المؤتمر السعودي البحري ومواجهة تحديات القطاع البحري
بقلم – دكتور مهندس بحري عبد الرزاق المدني:
مستشار وخبير بحري
لقد حرصت على الحضور والمشاركة في الدورة الثالثة للمؤتمر السعودي البحري الذي ينطلق في الثامن والعشرين من سبتمبر الجاري في معرض إكسبو الظهران كعادتي في متابعة آخر تطورات القطاع ولما لهذا المؤتمر من تأثير واضح في دعم جهود المملكة العربية السعودية لتحقيق الريادة في القطاع البحري حيث يسلط المؤتمر الضوء على أحدث الإبتكارات والتقنيات المستخدمة في القطاع البحري، وخاصة اتمتة القطاع ومن بناء سفن حديثة وموانئ ذكية وسوف يتحدث خبراء النقل البحري عن أبرز المستجدات المتعلقة بتسريع التحول الرقمي وتبني الحلول التكنولوجية المتطورة في جميع عمليات القطاع.
وكما يعلم المتخصصون فإن المؤتمر يهدف إلى توفير أفضل السبل لفتح آفاق واسعة لتطوير نماذج الأعمال وإستكشاف فرص توظيف قدرات البيانات الضخمة لحلول التكنولوجيا الذكية في القطاع البحري.
وسيكون المؤتمر فرصة لخبراء الصناعة البحرية ليستعرضوا عدة مواضيع هامة وخاصة الحاجه متزايدة إلى توظيف حلول البيانات الضخمة في القطاع البحري وتبني تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي، من أجل مساعدة القطاع على مواكبة التوجه العام نحو الرقمنة في كافة القطاعات العامة واللوجستية خاصة وحسب توجه حكومتنا الرشيدة في رؤية سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ٢٠٣٠ ، لاسيما في مجال الشحن النقل المتعدد الوسائط (البحري والجوي والبري والسكك الحديدي )، وقد برزت هذه الحاجة بشكل كبير خلال جائحة كرونا التي أكدت على دور الرقمنة وسائل التحكم عن بعد في إستدامة القطاع البحري وظهور الحاجة لها في الموانئ العالمية الذكية والسفن الحديثة ذات الحمولات الضخمة والعدد الأقل من البحارة والوقود الغير مضر بالصحه للمحافظة على البيئة حسب التوجه العالمي مما يوفر الكثير من مصروفات السفن وزيادة أرباح المستثمرين فية حيث أن معظم الشركات تضاعفت أرباحها بتقليل مصروفاتها .
ومن هنا نستطيع القول أن النسخة الثالثة من المؤتمر السعودي البحري ستشهد إقبالاً كبيراً ومشاركة قياسية من الجهات الحكومية وكبرى الشركات المحلية والعالمية والإقليمية، لاسيما وأنها النسخة الأولى التي يتم تنظيمها حضورياً بعد الجائحة وتعافي الإقتصاد العالمي من آثارها الغير المسبوقة في سلسلة الإمداد والتوريد واللوجستيات.
كما نستطيع القول أن الرعاية الإستراتيجية للمؤتمر ستلعب دوراً كبيراً في إستقطاب كبار الشركات في قطاع النقل البحري حيث ينظم الحدث سي تريد البحدية وبرعاية استراتيجية من الهيئة العامة للموانئ “موانئ ” والهيئة العامة للنقل وشركة البحري، الرعاة المؤسسبن للحدث وبمشاركة كل من أرامكو و”دي بي ورلد”، و”أتكو”، و”التميمي ومشاركوه”، و”محطة بوابة البحر الأحمر”، شركة البلاغة إضافة إلى “إينس”، وما يزيد على أكثر من خمسين مؤسسة بحرية رائدة.
وفي الختام نستطيع القول أن المؤتمر يتيح فرص ذهبية لإقامة الشراكات الإستراتيجية بين كل من مزودي الخدمات، والمستثمرين، لتعزيز التنمية المستدامة، وتحقيق نقلة نوعية تسهم بدورها في الوصول بالقطاع البحري إلى تحقيق الريادة في مجالات الأتمتة وتشجيع المستثمرين للدخول في المجال