صندوق الإستثمارات العامة وفرص تعزيز مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع التعدين
بقلم – سلمان بن سليمان العثيم:
نائب المدير التنفيذي شركة مصفاة الذهب السعودية
يواصل المسؤولون عن قطاع التعدين بالمملكة السعودية الخطط الإستراتيجية للمساهمة الفاعلة في تحقيق رؤية المملكة 2030 عبر تعزيز قطاع التعدين الذي يعد قطاعا واعداً ورافداً قوياً من روافد الإقتصاد الوطني عبر توفير فرص العمل ودعم الإنتاج الوطني حيث تمتلك المملكة العربية السعودية إمكانات معدنية كبيرة غير مستكشفة نسبياً مقارنة بأسواق التعدين الأخرى الناضجة، حيث تبلغ قيمة الأصول غير المكتشفة 1.3 تريليون دولار تقريباً. من خلال المجموعة المناسبة من الاستثمارات والموارد، ستكون مــعــادن قادرة على إطلاق العنان للإمكانات الحقيقية لقطاع التعدين في المملكة العربية السعودية.
وقد جاء منتدى صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص الذي عقد مؤخراً في الرياض ليستعرض نجاحاته الواسعة بالشراكة طويلة المدى مع القطاع الخاص و فرص التعاون و الشراكة في مختلف قطاعات الأعمال محليًّا ويعزز التعاون مع القطاع الخاص عبر الفرص والشراكات التي يقدمها صندوق الاستثمارات العامة من خلال مشاريعه وبرامجه وشركاته لتعزيز دور القطاع الخاص، كونه الشريك الأهم والدائم للصندوق، لدعم مسيرة الاقتصاد المزدهر في المملكة والوصول لمستهدفات “رؤية المملكة 2030”..
و تتواكب هذه الجهود مع المبادرة التي أطلقها معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف تحت مسمى “نُثري” لتطلق العنان للطاقات الإبداعية السعودية في قطاع التعدين بأفكار تثري هذا القطاع الذي يعد واحداً من أهم القطاعات الواعدة و من أهم روافد دعم الإقتصاد الوطني وفقاً لرؤية المملكة 2030 التي اعتمدت سياسة تنوع مصادر الدخل لدعم الاقتصاد
و لا يخفى على أحد أن هذه المبادرة القيمة تأتي في إطار الجهود التي يقدمها معالي الوزير ومعالي نائبه المهندس خالد المديفر للنهوض بقطاع التعدين و التي ظهرت جلياً في منتدى التعدين الذي عقد مؤخراً بالرياض وحقق نجاحاً كبيراً و شاركت فيه مجموعة سليمان العثيم من خلال شركة مصفاة الذهب السعودية التابعة لها .
إن إطلاق اسم “نُثري” على المبادرة لما لها من أهمية كبرى لهذا القطاع يمثل مدى أهمية الإستثمار الأمثل للثروات المعدنية بالمملكة في أكثر من 5,300 موقع، بقيمة تقدر بنحو 5 تريليونات ريال وهو ثروة تستطيع أن تشكل رافداً قوياً لدعم إقتصادنا الوطني
ومن هنا يأتي التأكيد على أهمية تمكين ريادة الأعمال في الاستكشاف التعديني محليُا من منظور تنظيمي، وتمويلها ودعمها بالبنية التحتية المناسبة لتعزيز أعمالها والدفع بالنمو الاقتصادي في القطاع. لافتاً النظر إلى أن المبادرة تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية لجعل قطاع التعدين الركيزة الثالثة للصناعات الوطنية، ودعم احتضان عدد من الشركات الناشئة الوطنية والمستكشفين الناشئين ليكونوا عنصراً في بناء مستقبل وطنهم، وتعزيز الاستثمار المحلي في مجال الاستكشاف التعديني.
إن مانراه من جهود صادقة لدعم قطاع التعدين يؤكد حرص الجميع على تعزيز سبل التواصل وتطويرها بين القطاع الخاص والصندوق وشركاته للإستفادة مما يقدمه صندوق الإستثمارات العامة و يسهم في دعم النمو الاقتصادي وتوطين الصناعات وتحفيز الابتكار في عدد من القطاعات الإستراتيجية للمملكة.