مقالات

الجيل الرابع من الحروب وتضليل الرأي العام(3-4 )

بقلم حامد تاج الدين:

11121770_10200412412951072_98912349_nمن الوظائف الرئيسية التي تؤديها وسائل الاتصال الجماهيري ، وظيفة تكوين الآراء والاتجاهات لدى الأفراد والجماعات والشعوب .. وهذه الوظيفة لا يمكن عزلها عن الوظائف الأخرى كالأخبار والترفيه ، إلا أنها تمتاز عنها بخصوصية الهدف من هذه الوظيفة . و أخلاقيات الإعلام تفرض على وسائل الإعلام القيام بواجباتها ووظائفها بصدق وأمانة وعدالة وموضوعية وتوازن وشمول ودقة وعدم إساءة استخدام سلطة الإعلام. ومع وجود صراع المصالح الهائل على المستوى العالمي ، فأن هذه الأخلاقيات تغيب أحيانا ، ويحدث بشكل متعمد عمليات تضليل للرأي العام من خلال بعض وسائل الإعلام

ونشير هنا إلى أبرز نماذج عمليات تضليل الرأي العام مثل التضليل بالانتقائية المتميزة التي تنتقي بعض الكلمات والحقائق والاقتباسات والمصادر وتتجاهل الأخرى وتقوم بالتركيز على حقيقة وإغفال الحقيقة الأخرى المرتبطة بها وكذلك التضليل بالتلاعب بالمعلومات وترتيب الحقائق بحيث تعطي معاني وانطباعات معينة ويتم تفسيرها بشكل معين يخالف الواقع. بالاضافة الي التضليل بإهمال خلفية الأحداث ، مما يجعلها ناقصة ومشوهة ، لا يستطيع المتلقي فهمها و تفسيرها .

وعندما ناتي علي التضليل بالمزح والخلط  فاننا نعني عدم التمييز بين الأخبار من ناحية و الرأي والتحليل والتعليق من ناحية اخرى .. فلا يعرف المتلقي هل هذا جزء من الخبر أو هو رأي الإعلامي ووجهة نظره . وهناك العديد من انواع التضليل الاخري مثل التضليل بالمعلومات التي ليس لها علاقة بالحدث على حساب الحقائق المهمة.

*التضليل بالعناوين ومقدمات الأخبار المعتمدة على  المبالغة والتهويل والغموض والمعلومات الناقصة .. مما لا يتفق أحياناً مع مضمون الخبر أو المادة الصحفية .

التضليل باستخدام مفردات معينة تؤدي إلى إصدار أحكام الادانة على المواقف والأشخاص والجماعات والدول أو تحمل وجهة نظر بالتأييد أو الرفض  التضليل بالإيهام والتدليس في المصادر والمعلومات وعرض المعلومات غير  واضحة المصادر وهي معلومات وأخبار غير صحيحة .

* التضليل بادعاء التوازن الشكلي بين رأيين فقط واختيارين لا غير مع تعمد إهمال وجهات النظر الأخرى وتغيب الكثير من الاحتمالات والآراء و الحلول .

التضليل باختيار قضايا ومشكلات زائفة والابتعاد عن قضايا أخرى تهم الجمهور وتساهم في تشكيل الوعي الصحيح . *التضليل بإغراق الجمهور بمعلومات لا تهمه ولا يحتاج إليها مما يطلق عليه النفايات المعلوماتية .

التضليل بالإغراق بكم كبير جداً من المعلومات لا يستطيع المتلقي الربط بينها أو تفسيرها مما يوقعه بالسلبية وشعوره بالعجز أمام طوفان المعلومات.

* التضليل بلفت ألانظار عن قضية معينة وتسليط الأضواء على قضية أخرى وحصر التفكير فيها وتشتيت الانتباه عن القضية الأصلية.

* التضليل يالتعتيم والتجاهل سواء كان ذلك لقضية أو حدث أو مشكلة مما يجعلها خارج وعي الجمهور . *التضليل بالتضخيم والتهويل لقضية او حدث أو مشكلة ليترك ذلك انطباعاً زائفاً بحجمها لدى الجمهور.

*التضليل بالتهوين وتقليل قيمة الموضوع رغم أهميته للجمهور وعلاقته بمصالحهم واهتماماتهم .

التضليل بالتفكيك والتجزيء وحصر النقاش في جزئيات بعينها وقطعها عن الإطار العام وسياقها الطبيعي وصورتها الكاملة . * التضليل بقلب الصورة حتى يصل الأمر إلى تصوير المجرم   علي انه ضحية .. والضحية علي انه هو المجرم المعتدي.

التضليل بالمصطلحات المصنوعة المنحوتة التي تبني وترسخ مفهوماً معيناً يتوافق مع مصالح صانع المصطلح الذي قام باستحداثه والترويج له لتغيب الحقائق وتزييف الوعي.

التضليل باستخدام مصطلحات قد تكون صحيحة ومقبولة ومتفق عليها في أصلها ولكنها تستخدم عمداً وتضليلاً في سياق خاطئ لا يرتبط بها.

*التضليل بالإحصائيات واستطلاعات الرأي غير الحقيقية .. أما انها لم تحدث أصلاً ، أو أنها كانت حافلة بالأخطاء الإجرائية التي تؤدي إلى خطأ النتائج .

*التضليل بالقراءة المخادعة للإحصائيات واستطلاعات الرأي الصحيحة ، لكن يتم التلاعب بطريقة عرضها وتفسيرها سواء بالكلمات أو بالرسوم البيانية .

التضليل بالصورة أما بطريقة التقاطها وتغيير مضمونها والتحكم في الألوان أو إضافة صور أشخاص أو أشياء أو حذفها أو يتم الادعاء ، بأن الصور تمثل الواقع بينما هي مصطنعة لتعطي انطباعاً معيناً.

*التضليل باختيار صورة حقيقية لشخص أو حدث ، إلا أنها التقطت من زاوية معينة لإعطاء رسالة مضللة حول الشخص أو الموقف أو الحدث.

*التضليل بالكاريكاتير السياسي والاجتماعي الذي يتعامل معه الناس باعتباره طرفة وتسليةبينما  هي رأي وموقف ورسالة مؤثرة تجمع بين خصائص الكلمة وخصائص الصورة .

*التضليل باختيار أضعف وأسوأ شخصية ممكنة لتمثيل قضية ما في حوار أو حديث إعلامي لكي يتم إسقاط القضية وتشويهها عبر هذه الشخصية المهزوزة السيئة او الضعيفة .

*التضليل بالحوار المشوه الذي يتم فيه التغيب الكلي المتعمد للقضية الجوهرية المحورية والإغراق بالتفاصيل الهامشية والثانوية الصغيرة ذات الأثر المحدود على القضية المحورية التي تم تغييبها قسراً.

*التضليل بتكرار الفكرة الخاطئة وترسيخها مهما تكن خاطئة وتعزيز السلوك المنحرف وترسيخه مهما يكن منحرفاً وذلك بالتكرار المستمر المتواصل حتى تستقر في وعي الجماهير.

إن الإعلام سلاح ذو حدين وهذا العالم ليس عالماً مثالياً خيالياً يعمه السلام والعدالة والمحبة .. بل أن تضارب المصالح واختلافها وتضادها يجعل من عمليات تضليل الرأي العام من خلال الإعلام سلاحاً فعالاً في الصراعات .. ولكن يتم ذلك عبر أسلوب القوة الناعمة التي تؤثر ببطء على المدى الطويل دون أن يلاحظها الكثيرين…… أذن كيف يمكن مواجهة عمليات تضليل الرأي العام ؟؟؟ وللحديث بقية ان شاء الله.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى