” سابك ” ثمرة وطنية جعلت بناء الإنسان قبل بناء المصانع
الرياض – واس:
مضت ” سابك ” في مسيرتها ومحور اهتمامها وعنوان شعارها ” بناء الإنسان قبل بناء المصانع ” ، ونقلت إلى أرض المملكة أحدث التقنيات العالمية، وبنت أجيالًا صناعية سعودية مؤهلة لحملها وتطبيقها وتطويرها وابتكار جديدها.. كما تعتز بتخريج كوادر وطنية تقود كبريات الشركات السعودية الصناعية، وكذلك بتفعيل دور المرأة وإشراكها في عملياتها التنموية.
ومثلما تميزت المملكة بين الأمم واحتلت مكانتها الرفيعة على الخريطة الدولية، أصبحت (سابك) – بفضل الله وتوفيقه – ثالثة كبريات الشركات البتروكيماوية العالمية، متطلعةً إلى أن تصبح (الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيماويات)، وأيضًا الشركة العالمية الرائدة في ابتكار وصناعة التقنيات.
تنتشر أعمال (سابك) في أكثر من (50) بلدًا في جميع أنحاء العالم، عبر (68) موقعًا صناعيًا، يعمل فيها حوالي (32) ألف موظف. وطوّرت شبكة إمدادات وتسويق متقدمة تساندها مرافق متنوعة في مختلف أسواق العالم، لإيصال صادراتها إلى أكثر من مائة دولة. تعزز ذلك منظومة بحثية وتقنية قوامها (20) مركزًا، تتوزع في كل من الرياض، والجبيل الصناعية، والصين، والهند، وكوريا الجنوبية، وأوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، وقد نجحت هذه المنظومة المتقدمة في تسجيل أكثر من 9 آلاف براءة اختراع حول العالم.
تواصل منتجات (سابك) وخدماتها التقنية والفنية تنمية وتطوير صناعات الوطن التحويلية ورفع نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي والحد من الواردات.
كما دأبت على تنمية وتطوير القطاع الزراعي المحلي وتقدم له أرقى أنواع الأسمدة والمغذيات الزراعية المتخصصة، مصاحبةً بأحدث الخدمات الإرشادية والتقنية التي تمكنه من تحقيق أعلى المعدلات الإنتاجية، فضلًا عن إسهامات منتجاتها المعدنية من الحديد والصلب وغيرهما في صناعة النهضة العمرانية التي تعم أرجاء المملكة، وتمتد لتشمل الأقطار الشقيقة والصديقة.
وتحرص(سابك) على أن تظل وفية لوطنها، إذ تدرك أن له عليها حقوقًا وواجبات والتزامات لذا تبنت استراتيجية طموحة في مجال (المسؤولية الاجتماعية)، تدور حول أربعة محاور جوهرية هي التعليم في مجال العلوم والتقنية، وحماية البيئة، والصحة، والمياه والزراعة المستدامة؛ وجميعها محاور تقترن اقترانًا وثيقًا بالإنسان بناءً ورفاهيةً ونماءً.
وفي جانب التعليم يبرز – على سبيل المثال لا الحصر – دور (قافلة سابك للعلوم) التي تستهدف تحفيز اهتمام الأجيال الصاعدة بالعلوم والابتكار، و(القافلة الإرشادية الزراعية) التي تعمل على نشر الثقافة الزراعية بين جموع العاملين في القطاع الزراعي.
وفي مجال حماية البيئة أطلقت العديد من البرامج المؤثرة، وعلى رأسها حملة (بيئة بلا نفايات).. أما في مجال الصحة فتعتز (سابك) كثيرًا بمبادرة المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس)، الذي توجته بمبادرة مستشفى الصحة النفسية وعلاج الإدمان، فيما تعتز بمشاركاتها الفاعلة على الصعيدين المحلي والعالمي في مجابهة تداعيات فيروس (كورونا).
وأما في مجال المياه والزراعة المستدامة، فقد دعمت (سابك) مركز (استدامة) المتخصص في إجراء الأبحاث التي تركز على الزراعة المستدامة والتقنيات المبتكرة لترشيد استخدام مياه الري، وغير ذلك من المشاريع التي لا يتسع المجال لحصرها.
وتواصل (سابك) – في إطار استراتيجيتها لعام 2025م، وبرنامجها الخاص للاستدامة – الاستثمار في مشاريع الاقتصاد الكربوني الدائري عبر سلسلة من المبادرات النوعية المتكاملة، يأتي في طليعتها إنشاء أكبر مصنع في العالم لجمع وتنقية ثاني أكسيد الكربون، الذي يعتبر مثالًا ليس فقط لالتزام المملكة بخفض انبعاثاتها من الكربون، بل وتحويل الانبعاثات إلى قيمة، حيث يتولى المصنع جمع حوالي نصف مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون المصاحب لعمليات التصنيع في مجمع (المتحدة) المملوك لسابك بالجبيل، ومن ثم تنقيته وضخه إلى الشركات التابعة لاستخدامه في تصنيع اليوريا والميثانول الكيماوي والهكسانول الإيثيلي، وغيرها من المواد المستخدمة في صناعة منتجات بالغة الأهمية تلبي حاجة قطاعات الأغذية والمشروبات والصناعات الطبية وغيرها.
وتعد (سابك) أول شركة بتروكيماويات في العالم تلتزم بتوسيع نطاق عملها في مجال إعادة تدوير النفايات البلاستيكية كيميائيًا وتحويلها إلى البوليمرات الأصلية. وتمثل مبادرة (تروسيركل™) مظلة عامة تشمل حلولها الدائرية التي وضعتها في طليعة رواد صناعة البوليمرات الدائرية المعتمدة وفق مفهوم الاقتصاد الدائري.
قدمت (سابك) العديد من الحلول التي تخدم الاقتصاد الدائري، والاستفادة من النفايات البلاستيكية المختلطة بإعادة تدويرها كيميائيًا، الأمر الذي عزز حضورها في “تحالف القضاء على النفايات البلاستيكية”، الذي انضمت إليه عضوًا مؤسسًا، كما طورت العديد من حلول الاستدامة التي تصدر انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالمواد التقليدية، أثناء عملية الإنتاج، أو تحقق وفرًا أكبر خلال مراحل دورة حياة المنتج، وتشمل مجموعة واسعة من الحلول التي يمكن استخدامها في كثير من القطاعات الصناعية.
وتلتزم (سابك) التزامًا وثيقًا بـ (رؤية المملكة 2030)، و(برنامج التحول الوطني 2020) المنبثق عنها، لا سيما أنها تتبنى استراتيجية طموحة لعام 2025م، ترمي إلى إثراء الصناعات التحويلية، وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تضيف مزيدًا من المنتجات، وتُولِّد آلاف الفرص الوظيفية في قطاع تحويل المواد البتروكيماوية.. وقد أنشأت (سابك) وحدة متخصصة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي هي (وحدة المحتوى المحلي) التي تستهدف جذب الاستثمارات في مجالات الابتكار والتقنية، والتصنيع، والمشتريات، علاوة على إيجاد الفرص الوظيفية للعناصر الوطنية في المجالات الصناعية المتقدمة والمتخصصة، ما يسهم في ترسيخ الثقافة الصناعية، وتوثيق مكانة المملكة الريادية. وتوجت ذلك بإطلاق مبادرة (نساند) محرك التوطين الفاعل، وأتبعتها بتأسيس شركة (نساند للاستثمار).