الغذاء…وعلاقتة بذكاء طفلك
الغذاء الصحِّي الجيد هو الذي يصنع الطفل الذكي منذ أن كان جنينًا في رحم أمه.. صحيح إن الوراثة عامل مؤثر، لكنه ليس بنفس درجة اختيار أغذية صحية ومتوازنة في مختلف مراحل نمو طفلك.
فأغذية الذكاء ليست أكذوبة أو مجرد كلمات بل هي حقيقة تحيط بنا ولكننا لا ندركها، نحرم أطفالنا من تناول هذه الأغذية وهم في أمس الحاجة إليها، لتنشيط ذكائهم وزيادة تركيزهم، خاصة في ظل انتشار أطعمة التي نطلق عليها [التيك أواي] التي تزيدهم بدانة دون استفادة الجسم منها، لذلك فالأبوان مسئولان أيضا عن كلمة [غبي] التي دائما ما يطلقونها كالرصاص في وجه أطفالهم، متجاهلين أن المخ الذكي لابد أن يعمل بالطعام الذكي المتوازن الصحي، مثل البروتين والفيتامينات والخضراوات والفاكهة والأملاح المعدنية.
وأكد الدكتور حسام إبراهيم –أستاذ المخ والأعصاب جامعة القاهرة- أن الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة لها نصيب الأسد في الحفاظ على المخ، وزيادة نشاطه الذكائي، لأنها تحد من وجود [الشوارد الحرة] التي تهاجم خلايا المخ وتدمرها وتوجد هذه المضادات الطبيعية في الكبدة والبيض واللبن الجزر والمشمش، نظرا لاحتواء هذه الأغذية على فيتامين [a]، وكذلك في السمسم والفول السوداني والسالمون لاحتوائها على فيتامين [هـ]، وكما يشتهر البرتقال بمقاومة البرد والوقاية منه، فإنه قد امتدت شهرته أيضا إلى عالم الذكاء، لأنه يحتوى على فيتامين [c] الذي يعد من أهم الفيتامينات التي تحسن من أداء كل أعضاء الجسم، خاصة المخ فيزيد نشاط وظائفه العليا، التي تتمثل في الذكاء والذاكرة والقدرة على التعلم.
ومن جانبها تضيف الدكتور امتثال السويفي- استشارى تغذية وعلوم أطعمة بالمعهد القومي للتغذية، أن ذكاء الطفل يتحدد وهو جنين في رحم أمه، يتحدد بنوعية الغذاء التي تصل إليه عن طريق المشيمة، لذلك فإن عنصر البروتين خاصة الحيواني يعد عنصرا هاما وضروريًا لبناء خلايا مخ الجنين، وهو مهم أيضا لاستكمال نمو وبناء هذه الخلايا خلال السنتين الأوليين من عمر الطفل.
ويتوافر البروتين الحيواني في اللحوم والبيض واللبن خاصة لبن الأم، لذلك تعدّ الرضاعة الطبيعية منجمًا لزيادة ذكاء الطفل خاصة خلال الستة أشهر الأولي، في هذه الفترة يحتاج إلى غذاء تكميلي إلى جانب الرضاعة، وهذا الغذاء التكميلي لابد أن يكثر أساسه في البروتين. كما توجد أيضا أغذية رخيصة الثمن لا يلتفت إليها الكثيرون ، ويعتقدون أن الأغذية ذات القيمة العالية ملك للأغنياء فقط، مثل الفول السوداني الذي يحتوى على العديد من الأملاح المعدنية ، ومنها المنجنيز والماغنسيوم والبوتاسيوم، وهذه الأملاح تساعد على انتقال النبضات العصبية، وتعمل على التواصل العصبي بين الخلايا مما يزيد من ذكاء المخ.
ولكي يكون ذكاء أطفالنا جيِّدًا، لابد من احتواء أطعمتهم على عنصر الحديد المتوافر في الكبد والبيض والسبانخ، لأن هذه الأغذية تساعد على نقل الأكسجين لخلايا المخ، وبالتالي تسهل عمل الموصل العصبي ، مما يزيد من تنشيط ذكاء الطفل، كما أن عنصر الزنك أيضا يزيد من ذكاء طفلك، فقد توصّل العلماء أنه عنصر مهم في تنمية ذكاء ومهارات الأطفال، مما دفع الباحثين بالمركز القومي للبحوث بإضافته إلى أغذية التلاميذ في كل مراحل الدراسة الابتدائية والإعدادية.
وكما أن هناك أغذية ينبغي زيادة تقديمها للأطفال، فهناك أيضا أغذية ينبغي الحد منها كما ينصح الدكتور حسام إبراهيم، فيجب تقليل نسبة الدهون في الوجبات للأطفال من سنتين وحتى الدخول في مراحل المراهقة، فنمو الطفل لا يعتمد على كثرة الأكل وكبر كميته، لأن زيادة الدهون بالجسم تصبح دهونًا ثلاثية ضارة تتراكم على جدران الشرايين ، فيقل معدل وصول الدم للمخ وبالتالي يقلّ الذكاء، حيث تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون السمنة أقل ذكاءً بنسبة 25% من غيرهم من الأطفال الأصحاء، كما ينصح أيضا بتجنب تناول الأطفال للأغذية الملوثة خاصة بالرصاص والمبيدات والهرمونات، لأن هذه العناصر السامة تتراكم في أنسجة المخ ، وتقلل من ذكاء الطفل بسبب ضعف خلايا المخ على التواصل مع بعضها البعض، فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يختلط طعامهم بهذه الملوثات السامة أقل ذكاء بنسبة 20% من أقرانهم.