رواد الأعمال يحققون مراكز متقدمة في أربع مؤشرات دولية
الرياض – واس:
إعداد: طلال بن مشعان
يحظى رواد الأعمال من الشباب والشابات في المملكة العربية السعودية وفق رؤية 2030 باهتمام ودعم كبير من القيادة الرشيدة ليكونوا عنصراً مهماً في بناء مستقبل وطنهم.
وانعكس الأثر الكبير لهذا الدعم على المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد ورائدات الأعمال، وأثمر بحصد المملكة حسب تقرير المراقب العالمي لريادة الأعمال (GEM) لهذا العام، المرتبة الأولى في أربعة مؤشرات دولية فرعية في مجال ريادة الأعمال، بالإضافة إلى تحقيقها مراكز متقدمة في ستة مؤشرات أخرى، تزامنت مع اختتام فعاليات “الأسبوع العالمي لريادة الأعمال”, بمشاركة أكثر من 100 دولة حول العالم، الذي يقام خلال شهر نوفمبر من كل عام.
واحتفت عدد من الغرف التجارية والمعاهد الريادية والجامعات في المملكة بفعاليات “الأسبوع العالمي لريادة الأعمال”؛ لتعزيز ثقافة العمل الحر بين الشباب، ودعم تطور المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ما يعكس هذا الدور الريادي لرؤية المملكة 2030 على رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة التي أسهمت في إيجاد بيئة أعمال مرنة تساعد الشركات الناشئة على النمو والازدهار، على الرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها الأسواق عالمياً؛ بسبب جائحة كورونا.
وجاء تفوُّق المملكة بتصدرها المرتبة الأولى عالمياً في مؤشرَي: “توفر الفرص الجيدة لبدء عمل تجاري”, و”سهولة البدء في عمل تجاري”. كما تصدرت المرتبة الأولى في مؤشرَي: “استجابة رواد الأعمال للجائحة”, و”استجابة حكومة المملكة للجائحة” من بين 45 دولة.
ويبرز نجاح المملكة الكبير في قطاع التقنية، والتوجه بخطى سريعة وثابتة نحو التحول الرقمي أو الرقمنة، الأمر الذي يدعم نمو العديد من المشاريع الواعدة، وظهور عدد من الشركات الناشئة الوطنية.
وتقدم الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” حزمة من الإنجازات النوعية التي أسهمت بشكل مباشر في تهيئة بيئة محفزة تتيح فرص نمو وازدهار المنشآت الصغيرة والمتوسطة، واستمرارية أعمال رواد ورائدات الأعمال، وزيادة في معدلات تأسيس الشركات الجديدة، بدعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- الذي يولي اهتماماً خاصاً بدعم شباب وشابات المملكة من رواد الأعمال؛ ليكونوا عنصراً في بناء مستقبل وطنهم.
وحققت “منشآت” منذ بداية عام 2021م العديد من الإنجازات، أبرزها: إطلاق بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة بوصفه أحد الصناديق والبنوك التنموية التابعة لصندوق التنمية الوطني، الذي يهدف إلى زيادة التمويل المقدم إلى قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وسد الفجوة التمويلية، وتعزيز إسهامات المؤسسات المالية في تقديم حلول تمويلية مبتكرة، وتحقيق الاستقرار المالي لهذا القطاع الحيوي المهم؛ ليكون ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية في المملكة وممكَّناً من تحقيق رؤية 2030، وتخفيف الأعباء المالية على أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة بمبادرة ” استرداد “، التي استفادت منها أكثر من 26 ألف منشأة بقيمة تجاوزت 3 مليارات ريال، كما عملت على تقييم 225 علامة تجارية, وتدريب 17 مدير امتياز، واعتماد 10 وسطاء للامتياز التجاري لدعم العلامات التجارية العاملة بالامتياز التجاري وتسهيل أعمالها.
وحفزت “منشآت” الابتكار وتبني التقنيات الصاعدة في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والأمن السيبراني من خلال مركز “ذكاء” الذي قدم خدماته لأكثر من 16 ألف مستفيد ومستفيدة بعدد 2,994 ساعة استشارية، ولأكثر من 220 شركة ناشئة تبنت تقنيات صاعدة، بأثر مالي تجاوز 250 مليون ريال متمثلة في رفع الكفاءة التشغيلية من تقليل التكاليف ورفع العوائد، كما حفزت نشر ثقافة ريادة الأعمال النسائية وتسهيل وصولها للخدمات والبرامج الداعمة، حيث بلغ إجمالي المستفيدات أكثر من 2.7 مليون مستفيدة منذ عام 2016م حتى نهاية النصف الأول من عام 2021م.
بدوره، أكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن منصور بن ناصر، أحد رياديي الأعمال في قطاع التقنية، أن القطاع يحظى بدعم كبير من قبل القيادة الرشيدة -حفظها الله- الذي يتجسد في وجود مبادرات جادة وناجحة أطلقتها رؤية المملكة 2030 لدعم الابتكار، وريادة الأعمال، ما يساعدنا في الوصول إلى ما نطمح إليه محلياً وإقليمياً وعالمياً بإذن الله، مبيناً قدرة رواد الأعمال السعوديين على المنافسة واحتلال مكانة مميزة في هذا السوق الكبير والواعد، عادًّا عالم التطبيقات ثورة في مجال المشاركة الاجتماعية، ومشيراً إلى أن أحد الأعمال التي شارك بها اختير من بين أفضل 20 مشروعاً ريادياً ناشئاً في الشرق الأوسط للمشاركة في برنامج (مسك 500 Startups) لتسريع الأعمال, الذي جاءت فكرته من الحاجة إلى تطبيقٍ يوفر طريقة ملائمة لتبادل الأشياء المفضلة والتوصيات مع العائلة والأصدقاء، وكان هذا مصدر الإلهام في التكامل مع المنصات العالمية، الأمر الذي يسهل على المستخدمين اكتشاف ومشاركة ما يفضلونه. ويعود نجاح المملكة في رعاية بيئة ريادة الأعمال المزدهرة من تطويرها وبناء الفرص لرواد الأعمال والشركات الناشئة إلى التفاعل مع جماهيرهم المستهدفة، وتعزيز عروض منتجاتهم، ودعم الركائز الرئيسة للتنويع الاقتصادي (أحد أهم مستهدفات رؤية 2030).