بقلم احمد شحاته
تجاوز العمل الاجرامي الارهابي الذي قام به هذا الداعشي من تفجير نفسه في مسجد القديح وسط المصلين تحت ذريعه انه مسجد للشيعه وان ما قام به مسلم سني هو ما يؤكد ان هذا العمل الاجرامي عمل شيطاني يهدف الى نشر الفتنه ويعكس تعطش هذا الداعشي أو من يقف ورائه لسفك الدماء.
فلو كان الأمر كما يدعون فقد كان من الاولى أن يقوم كل مسلم أو مسيحي أو يهودي بقتل اتباع الديانه الأخرى لمجرد انه يختلف معه في الدين أو الفكر ثم أين هؤلاء من خلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين فتح مكه وقال لهم قولته المشهوره ماذا تظنون اني فاعل بكم قالوا أخ كريم وابن أخ كريم فقال اذهبوا فانتم الطلقاء وهم على شركهم وهم الذين حاربوا وأخرجوه من مكة أحب البقاع الى قلبه.
ثم أين هؤلاء من اخلاق سيدنا عمر رضى الله عنه حين دخل كنيسه القيامة وجلس في صحنها ثم حين حان وقت آذان الظهر خرج وصلى خارج الكنيسة لما عرف بعد ذلك بمسجد عمر وكان من الاولى به ان يحول هذه الكنيسة الى مسجد ولكنها تركها على حالها ليمارس المسيحيون شعائرهم وليدرك كل صاحب عقل اننا اتباع دين السماحة وليس دين القتل.
ان من قام بهذا العمل لا صله له بأي دين فقد تجرد من الدين والاخلاق والمشاعر الانسانيه حين فكر ان يفجر نفسه وسط الآمنين حتى ولو كانوا مشركين.. لا إكراه في الدين فقد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم.
وقال الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا”
أيها الارهابيون ان تعاليم الله في محكم آياته واضحة كوضوح الشمس اما انتم فلا تريدون نصرة دين الله وانما تريدون فتنة عبادة في الارض وتريدون ان يشيع الدمار والهلاك والفزع اللهم ادم نعمة الامن والامان في بلادنا وسائر بلاد المسلمين وأهلك هؤلاء الظالمين ودعاة الفتنة والتدمير والهلاك.. ولعنة الله على كل من تسول له نفسه في ايقاظ الفتنه.