الأمن والثمن الذي يدفعه الأبطال
بقلم – محمد البكر:
بين الحين والآخر ، نقرأ عن أحد رجالات الأمن ، وقد دفع حياته ثمناً لحماية وطننا ، والحفاظ على أمننا وسلامة مجتمعنا.
تارة على حدود الوطن ، حيت يواجه أبطالنا هناك ، عصابات الإجرام التي تريد تدنيس ترابنا ، أو لمكافحة تهريب البشر والإتجار بهم ، أو محاولات إدخال الأسلحة والممنوعات لتدمير شبابنا . وتارة أخرى وهم يداهمون أوكار مجرمي المخدرات وتجار المال الحرام ، ناهيك عمن يدفع حياته في معركة الوطن ضد الإرهاب الذي روع الناس وقتل الأبرياء قبل سنوات.
رجال الأمن من الشهداء في كل القطاعات الأمنية ، يتركون خلفهم آباء وأمهات وزوجات وأطفال وأحباب ، كي نعيش أنا وأنت وأهلنا في أمن وسلام.
لقد اقترحت في مقال قبل عشر سنوات تقريباً ، أن يخلد هؤلاء الأبطال ، من خلال إطلاق أسم الشهيد إما على أحد شوارع مدينته ، أو بتسمية المدرسة التي يدرس فيه أحد أبناءه فيها بأسمه . وقد فهمت حينها أن مقام الوزارة كانت تدرس ذلك قبل كتابة مقالي وهو ما تحقق والحمد لله.
الدولة رعاها الله تضع عائلة الشهيد في مقام عال من الاهتمام والمتابعة من خلال لجنة أهالي الشهداء التي ترعاهم وتتابع أحوالهم وتقف معهم .
لكن ما يؤلمني هو موقفنا كمواطنين تجاه أي خبر عن استشهاد أحد أبطالنا في معارك الشرف التي أشرت إليها . يقرأ معظمنا الخبر في وسائل التواصل ، ويمرون عليه مرور الكرام . حتى التعليق والدعاء بالرحمة يعز عليهم . بينما ترفع هاشتاقات وترند كل يوم عن أمور تافهة . عن فتيات يستعرضن بأجسادهن رقصاً ومجونا ، أوعن تسريحة شعر للاعب كرة ، أو غير ذلك من قصص الفضائح التافهة عن ” نجوم الغفلة ” . وذلك نتيجة لخلل في تفكيرنا ، وقصور في فهمنا لتضحيات أولئك الأبطال ، ونقص في ثقافتنا نحو تقدير الأمور التي تحيط بنا.
رحم الله شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم وهم في ميادين الشرف والكرامة والعزة لهذا الوطن . لا فرق إن استشهدوا على حدودنا ، أو في مواجهات مع الإرهابيين أو مهربي المخدرات ومروجيها ، أو حتى من رجال الأمن والدفاع المدني . والأمل أن يتغير سلوك بعضنا تجاه تلك التضحيات . ولكم تحياتي.