رحل كريم العراقي ويبقى شعره للإنسانية
بقلم – هدى المالكي:
رحل صاحب لقب “أفضل أغنية إنسانية” منحته إياه منظمة “اليونسيف” عن قصيدته “تذكر” والتي ترنم بها كاظم الساهر كما ترنم بالعديد من قصائده على مدار سنوات الصداقة التي جمعت بينهما
رحل الشاعر كريم العراقي يوم الجمعة عن عمر يناهز 68 عاما بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان في أحدى مستشفيات أبو ظبي .
لم يتوقف شاعرنا الكبير عن شغفه بكتابة الشعر في ظل الحزن الذي عاشه خلال الثلاث سنوات الأخيرة بعد أن انتشر المرض في أجزاء جسده حتى خسر الرؤية في أحد عينيه وتساقط شعره ثم أتاه خبراً كالصاعقه ضربت بجسده النحيل إلى اقصى الألم والحزن وهو إصابة زوجته بنفس المرض
فقد ألّف 55 قصيدة أطلق عليها اسم
“على سرير الأمل”
وقال فيها: “صبري أقوى من مرارتها”
(في تعبيره بأنه أقوى من الحقن الكيميائية التي يُعالجه بها الأطباء)
وكتب “الصبر يعرف من أنا منذ الصبا …وشمٌ له في أضلعي منحوت”
وقام أيضاً بمراجعة بعض قصائده القديمة والإعراب عن رغبته في تغيير بعض كلماتها.
وكما انتهى من سيناريو الجزء الأول للفيلم السينمائي “أنا ابن كلكاميش” .
كريم العراقي خلف ورائه سيرة مهنية مشهود لها بالتميز في عالم الشعر والشعراء كما تُوجت مسيرته الأدبية بالعديد من الجوائز والتكريم العربي والدولي من المنظمات والهيئات العالمية ومنها حصوله على جائزة الأمير عبد الله الفيصل العالمية لعام 2019 م حيثُ التقيت به في حفل الجائزة وباركت له وشرفني بالحديث معه ومدحه لحسابي في موقع التواصل سناب وأنه قائم على المبادرات التي تفيد المجتمع وخاصة ذوي الهمم ومن هم في حاجة لتلك المبادرات
حينها وجدته اسم على مسمى كان كريماً مع محبيه ووطنه العربي وعراقياً أصيلاً حتى النخاع
كان فقيدنا ذاك الإنسان البسيط الحزين المبتسم دائماً بحب ورضا بقضاء الله عز وجل
الشاعر كريم العراقي لم أجده شاعراً عابراً بل حاملاً لأمانة الكلمة بكل معانيها العميقة وحروفها الإنسانية..
قلبه محباً سار في هذه الحياة ينشد أصدق وأنبل المشاعر التي ستُخلد ذكراه رغم رحيله عنا ،فقد كان علامة مضيئة وسيبقى في عالم الأدب والشعر نبراساً يضيء للأجيال القادمة
رحم الله شاعرنا وصديقنا العزيز كريم العراقي ولتكن ذكراه خالدة في قلوبنا مثل أعماله الخالدة
أقدم التعازي لأسرته وأحبائه في العراق والوطن العربي وابتهل إلى الله بالدعاء أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، آمين .