سوق القيصرية.. بُعد تاريخي واقتصادي لأهالي وزوار الأحساء
الأحساء – واس:
تزخر محافظة الأحساء بالعديد من الوجهات السياحية التي يتشوق الكثير من السياح لزيارتها والتمتع بأجوائها الطبيعية والتراثية والتاريخية والأسواق التجارية الشعبية التي أصبحت مقصداً سياحياً بما تحمله من ثقافة وعادات وتقاليد تأخذ السيَّاح إلى ماضي البلدة، ومنها سوق القيصرية الذي يُعد من الأسواق الشعبية العريقة في المملكة.
ويقع السوق في حي الرفعة بمدينة الهفوف في الأحساء، وقد بني عام 1822م 1238 هـ وتم ترميمه وتوسيع بعض أجزائه وأضيفت له الخدمات العامة، ليستمتع السياح بالتسوق في دكاكينه ذات الطابع المعماري القديم التي يُزين الخشب المنقوش أبواب محلاته، وممراته المضاءة بالفوانيس الكهربائية، وسقفه المغطى بالخشب المصبوغ، ويلحظ المتسوقون جلوس الباعة في الزاوية الخارجية للمحل وإلى جوارهم بعض عينات البضائع الموجودة بداخل الدكان الصغير.
وتتنوع النشاطات التجارية بسوق القيصرية حيث ينجذب الزوار والسياح عادة نحو محلات الحرف اليدوية بطابعها التراثي الذي يهوى بعض الحرفيين فيها لصناعة مشغولاتهم أمام أعين المتسوقين، كصناعة الأحذية والسدو والنحاسيات والعقل والمشالح والجلود، ويشم الزوار في ممرات القيصرية روائح الهيل والقهوة والبهارات التي تفوح من دكاكين العطارة، فيما يتوجه بعض السياح نحو مواقع بيع المأكولات الشعبية لتناول وجبة غذائية خفيفة من إحدى الأسر المنتجة، التي تعرض أصنافاً من الأطعمة الشعبية.
ويُلبي السوق حاجات المتسوقين، بما يضمه من محلات للمواد الغذائية، والتمور الأحسائية، ومحلات صاغة الذهب والساعات والعطور، ودكاكين الأقمشة والملابس والعباءات والبشوت، والمستلزمات الرجالية والنسائية، والشنط (الحقائب)، والأواني المنزلية، والأثاث، والأدوات الكهربائية، وغيرها من المعروضات، ليؤكد السوق مكانته الاقتصادية والحيوية لأهالي الأحساء وبُعداً تاريخياً تراثياً ثقافياً تمثل في عمارة السوق وتشعباتها ومحتوياتها وصناعاتها وحرفها المهنية ومنتجاتها.
وعُدت محافظة الأحساء ضمن 11 وجهة سياحية أعلنت عنها منصة روح السعودية (visitsaudi.com) ضمن برنامج (صيف السعودية) الذي انطلق تحت عنوان (صيفنا على جوك)، ويختتم نهاية شهر سبتمبر الجاري، بعد أن وفّر أكثر من 500 باقة سياحية تناسب المهتمين بالسفر واكتشاف الأماكن الجديدة في المملكة.