ثقافة

مهرجان بيت الشعر الأول بثقافة الدمام يختتم بتسمية المنتدى الثقافي بإسم ” الشاعر محمد العلي”

الدمام- عبودة البرغوثي:

10349067_10152687244871227_7918477164752115671_n IMG_5349 IMG_5423 IMG_5432 IMG_5439 IMG_5441 IMG_5445 IMG_5447 IMG_5451أطلقت ادارة جمعية الثقافة والفنون في الدمام اسم الشاعر محمد العلي على المنتدى الثقافي، ليكون المسمى “منتدى محمد العلي الثقافي” تقديرا وعرفانا لقامة أدبية وثقافية أثرى من خلالها الشعر والأدب منذ الستينات راعياً وحامياً للحداثة ، وحضوره في المشهد العربي والسعودي، بين الشعر والفكر والصحافة.
اختتم الشعر، مساء أمس، وتوقفت الكلمة مساء أمس، بكلمة مدير الجمعية الشاعر أحمد الملا، الذي وعد “نراكم الدورة القادمة مع مهرجان بيت الشعر الثاني”،  كان المهرجان الذي ضم 13 شاعرا من الوطن العربي، وفي الأمسية الشعرية الختامية مع الشاعر محمد الحرز من السعودية وصالح زمانان من السعودية وفيديل سبيتي من لبنان وهاني نديم من سوريا ومحمد النبهان من الكويت.
استهلت الأمسية بعرض لمسرحية بارانويا من انتاج استديو الممثل بالجمعية وهي من اخراج ياسر الحسن وتمثيل حسن العلي وتأليف عباس الحايك، الذي أوضح أن المسرحية “تتناول فكرة التراتبية في الوظيفة أو المجتمع، التراتبية التي تشكل هاجسا كبيرا لدى البعض لدرجة تحولها الى قلق يومي، حيث العلاقة الملتبسة بين الموظف ورئيسه أو بين أي طرفين ضمن هذه التراتبية أو الطبقية، فالشخصية تعاني من علاقة مرتبكة مع رئيسها في العمل، فتدخلنا في عوالمها لنكتشف كل مشكلاته النفسية التي تراكمت بفعل علاقتها برئيسها.
 
ويستهل الشعر بالشاعر محمد الحرز، صدر له 12 كتاب مابين الشعر والنقد، شارك في الكثير من الأمسيات الشعرية والنقدية في المملكة والخليج والوطن العربي، كتب عنه بأنه ” المركوز في الفتنة وفي غشية الكلمات التي تنحلّ أواصر علاقتها المرجعيّة فتشفّ فيطيبُ لها سُكنَى المراكب العائمة الغائمة، لا يضمّها مرفأ ولا تئوبُ من أبديّةِ التّرحال. كأنّ التيهَ قدرُها لا تؤجّله؛ تندفعُ إليه رحماً يحضنها ويحميها”.
قرأ عدة نصوص كان منها:
“قفزتك”

أترقب قفزتك
المضمار مهيأ 
والمشجعون ملأى المدرجات. 
 
أترقب ما لا يشار إليه
إلا بعد فوات الآوان
 
أترقب ما يهمله النمل 
في حياته وما لا يهمله. 
 
أترقب ما تقوله الصخرة 
في رأس الجبل، لأختها 
الأخرى، أسفل الوادي
وما لا تقوله أيضا .
 
أترقب الذي يأتي 
وظل زوجتي غائب
عن المنزل .
 
ويتبدّى الشاعر فيديل سبيتي حريصاً على القلق وعلى استدامتِه، وكأنّه بهذا ينجو من الحالة العامة السائدة المنقوعة في الثباتِ والمستمرّة في إنتاج تشابُهِها. يجعلُ هذا القلق حصنَهُ يتمترسُ فيه خلفَ عزلتِهِ أو فرديّتِهُ التي لا تعني الأنانيّة بقدر ما تعني حريّتَهُ، وعمل فيديك في الاعلام والكتابة، وقدم عدة برامج تلفزيونية، أصدر أربعة اصدارات، قرأ من أشعاره:
ماذا لو بنى نسران وكرهما فوق رأسي ثم تصارعا
لمن هذا الوكر
ثم استيقظت
وكانت عيني أكبر من عيني
وانقض الحاجب على الحاجب مدافعا عن العين التي تحته
وصار وجهي نصفين:
نصف بعينين وحاجبين
والآخر ممسوح احتله النسر الآخر
واعتلت الشجرة كتفي طاردة الملاك
بقصيدة طازجة يذهب الشاعر السوري هاني نديم للشعر متأهباً على جسد الأغاني حيناً، وحيناً يذهب للسؤال الفلسفي محملاً بالشجن وبالأسئلة التي لا تفتأ تبحث عن مكامن الألم، ومنابت الحسرة، ويعمل نديم في الصحافة منذ اوائل التسعينيات الميلادية شارك في العديد من المهرجانات العربية والعالمية، قرأ في الأمسية أشعار التي لامست الوطن والألم والروح :
تدبّرنا أمر البرد
وحفظنا القصائد والأغنيات
تدبّرنا
شأنَ المال
وامتهنّا الاقتراض
تدبّرنا
الفرحَ الفائض
وأحببنا امرأة
تدبّرنا
-رغم تزاحم الخذلان
سماءً تظلّنا
وتدبّرنا
-على رمالٍ متحركة
أرضاً تقلّنا

الشاعر محمد النبهان نبتةٌ مقلوعةٌ كُتِبَ عليها خصامُ الجذور والترحّلُ في كتاب الجغرافيا؛ تكرّ صفحاتُهُ بالمنافي وعذابِ غريبٍ تدحرُهُ طوابيرُ الجوازات وتسلمُهُ المطارات إلى أرصفة الوحشة يدوّن على حجارتها فصولَ حكايته عن بيتٍ لا بيتَ فيه. يكتبُ جملتَهُ الناقصة أبداً، تحرسُهُ فراشةَ الحنين التي تكبُرُ في التجاعيد، صدر للنبهان 6 اصدارات شعرية، قرأ:
“قصيدة حب”
حين كنّا نعدّ النجوم
ونحاول أن نتذكّر أشكالها وأسماءها
ودلالات المسافرين
وقاموس الموتى
كانت ترسم وجوهاً مرعبةً على رمل الشاطئ
تذروها وتضحك،
تضحك
تبدّد معجم الكلمات بهلوسة التراب.
لكننا؛
حين وقفنا
نسند بعضنا في الريح
سرقت حصيرتنا
وارتدتها كجناحين،
ركضت كثيراً
واحتضنت شجرة!
 
وكتابة الشاعرصالح زمانان قِوامُها البساطة القريبة الدانية تمسّ القلب وتصافح الوجدان، ومعها الذات التي تحسن اتّخاذ موقعها وتعرف كيف تدير النظر وتستخلص الرنّة الملائمة وخيطَ النسيج الملائم لإكمال الضربة الشعريّة، صدر له 5 اصدارات شعرية، كتب 6 مسرحيات، شارك في العديد من المهرجانات الشعرية والمسرحية، قرأ :
“عطش المياه”
كلما نظرتُ لنافورةٍ
شعرتُ بالغُصَّةِ
مسكينٌ هذا الماء
 أبديُّ الملل!
..
لكني أشعر بالاختناقِ
كلما نظرتُ إلى الوادي
مسكينٌ هذا النهرُ
وُلد مستلقياً على ظهرِهِ
وبعد رحلتِهِ الطويلةِ
سيفجعه الملح!
 
 ووقع في ختام المهرجان الشعراء “محمد النبهان “حكاية الرجل العجوز” و”إمراة من أقصى المدينة” والشاعر محمد الحرز “أحمل مسدسي” و””قصيدة مضيئة”، وعبدالله المحسن “يترجل عن ظهره” ويوقع الشاعر أحمد الملا كتابه “علامة فارقة”.
 
وسعى بيت الشعر إلى تقديم الشعر بصورة جديدة على المستوى البصري والحسي، تداخل فيها المسرح، مع الموسيقى، والفنون التشكيلية، وعروض الأفلام، متجاوزا أسلوب الإلقاء، أو الخطابة الكلاسيكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى