السائقون الأميركيون أمام أعلى زيادة لأسعار البنزين صيفاً مع ارتفاع النفط

ينتظر السائقون الأميركيون فاصلاً جديداً من الارتفاعات المتوقعة لأسعار البنزين الصيفية، وقالت إدارة معلومات الطاقة إن السائقين في الولايات المتحدة سيرون أسعار الوقود هذا الصيف عند أعلى مستوياتها منذ ثماني سنوات، لكن الإجراءات الفيدرالية الأخيرة لتهدئة مخاوف تعطل إمدادات الخام مع استمرار روسيا في غزو أوكرانيا، من المتوقع أن تساعد في الضغط على أسعار النفط.

وفي توقعاتها للوقود في الصيف التي تم إصدارها جنبًا إلى جنب مع توقعات الطاقة قصيرة الأجل لشهر أبريل، ترى إدارة معلومات الطاقة ارتفاعاً متوقعاً لأسعار التجزئة للبنزين خلال موسم القيادة الصيفي من أبريل حتى سبتمبر إلى متوسط ​​3.84 دولارات للجالون، وللديزل بالتجزئة إلى 4.57 دولارات للجالون، وهو أعلى متوسط لأسعار الصيف منذ 2014.

وعُزي ارتفاع الأسعار إلى التعافي الاقتصادي من الوباء وزيادة مستويات المخاطر الجيوسياسية التي عززت أسعار سوق النفط وتقلباتها. وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، من المتوقع زيادة استهلاك البنزين والديزل هذا الصيف، حيث يعادل الديزل تقريبًا مستوى الطلب قبل الجائحة عند 3.9 مليون برميل في اليوم تقريبًا. فيما قدر استهلاك البنزين بـ9.2 مليون برميل في اليوم، بزيادة تقارب 1 ٪ عن الصيف الماضي، لكنها لا تزال أقل من مستوى 9.5 مليون برميل في اليوم الذي شهدناه في عام 2019.

ويتوقع أن يستمر استخدام المصافي في الزيادة وأن يظل مرتفعاً خلال الصيف، وهو ما سيسهم في ارتفاع مخزونات البنزين فوق متوسط ​​الخمس سنوات بحلول يونيو ثم تراجع الأسعار تدريجياً. ولكن مدى قدرة المصافي الأميركية على زيادة إنتاج وتصدير نواتج التقطير إلى أوروبا، بما في ذلك الديزل وزيت التدفئة، يظل غير مؤكد ومن المرجح أن يؤثر على أسعار الديزل في الولايات المتحدة.

وشددت أيضًا على مستوى عالٍ من عدم اليقين في توقعاتها، حيث لا يزال إنتاج وتوافر النفط الخام الروسي يمثلان قوة لروسيا، وكذلك الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الدول والشركات ردًا على العدوان الروسي. وقالت إدارة معلومات الطاقة في حين أن النمو الاقتصادي القوي يؤدي عادة إلى زيادة الطلب على البنزين والديزل، فإن ارتفاع تكاليف الوقود قد يجعل المستهلكين يفكرون مرتين قبل الانطلاق في الطريق، وتظل احتمالية ظهور أشكال جديدة من الجائحة والزيادات المفاجئة في الحالات عاملاً يجب مراقبته.

وفي توقعات أسعار النفط، أدت الاضطرابات المرتبطة بالطقس في محطة اتحاد خط أنابيب قزوين في كازاخستان على طول ساحل البحر الأسود الروسي، وحريق أعقب هجوم صاروخي للحوثيين على منشأة لتخزين وتوزيع النفط في أرامكو السعودية، إلى زيادة التقلبات ومخاطر الإمداد التي زادت بالفعل بسبب تصعيد العقوبات ضد روسيا وحظر الاستيراد الأمريكي على منتجات الطاقة الروسية، بحسب إدارة معلومات الطاقة.

240 مليون برميل

وأشارت أيضًا إلى الإجراءات التي ساعدت في تعويض مخاطر انقطاع الإمدادات، بما في ذلك الإعلانات الصادرة عن الولايات المتحدة ووكالة الطاقة الدولية للإفراج عن 240 مليون برميل من الاحتياطيات الاستراتيجية خلال الأشهر الستة المقبلة. وقالت إن عمليات الإغلاق في الصين بعد زيادة الحالات الوبائية أضافت أيضًا مخاطر جانب الطلب التي فرضت ضغطًا هبوطيًا إضافيًا على أسعار النفط الخام، وقالت إدارة معلومات الطاقة “نتوقع أن يؤدي ارتفاع الاستهلاك وتراجع إنتاج النفط في روسيا وخطر انقطاع الإمدادات وسط انخفاض مستويات المخزون العالمي إلى دعم أسعار النفط الخام في الأشهر المقبلة”. “ومع ذلك، نتوقع أن يؤدي تحرير الاحتياطيات الاستراتيجية من قبل الولايات المتحدة ووكالة الطاقة الدولية إلى الحد من ضغوط الأسعار المتزايدة”.

وعلى هذا النحو، خفضت وكالة معلومات الطاقة توقعاتها لأسعار النفط للعام الحالي ليبلغ متوسط ​​خام غرب تكساس الوسيط 97.96 دولارًا للبرميل، بانخفاض 3.21 دولارًا للبرميل عن الشهر الماضي، وتتوقع أن يصل سعر خام برنت في عام 2022 إلى 103.37 دولارات للبرميل، بانخفاض 1.85 دولار للبرميل عن الشهر السابق.

وبالنسبة لعام 2023، تتوقع إدارة معلومات الطاقة خام غرب تكساس الوسيط عند 88.57 دولارًا للبرميل، بزيادة 3.59 دولارًا للبرميل عن مارس، وترى أن خام برنت عند 92.57 دولارًا للبرميل، مرتفعًا أيضًا 3.59 دولارات للبرميل عن الشهر السابق.

وفي إنتاج النفط العالمي والاستهلاك، خفضت وكالة معلومات الطاقة بمقدار 810.000 برميل في اليوم إلى 99.80 مليون برميل في اليوم لتقديرها للطلب العالمي على النفط لعام 2022، وعزت التخفيضات إلى المراجعات النزولية لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي التي أجرتها أكسفورد إيكونوميك، وتم تخفيض توقعات الطلب العالمي لإدارة معلومات الطاقة لعام 2023 بالمثل بمقدار 820.000 برميل في اليوم إلى 101.73 مليون برميل في اليوم، لكنها ستكون زيادة 1.9 مليون برميل في اليوم عن العام السابق.

وقالت إدارة معلومات الطاقة: “إن انخفاض إنتاج النفط المتوقع مدفوع بشكل أساسي بتراجع توقعات إنتاج البترول في روسيا، في حين يعكس انخفاض الاستهلاك المتوقع انخفاض توقعات النمو الاقتصادي والطلب المرتبط بالوقود، فضلاً عن تأثير الاستجابات الحالية للجائحة في الصين”. وتوقعت انخفاض إنتاج النفط في روسيا بمقدار 1.7 مليون برميل في اليوم من فبراير 2022 إلى نهاية 2023، لكنها قالت إن “إنتاج النفط العالمي سيزداد مع ذلك نتيجة لزيادة الإنتاج في أماكن أخرى، معظمه من الولايات المتحدة وأوبك”.

ومن المتوقع أن يبلغ متوسط إنتاج خام أوبك 28.59 مليون برميل في اليوم في الربع الثاني من العام الجاري، أي بتخفيض قدره 460.000 برميل في اليوم عن التقدير السابق، في حين رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها للربع الثالث من هذا العام بمقدار 10.000 برميل في اليوم إلى 29.10 مليون برميل في اليوم. 

وسيرتفع الإنتاج الأمريكي للعام الحالي بمقدار 20,000 برميل في اليوم إلى 12.01 مليون برميل في اليوم. في حين سينخفض في عام 2023 بمقدار 40 ألف برميل في اليوم إلى 12.99 مليون برميل في اليوم، لكنها لا تزال تتجاوز الرقم القياسي السابق لمتوسط الإنتاج السنوي البالغ 12.3 مليون برميل في اليوم المحدد في عام 2019.

وقالت إدارة معلومات الطاقة إن هذا الإنتاج المتزايد "سيكون كافياً للمساهمة في صافي التراكمات العالمية في إجمالي مخزونات النفط في الربع الثاني من العام الجاري، وتتوقع أن يستمر المخزون العالمي في البناء على أساس ربع سنوي حتى نهاية عام 2023".