“عملاق النظام الشمسي” يتهيّأ لبلوغ أقرب مسافة من الأرض منذ 59 عامًا
الرياض_سويفت نيوز :
قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة: إن كوكب المشتري، عملاق نظامنا الشمسي، سيصل إلى أقرب مسافة له من الأرض بعد غد الاثنين، مشيرًا إلى أن هذه المسافة هي الأقرب منذ 59 عامًا، وذلك بالتزامن مع وصوله إلى حالة التقابل، مؤكدًا أن ذلك ليس له تاثير عبر كوكبنا
وأوضح “أبو زاهرة”: أن ظاهرة التقابل شائعة بالنسبة للمشتري؛ فهي تحدث كل 13 شهرًا، وهو الوقت الذي تستغرقه الأرض للدوران مرة واحدة حول الشمس بالنسبة إلى المشتري، في حين يكون الكوكب والأرض في أقرب مسافة بينهما مرة واحدة تقريبًا في السنة، ولكن نادرًا ما يتزامن أن يكون المشتري في أقرب مسافة من كوكبنا “الحضيض” ويكون كذلك في التقابل
وأضاف: “المشتري سيصل إلى أقرب مسافة من الأرض عند الساعة 05:00 صباحًا بتوقيت مكة “02:00 صباحًا بتوقيت غرينتش”، وسيكون على بُعد حوالي 591 مليون كيلومتر من كوكبنا -مقارنة بأبعد نقطة 960 مليون كيلومتر- وقد كانت آخر مرة يكون بهذه المسافة من كوكبنا في أكتوبر 1963”
وتابع: “بعد ذلك سيظهر المشتري في الأفق الشرقي بعد غروب الشمس وبداية الليل، وسيكون مشرقًا وكبيرًا في السماء بشكل غير عادي؛ حيث سيبدو أكبر بنسبة 11٪ وأكثر سطوعًا بمقدار مرة ونصف مما كان عليه في أبريل 2017، عندما كان في أبعد مسافة” في مداره من الشمس، إضافة لذلك إذا كانت السماء صافية، وإلى جانب عدم وجود القمر سيكون المشتري أحد أكثر الأجرام السماوية سطوعًا في سماء الليل حاليًّا”
وأردف: “سيبدو المشتري للعين المجردة ككتلة ضوئية ساطعة في منظر دراماتيكي وكأنه من الخيال العلمي، وبواسطة منظار بقوة تكبير سبعة أو عشرة مثبت على حامل سيظهر الكوكب كقرص مع أقماره الأربعة الكبيرة: غانميد، يوروبا، كاليستو، ايوا، التي غالبًا ما يكسف ويحجب بعضها البعض، ويلقي بظلاله الدائرية على الكوكب، منفردة وفي أزواج عند التقابل”
وبيّن أن استخدام تلسكوب صغير سيكون أفضل بكثير؛ حيث سيبدو المشتري كبيرًا مثل القمر، بينما عبر التلسكوبات الأكبر حجمًا سيلاحظ أن غلافه الجوي ينقسم إلى عدة معالم واضحة تشمل أحزمة ملونة منتظمة بالتوازي مع خط استواء الكوكب، تلك الأحزمة تكونت من خلال الاختلافات في عتمة الغيوم نتيجة امتلاكها كميات متفاوتة من الأمونيا المتجمد؛ فالأحزمة البراقة فيها تركيز أعلى من الأحزمة الداكنة، ولذلك التركيز يحافظ على تلك الأحزمة منفصلة من خلال الرياح السريعة التي تصل سرعتها إلى ما يزيد على 650 كيلومترًا بالساعة
وقال: “إن أكثر الأشكال المميزة التي ترصد على المشتري هي العاصفة الضخمة التي تسمى البقعة الحمراء العظيمة، وهي كبيرة كفاية لتُسقط بداخلها كوكبًا بحجم كوكبنا، وهي تعصف على المشتري منذ 150 سنة على الأقل”
وواصل: “سيتبع ذلك وصول المشتري نقطة التقابل مع الشمس في سماء الأرض عند الساعة 10:25 مساء بتوقيت مكة “07:25 مساء بتوقيت غرينتش”، وسيتألق عند أقصى لمعان له “- 2.9″، وسيكون قرصه بعرض رائع 48.8 ثانية قوسية وقرصه مضاء بالكامل بنور الشمس، وسيظل مرئيًّا لبقية الليل، وستمثل هذه الليلة منتصف أفضل وقت في السنة لرؤية هذا الكوكب، وسيرصد المشتري عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي باتجاه الأفق الجنوبي، وفي الفجر سيشاهد منخفضًا باتجاه الأفق الجنوبي الغربي، وهذه الحركة الظاهرية للكوكب في السماء نتيجة لدوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق، وسيغيب الكوكب عند شروق الشمس”
وأكد “أبو زاهرة” أن هذه الظاهرة فرصة للاستماع للعواصف الراديوية على المشتري باستخدام تلسكوب راديوي، تلك العواصف الراديوية ناتجة عن أشعة ليزر راديوية طبيعية في الغلاف المغناطيسي للكوكب، التي تتدفّق بينما يدور الكوكب حول محوره، ويمكن للتيارات الكهربائية المتدفقة بين الغلاف الجوي العلوي للمشتري والقمر البركاني أن تعزز هذه الانبعاثات إلى مستويات يمكن اكتشافها بسهولة بواسطة هوائيات هواة الاتصالات اللاسلكية على الأرض بالتزامن مع تقابله ووصوله إلى أقرب مسافة من كوكبنا
يُذكر أنه خلال الأسابيع بعد التقابل سيصل المشتري إلى أعلى نقطة في السماء مبكرًا بأربع دقائق كل ليلة، وسيبقى الكوكب مرئيًّا في سماء المساء لبضعة أشهر قادمة