موسم الرياض.. يهزم الحملات التحريضية
الرياض_سويفت نيوز :
فشلت منظمات إرهابية تعمل في الخفاء في تحقيق أحلامها الوردية بوقف رؤية المملكة عبر مستهدف الترفيه، رغم اتباع تلك المنظمات الإرهابية لما يعرف باستراتيجيات الحرب الناعمة في مقابل الحرب الصلبة، وقد لجأت تلك المنظمات الخفية في حربها الجديدة ضد المملكة لاستخدام الوسائل والتدابير النفسيّة، والدعائيّة، والإعلاميّة والثقافيّة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة، مستهدفةً تفكيك المجتمع، وإثارة الفوضى داخله.
ولم تفلح تلك المنظمات في تحقيق أحلامها، متعرضةً لخسائر فادحة، من أبرزها تنفيذ حد الحرابة في أحد أفرداها، إضافةً إلى اعتقال عدد من المتورطين في ترويج الشائعات والمشاركين في إثارة الفتنة، وساهمت قوة تمساك المجتمع وارتفاع قوة الوعي، وقوة الجهاز الأمني في المملكة في تعطيل تلك المخططات الإرهابية.
شرارة الحقد
ومع بداية تأسيس هيئة الترفيه في المملكة في مايو 2016م، أصبح هذا القطاع الذي يحتل حيزاً أساسياً من رؤية المملكة 2030 بهدف تحسين نمط عيش المواطنين وتنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط كمصدر رئيس لموارد الدولة وباعتبار أن إنشاء صناعة التسلية والترفيه سيساعد في تنويع مصادر دخل المملكة، إذ إن تطوير السياحة والترفيه محلياً سيبقي في البلاد نحو 22 مليار دولار من الأموال التي ينفقها المواطنون في الخارج، ومع تطور قطاع الترفيه في المملكة منذ إنشاء الهيئة وبوتيرة متسارعة جعلت المملكة محط اهتمام شركات الترفيه العالمية والإقليمية، حيث أبرمت الهيئة عدداً من الاتفاقات لإقامة مشاريع على مستوى المملكة ككل، ترافقت مع جهود حكومية حثيثة للنهوض بالقطاع وفي طليعتها إنشاء شركة الترفيه للتطوير والاستثمار، الذراع الترفيهي لصندوق الاستثمارات العامة برأس مال قدره عشرة مليارات ريال للاستثمار في الأنشطة الترفيهية وجذب شركاء عالميين، إضافةً إلى عزم المملكة على إنشاء صندوق استثماري برأس مال 440 مليون ريال لنحو 600 مشروع متوسط وصغير الحجم لدعم وتحفيز الاستثمار السعودي في قطاع الترفيه، مع إطلاق برنامج جودة الحياة 2020 الذي هو جزء من برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، والذي يهدف إلى إدراج مدن سعودية على قائمة أفضل المدن للعيش في العالم وتحويل المملكة إلى مقصد سياحي عالمي على مدار العام عبر تنظيم وإحياء فعاليات موسمية وجعلها من بين أول عشر وجهات ترفيهية في العالم ومن بين أول أربع على مستوى آسيا.
حرب ناعمة
وبعد هذه الصدمة وتلك التحولات بدأ لسان المجاميع الرقمية وكأنه يقول: «وجدتها!»، ومن هنا قررت استخدام أدوات الحرب الناعمة لتنفيذ مخططاتها الشيطانية ومنها اللجوء للإغراء والإغواء والعمل على مستهدف التفكيك لضرب التماسك الداخلي للمجتمع، باعتبار أن العمل على تفكيك المجتمع وصنع الفوضى بداخله أجدى وأرخص من المواجهة من الخارج، وعمدت في استراتيجيتها المعتمدة على استخدام أدوات الحرب الناعمة كأسلوب الخداع عبر الاستفادة من السذج والمراهقين، وأسلوب التشكيك في رؤية المملكة الخاصة بمستهدف الترفيه من خلال إثارة الشائعات والكذب والفتاوى المغلوطة، والعمل على جرّ جيل الشاب في المجتمع من ذوي الميول الدينية المتشددة، وتحضيرهم بدعوة الجهاد وإيقاف ما سموه الابتذال والفساد الأخلاقيّ، وتصنيف الشباب المشاركين في المناسبات الترفيهية بالخارجين والمنحرفين وتكفير بعض الرموز الدينية، والعمل على قتل الشعاع والأمل في القلوب والتنظير على أساس فكر الثقافة الغربيّة، وتحقير تيّار الأدب، والفنّ والثقافة في المملكة، ونشر الإشاعة أن الكثير من المسلمين قد تراخوا عن الأهداف الجهادية وإنكار المنكر، إلى جانب العمل على تضعيف همة الشباب وتقديم صورة مظلمة عن مستقبل الوطن وإحباط الناس، والعمل على إيجاد نظرة تشاؤميّة وصدع بين الناس، وعلى الفصل بين الدين والدولة، والتشكيك في القيادة، مع إظهار أفق المستقبل مبهمًا ومظلمًا للشباب، ومحاولة التشكيل في قدرة رجال الأمن على حفظ الأمن الداخلي للوطن وضعف الأمن المجتمعي، وكذلك العمل الجاد على إيجاد الاختلافات المذهبيّة بين المسلمين، مع العمل على خلق بيئة حاضنة للفتة، وتعطيل حيويّة نخبة أفراد المجتمع المبدعين من الشباب والنشطاء، والتوسع في إيجاد المئات من المواقع الفرعيّة في الإنترنت الوهمية لنشر أفكار تخريبية، واستثمار سلاح الدعاية والعلاقات الإعلاميّة المدعومة من منظمات خارجية تؤيد الفكر التخريبي، وتنصب العداء الخفي للمملكة.
استهداف الترفيه
وركزت المنظمات الإرهابية في استراتيجيتها الحربية الناعمة على مستهدف الترفيه في المملكة على ثلاثة مرتكزات أساسية وهي: الموروث الديني للمجتمع، الموروث الثقافي والقبلي للمجتمع، التشكيك في قوة الجهاز الأمني في المملكة، وعمدت في البدء إلى استخدام آليات الإغواء، ومنها إغواء بعض الشرائح المستهدفة من المجتمع عن طريق وسائل الإعلام غير الرسمية -الخارجية- وبيعهم أحلامهم الوردية وخاصة بعض الفئات -المتشددة، أو المراهقين- ونشر بعض الشائعات المكذوبة التي تثير المشكلات، وتفكيك المجتمع والأسرة، باعتبار الأسرة الملجأ الأخير للإنسان، والحيز الذي يحقق المجتمع داخله استمرارية الهوية والمنظومة القيمية. وركزت المنظمات على تحقيق هدف رئيس واحد وهو ضرب خصوصية المجتمع والعمل على تفكيكه، وإثارة الفوضى، والتشكيك في مستهدف الرؤية، بهدف أن يفقد ضعفاء النفوس في المملكة أية خصوصية وأية منظومة قيمية ويصبحوا آلة إنتاجية واستهلاكية للشائعات التي تبثها، واستخدام تلك الجماهير المستهدفة لتحقيق أهدافها الشيطانية، لكنها في النهاية فشلت في تحقيق أحلامها لعدة أسباب من أهمها قوة تماسك المجتمع السعودي، وارتفاع نسبة التعليم في المملكة وقوة التمسك بالتعاليم الدينية، إضافةً إلى قوة الأمن السعودي، وتحقيق المملكة لمستويات عالمية في قوة الأمن.
جهاز قوي
وأثبت الجهاز الأمني بوزارة الداخلية بالمملكة قوته في التصدي للمنظمات الإرهابية الخارجية وضبط الوضع الأمني في جميع المحافل المجتمعية، حيث نجح في ضبط أحد الجناة بعد محاولته تنفيذ هجوم إرهابي مسلح بآلة حادة على إحدى الفرق الاستعراضية المشاركة في موسم الرياض، وطعن أفراد الفرقة وأحد حراس الأمن، وأصدرت وزارة الداخلية بياناً بشأن تنفيذ حكم القتل -حد الحرابة- بالجاني وجاء في البيان: «أقدم عماد عبدالقوي المنصوري -يمني الجنسية- بالهجوم الإرهابي المسلح بآلة حادة على إحدى الفرق الاستعراضية المشاركة في موسم الرياض، وطعن أفراد الفرقة وأحد حراس الأمن، وترويع الناس وإحداث الفوضى والرعب في الحضور بتكليف من أحد قادة تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن وانتمائه لذلك التنظيم واشتراكه معه في القتال، وبفضل من الله تمكنت سلطات الأمن من القبض على الجاني المذكور وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام له بارتكاب جريمته وبإحالته إلى المحكمة الجزائية المتخصصة صدر بحقه الصك الشرعي المتضمن إدانته بما نسب إليه شرعاً، ولكون فعله تضمن إفساداً وحملاً للسلاح ومحاولة لسفك الدماء المعصومة وتخويفاً للآمنين واعتداء على الأموال والحرمات والعبث بأمن الوطن، ولأن ما أقدم عليه يعد ضرباً من ضروب الحرابة والإفساد في الأرض، فقد تم الحكم عليه بإقامة حد الحرابة وأن تكون عقوبته القتل، وأيد الحكم من محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة ومن المحكمة العليا، وصدر الأمر الملكي في 13/ 8 / 1441هـ القاضي بإنفاذ ما تقرر شرعاً وأيد من مرجعه بإقامة حد الحرابة بحق الجاني المذكور وذلك بقتله، وتم تنفيذ حكم القتل حداً بالجاني بمدينة الرياض».
عقوبات مغلظة
وفي حوادث أخرى أعلنت النيابة العامة عن رصدها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بإنتاج وترويج شائعات لا أساس لها من الصحة تتعلق بالفعاليات، وأكدت النيابة العامة في بيانها حول تلك القضايا أن ذلك قد تم بتنسيق من جهات معادية خارجية، كانت مسؤولة عن غالبية المشاركات المرصودة، مشيرة إلى أنه تم استدعاء أشخاص شاركوا في ترويج هذه الشائعات من داخل المملكة، وجاري العمل على استكمال الإجراءات الجزائية بحقهم.
وأكدت النيابة العامة في بيانها أن تلك الأفعال تترتب عليها عقوبات مغلظة تصل إلى السجن خمس سنوات وغرامة ثلاثة ملايين ريال ومصادرة الأجهزة والأدوات المستخدمة، مؤكدةً أن هذه العقوبات تطال كل من أعد أو أرسل أو خزن عن طريق الشبكة المعلوماتية، وتشمل كل من حرض أو ساعد أو اتفق على ارتكاب هذه الجريمة، كذلك شددت النيابة العامة على أن الترويج للشائعات والأكاذيب يعد من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف، خصوصاً تلك التي يكون منشؤها جهات معادية تدار من الخارج.
ودعت النيابة العامة في بيانها الجميع إلى أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الانجراف وراء الشائعات أو المشاركة في نشرها واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة منها، مؤكدةً أنها لن تتهاون مع كل من يتبين تجاوزه بمثل تلك الأنشطة لينال أقصى العقوبات المقررة شرعاً ونظاماً.
تكذيب الشائعات
وكشف المستشار في الديوان الملكي رئيس الهيئة العامة للترفية تركي آل الشيخ عن رصد حملة تقودها جهات من خارج المملكة على مواقع التواصل الاجتماعي، هدفت إلى تشويه «موسم الرياض»، عبر نشر شائعات وقصص مختلقة، وذلك تزامناً مع تأجيل إحدى الفعاليات بسبب الأحوال الجوية. وبيّن خلال حديثه لمتابعيه عبر «مساحات تويتر الصوتية» أنّ فريق تحليل محتوى انتهى إلى أنّ الصور التي استخدمت في مزاعم التحرش بعدد من الوسوم المسيئة كانت مكذوبة على شباب من مختلف أنحاء المملكة، بعضهم لم يكونوا أساساً في موقع الفعالية.
وواصلت هيئة الترفيه ضبط المخالفين وتوضيح الحقائق وتكذيب الشائعات، ومن تلك البيانات ما أعلنته الهيئة العامة عبر حسابها الرسمي بتوتير، أعلنت فيه أنها ستفتح تحقيقاً فورياً بشأن أولى حفلات جدة، وذكرت في بيانها: فتحت الهيئة العامة للترفيه، تحقيقاً فورياً في مقاطع فيديو جرى تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي لإحدى الفعاليات في مدينة جدة، مضيفةً: وبحسب المعلومات التي تبينت للهيئة في متابعتها للموضوع بالفعالية المقامة، مخالفة للإجراءات القانونية والأنظمة المعمول بها، ولم يجر ترخيصها من قبل الهيئة، وكانت بالأصل ترخيصاً لإقامة فعالية أخرى استغل متعهدها موافقة الهيئة على تمديد إقامتها إلى تاريخ 11 شوال 1440هـ، لارتكاب هذه المخالفات الجسيمة وغير المقبولة.
الأمن يُحذّر
وواصل موقع الأمن العام بوزارة الداخلية بياناته حول ضبط الجهات الأمنية المختصة بالأمن العام، والتي رصدت عددًا من مخالفات لائحة المحافظة على الذوق العام، في افتتاح موسم الرياض، وتواصل التعامل مع مرتكبيها، وحذّر الأمن العام من المساس بحياة الآخرين عن طريق إساءة استخدام الجوال في التصوير، وأن ذلك موجب لعقوبات الغرامة أو السجن التي تصل إلى سنة وفق الفقرة الرابعة من المادة الثالثة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، مؤكدًا أن الجهات الأمنية لن تتهاون مع أي مخالفات وستطبق الإجراءات النظامية والعقوبات المقررة بحق كل من يخالفها.