الأسواق الإلكترونية تقود النمو الرقمي في المنطقة العربية
دبي – هشام رفعت:
صرحت “بيكو كابيتال” اليوم أن أسواق التجارة الإلكترونية الكبرى في المنطقة العربية ستقود نمو الاقتصاد الإلكتروني، حيث من المتوقع أن ترتفع مبيعات التجزئة وحدها من 10 مليارات دولار أميركي التي سجّلت حاليّاً إلى 100 مليار دولار أميركي في عام 2025.
وتسهم أسواق التجارة الإلكترونية في جمع البائعين والمشترين في وجهة إلكترونية واحدة من خلال الإنترنت أو بواسطة تطبيقات الأجهزة والهواتف المحمولة.
صرح داني فرحة، الرئيس التنفيذي لشركة “بيكو كابيتال”: “أصبحت فرصة إنشاء أسواق عملاقة للتجارة الإلكترونية في المنطقة العربية يتجاوز تقييمها مبلغ مليار دولار أميركي، أو ما نطلق عليه الشركات الأحادية القرن أو ’يونيكورنز‘، أكثر قرباً من ذي قبل، ونحن حالياً لدينا في المنطقة عدة شركات للتجارة الإلكترونية في مراحل متقدّمة من تطورها لتصبح شركات تكنولوجيا عملاقة، بما في ذلك شركات تابعة لمحفظة ’بيكو كابيتال‘ الاستثمارية.”
وقد أفاد داني فرحة بأن “هناك شركات تكنولوجيا ناشئة استطاعت أن تستجيب لاحتياجات المنطقة وتؤسس أسواقاً للتجارة الإلكترونية تركّز أعمالها في قطاع بعينه. واستطاعت كل من هذه الشركات أن تؤسس لنفسهانموذج أعمال قوي ومستدام ومتخصص، ومن هنا جاءت استثمارات ’بيكو كابيتال‘ في بعض تلك الأسواق الإلكترونية.”
تابع داني فرحة: “لقد حرصنا أن تمتلك أسواق التجارة الإلكترونية التي نستثمر فيها ركيزتين أساسيتين للنجاح، إمكانية التدرج وتجويل القطاع بشكل جذري. فلكي يزدهر أي سوق للتجارة الإلكترونية، يجب عليه أن يتمتع بإمكانية التدرّج ليصبح شركة عملاقة. أما ركيزة النجاح الثانية التي بحثنا عنها فهي قدرة هذا السوق الإلكتروني على إحداث تحوّل جذري في القطاع الذي يعمل فيه بأكمله. وهذا يتحقّق من خلال تقديم خدمة ذات قيمة لم تكن متاحة قبل إنشاء هذا السوق الإلكتروني وهي تقدّم ’تجربة‘ جديدة وفريدة في القطاع.”
وهنالك نوعان من هذه الأسواق: تلك التي تقدّم خدمات للمشترين من بائعين من الأفراد مثل خدمة “كريم” للتنقل أو خدمة “بروبرتي فايندر” للخدمات العقارية، تلك التي تجمع المشترين بالتجار أو محلات البيع مثل تسوق بضائع التجزئة عبر الإنترنت، مثل سوق دوت كوم أو جادوبادو دوت كوم. وتسهم مواقع التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت بقدر كبير في زيادة استخدام الأصول بالنسبة للتجار، كما تقلّص تكاليف البحث بالنسبة للمستهلكين، وبالتالي تعزّز الفعالية والكفاءة، مما يُحدث تحولاً جذرياً في القطاع. قال داني فرحة: “هنالك أمثلة عديدة في منطقتنا لمثل هذه الأسواق الإلكترونية الناجحة التي أحدثت تغييرات في قطاعاتها. بعض هذه الأمثلة تشمل ’بروبرتي فايندر‘ و’بيزات‘ و’راوند منيو‘ و’جادوبادو‘ و’إير بي آند بي‘ و’كريم‘. كل واحدة من هذه الخدمات تؤسس سوقاً افتراضية من المشترين والبائعين يجتمعون تحت سقف واحد عبر الإنترنت أو من خلال الهواتف أو الأجهزة الذكية لتعزيز عرض الخدمات والمنتجات ووصولها إلى أكبر عدد من المستهلكين. وهي توفر خيارات أكبر وأسرع بتكلفة أقل في بيئة آمنة.”
على الصعيد العالمي، تشكل مبيعات التجزئة على الإنترنت 5% من كافة مبيعات التجزئة حيث تتصدّر المملكة المتحدة والولايات الأميركية المتحدة هذا الاتجاه إذ أن نسبة 11% من مجمل مبيعات التجزئة لديها يتم من خلال الإنترنت. أما في الأسواق الناشئة، فإن مبيعات التجزئة على الإنترنت تتراوح بما بين 3% و5% من مجمل مبيعات التجزئة. وتقدّر مبيعات التجزئة الإلكترونية المنطقة العربية، بما في ذلك منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، حالياً بما بين 1% و2% على التوالي من مجمل مبيعات التجزئة. وهناك فرص هائلة للنمو في المنطقة خلال العقود القادمة مع ارتفاع مبيعات التجزئة الإلكترونية لتحقق معدلات أكثر توازناً بحيث تصل نسبتها إلى 25% من مجمل مبيعات التجزئة. وهذا يُترجم إلى نمو مبيعات التجزئة الإلكترونية من مستواها الحالي عند 10 مليارات دولار اميركي إلى حوالي 100 مليار دولار أميركي خلال العقد القادم في المنطقة العربية.”
وأياَ كانت الفئة التي تنتمي إليها، فإن أسواق التجارة الإلكترونية مزدهرة عالمياً بفضل نماذج الأعمال المغرية التي توفرها. وبنمو حجمها، فهي تخلق “تأثيرات” قوية تُبقي الأسواق التي حققت ريادة في مقدمة الركب.
وفي الأسواق الناشئة، مثل المنطقة العربية، يكون لأسواق التجارة الإلكترونية تأثير أكبر. فمع تدرجها لتصبح شركات عملاقة، تصبح هذه الأسواق الإلكترونية أكثر نفعاً لكافة المعنيين بها، بما في ذلك مؤسسيها والمستثمرين فيها والتجار والمستهلكين. والنمو في الهواتف والأجهزة الذكية والاقتصاد “عند الطلب” يعود بدرجة كبيرة لجيل الألفية الذي نشأ متمرّساً بمزايا الإنترنت ويتوقع أن يحصل على المنتجات والخدمات بسهولة ويسر من خلال الإنترنت والتطبيقات الذكية.”
أضاف داني فرحة: “تقف المنطقة العربية عند نقطة تحوّل تشير إلى بداية تغيير هائل تحرّكه عوامل قوية. فهناك 85 مليون مستخدم للإنترنت في المنطقة و60 مليون مستخدم للهواتف الذكية ومعدل إنفاق على التجارة الإلكترونية يتعدى 10 مليارات دولار أميركي في عام 2014. كما أن لدينا قدرات شرائية للفرد أعلى بحوالي خمس مرات من تلك التي في الهند، وهي البلد التي استقطبت 80% من استثمارات رأس مال المغامرة في الأسواق الناشئةعالمياً مما ساهم في ظهور 15 شركة تكنولوجيا عملاقة أو “يونيكورن” والعديد من الشركات الناشئة الأخرى. ومنطقتنا العربية ستكون هي قصة النجاح التالية بعد الهند.”