البيوت السعيدة “أسرار”
بقلم – ماهر بن عاطي الحربي:
إن المجتمعات القوية الناجحة التي يشار إليها بالبنان في كل مجالات التقدم لها مقومات وعوامل حتى تصل إلى الريادة، ومن أهم هذه المقومات هي الأسر المستقرة السعيدة التي تقدم لمجتمعها أبناء أسوياء لا يعانون من أي إضطرابات بسبب التفكك الأسري ومن أجل الحصول على أسرة ناجحة علينا محاربة أسباب هدم البيوت ومن أهمها التدخلات الخارجية والنصائح الهدامة.
بداية لابد أن نربي أبناءنا وأنفسنا على أن الزواج هو الرباط المقدس بين زوج وزوجة، وذلك البيت الذي يُؤسس على أكتافهما هو مملكة لهما ولأولادهما، هذه المملكة لابد أن تحوطها العناية، وتكللها المودة والرحمة، كجدار فولاذي من أي محاولات للطعن والتشكيك، جدار تتكسر عليها كل سهام التدخلات الخارجية، التي ترمي للتفريق وتمزيق تلك الأسرة.
وهذا ما ينبغي أن ننتبه له، لأن التدخلات الخارجية في شؤون الأسر المستقرة هي السهم المسموم الغادر الذي يطعن الحياة الزوجية المستقرة لأسرة ما في سويداء القلب فتخر صريعة.
قد يستهين الزوج في نقل أسرار بيته إلى أصدقائه، فيجدون الفرصة سانحة للتدخل، بحجة النصيحة للزوج، وما يلبث الأمر إلى أن يتحول إلى صراع بين خصمين بين عدوين لا زوج وزوجة، بسبب تلك النصائح المغرضة.
كما أن الزوجة قد تتساهل هي الأخرى في نقل تفاصيل حياتها الزوجية إلى الأقارب أو الصديقات، قد تكون سعيدة ويصادف ذلك قلب حاقد، أو عين حاسد، فتتحول الحياة الهانئة وارفة الظلال إلى جحيم لا يُطاق.
إن المستقصي لأحوال الأسر المفككة سيجد أن البداية كانت من نصيحة عابرة لصديقة ما، لكنها نصيحة مغرضة تهدف إلى زرع بذور الشقاق في بيت مستقر، ثم سرعان ما تتحول هذه النصائح إلى تحريض لهدم هذا البيت بقصد أو بدون قصد.
إن التجارب والخبرات أكبر من أن تحصى في هذا السياق، كان بدايتها نصيحة مغرضة أو تحريض من صديق أو صديقة ثم تحول بيت الزوجية المكلكل بالرباط المقدس إلى ساحة حرب، وميدان قضاء، لذا وجبت النصيحة على ضرورة حفظ أسرار البيوت، وعدم التساهل في نقل تفصيلاتها إلى الآخرين، وإن جاءت يومًا نصيحة من الخارج، فلابد أن توزن بميزان العقل والمنطق، حفاظًا على البيوت واستقرارها وقديما قالوا “البيوت أسرار” فلنحافظ على اسرارنا وسعادتنا.