إلا أن فصل الشتاء يتيح لزوار المدينة خوض تجارب تسوق رائعة ضمن متاجر كبرى العلامات التجارية في عالم الأزياء في المنطقة التاريخية القديمة في قلب مدينة فيينا المدرجة في لائحة اليونسكو للتراث العالمي، والتي تحتضن مجموعة متنوعة من المقاهي المميزة، ومتاجر الحلويات والمعجنات، بالإضافة إلى كونها محور الحركة الثقافية في مدينة فيينا. وبالإمكان أيضاً التنزه بين الأسواق الموسمية التي تضج بالأجواء الرومانسية”.
وتعد الأسواق الاحتفالية الساحرة، البالغ عددها بالمئات في العاصمة، وجهات مثالية للاستمتاع بأجواء موسم الأعياد، ومعظمها تواصل أعمالها حتى بعد انقضاء عطلة عيد الميلاد. وبفضل هذه المجموعة الواسعة والمتنوعة من الأسواق، هناك دائما الكثير الذي يروق لمختلف الأذواق. وتماشياً مع التقاليد العريقة لهذه المدينة، اصطفت كافة الأسواق الكبيرة في فيينا على شارع واحد طويل تصل نهايته إلى وسط المدينة على غرار ساحة راتهاوس التي تقف مقابل الجهة الخلفية لمبنى مجلس المدينة المهيب. أما الأسواق الموسمية التي تقع ضمن قصر شونبرون وقصر بلفيدير فإنها تعكس طابعاً إمبراطورياً بشكل واضح. ولكل من يبحث عن روعة وجمال الأعمال الفنية وشتى أصناف الفنون والحرف المصنوعة يدوياً، عليهم التوجه إلى الأسواق المنتشرة في ساحة كارل وسبيتلبرغ وآم هوف. أما السوق الموسمي الذي يقع في مربع المتاحف فإنه يشكل مركز استقطاب لعشاق منتجات المصممين، في حين سيبلغ محبو الطهي ضالتهم في شارع ميلر، وفي ساحة متجر الشاي العريق هاس آند هاس.
أما الاستعدادات الجارية لاحتفالات رأس السنة الميلادية، فإنها تتجلى في “سوق السنة الجديدة” الواقع أمام قصر شونبرون و”قرية السنة الجديدة” في ساحة ماريا ترسين، وهي الخيار المثالي لتسوق الحرف والمشغولات اليدوية ذات الجودة العالية، ولتناول وجبات الطعام الخفيفة واللذيذة، ولاقتناء حلي الحظ السعيد لارتدائها مطلع السنة الجديدة. وبذلك تتحول مدينة فيينا القديمة والتاريخية إلى صالة حفل عملاقة ورائعة خلال اليوم الأخير من العام.
بالإضافة إلى ما سبق، ستشق عربات ليلة السنة الجديدة طريقها من ساحة مبنى مجلس المدينة عبر الشوارع الضيقة للمدينة القديمة، التي ستحتضن مجموعة من الحفلات والعروض الموسيقية. وسيتألق قصر هوفبورغ من خلال حفل الباليه الشهير “أمسية السنة الجديدة” ليضيء عشية رأس السنة الجديدة بأجواء إمبراطورية فاخرة، وذلك على إيقاع الأنغام الموسيقية العذبة والعروض الساحرة التي يقدمها كبار النجوم في عالم الباليه والأوبرا.
ويشكل الحفل الموسيقي الخاص بأوركسترا فيلهارمونيك فيينا احتفاءً بالسنة الجديدة في القاعة الذهبية في مسرح موسيكفيرين المهيب من التجارب الفريدة التي تبقى في الذاكرة، حيث يتابع بروفة هذا العرض استعداداً لحفلة عشية رأس السنة الجديدة وحفلة صباح رأس السنة الجديدة، أكثر من 50 مليون مشاهد من مختلف أنحاء العالم كل عام.
من جهة أخرى، يوفر نهر الدانوب موقعاً آخر ذو شعبية واسعة بين الناس كونه يتيح إمكانية خوض تجربة رائعة وساطعة تحت أضواء المدينة الاحتفالية، فمتعة الصعود على متن إحدى عبارات شركة دي دي إس جي بلو دانوب خلال رحلات نيو يير تتضمن الجلوس على مائدة عشاء فاخرة على إيقاع أنغام الموسيقى الحية. وكخيار بديل، بإمكان الزوار التوجه إلى أحد التلال التاريخية بالعاصمة، وهي وكالينبيرغ أو ليوبولدزبيرغ أو كوبنزل، التي توفر أفضل المواقع لمشاهدة عرض الألعاب النارية في المدينة احتفالاً بقدوم السنة الجديدة.
بالمقابل، ستوفر أكبر حلبة تزلج على الجليد، والتي تقع أمام مبنى مجلس مدينة فيينا، الخلفية المثالية للأجواء الشتوية الحالمة والمثالية لاستقبال العام الجديد، فابتداءً من 21 يناير حتى 6 مارس من العام 2016، سيتم تحويل ساحة مبنى مجلس المدينة إلى حلبة عملاقة للتزلج على الجليد، بحيث تصبح ملاذ وفردوس عشاق ممارسة التزلج على الجليد من كافة الأعمار.
الوصول إلى مدينة فيينا
حالياً، تمتلك 172 وجهة عالمية رحلات طيران مباشرة مع مدينة فيينا، تديرها 70 شركة طيران عالمية من بينها طيران الإمارات (بواقع 14 رحلة أسبوعياً)، والاتحاد للطيران، وطيران نيكي النمساوي، والخطوط الجوية القطرية (جميعها معاً بواقع 7 رحلات أسبوعياً). وهناك طيران الملكية الأردنية التي تدير 5 رحلات أسبوعية إلى مدينة فيينا، والخطوط الجوية التركية بواقع 4 رحلات يومياً من مطار أتاتورك في اسطنبول.