تفاصيل مثيرة في عملية اعتقال زكريا الزبيدي
جنين – سويفت نيوز:
اعتقلت الشرطة الاسرائيلية زكريا الزبيدي، أحد أبرز الأسرى الفلسطينيين الذين تمكنوا من الفرار من سجن إسرائيلي، قبل عدة أيام عبر حفر نفق يمتد إلى خارجه ورصدت الشرطة علبة سجائر ساهمت في تتبع طريقه.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية صورة تظهر الزبيدي لحظة اعتقاله، فجر السبت، حيث كان هناك انتفاخ كبيره في وجهه مما يظهر أنه تعرض للكمة قوية أثناء اعتقاله، تحت جنح الظلام.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن الزبيدي قاوم عناصر الأمن الإسرائيلي قبل أن يتمكنوا من السيطرة عليه، وربما يفسر هذا تعرضه للاعتداء.
واعتقل مع الزبيدي الناشط في حركة الجهاد الإسلامي، محمد العارضة، وهو من جنين، المحافظة التي ينحدر منها الزبيدي أيضا.
وفي لقطات أخرى كان هناك عشرات العناصر من القوات والخاص والشرطة والمخابرات، وسجلت هذه اللقطات ليلا.
ولم ينقل من المكان إلا بعد أن انقشع الظلام عن المكان، إذ نشرت الشرطة الإسرائيلية مقاطع فيديو تظهر لحظات اقتياد الزبيدي إلى إحدى مركباتها في المكان، حيث نقل الزبيدي والعارضة إلى التحقيق.
وعثرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على الزبيدي والعارضة في قرية أم الغانم العربية داخل إسرائيل، التي تبعد نحو 30 كيلومترا عن مكان سجن جلبوع الذي هرب منه الأسرى.
وقال أحد سكان القرية لصحيفة “يديعوت آحرونوت” أن طائرة مروحية وأخرى مسيرة كانت تحلق فوق المنطقة طوال الليل، قبل أن يتم اعتقال الأسيرين الفلسطينيين.
ويبدو أن هذه كانت مؤشرا على اقتراب إسرائيل من القبض على الزبيدي والعارضة، إذ سبقها تتبع مكانهما عن طريق وحدة ملاحقة حيث رصد عناصر الوحدة علبة سجائر وزجاجات صودا، ساهمت على ما يبدو في رسم الطريق الذي سلكه الاثنان.
وعثر عناصر الأمن الإسرائيلي على الاثنين مختبئين أسفل شاحنة مركونة في المنطقة وفق سكاي نيوز.
وقال أحد شهود العيان: “لقد شاهدتهما. كان متعبين”.
وكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت، مساء الجمعة، أنها عثرت على أول اثنين من الأسرى الفارين وهما يعقوب قادري، ومحمود عارضة.
وبذلك، يرتفع عدد الأسرى الفارين الذين جرى العثور عليهم إلى 4 من أصل 6.
واستنفرت إسرائيل قوى أمنية كبيرة للبحث عن الأسرى، كما سيّرت طائرات بدون طيار ونصبت نقاط تفتيش على الطرق فيما عزز الجيش قواته في الضفة الغربية وانتشر في محيط مدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة التي يتحدر السجناء الستة من مخيمها وقراها.
وبحسب التقرير فإن العثور على الزبيدي وعارضة في موقف للشاحنات في قرية أم الغنم بالقرب من جبل الطور، تم بواسطة ثلاثة عناصر من وحدة “مرعول” لتعقب الأشخاص بناء على تحليل ميداني، بينهم قائد الوحدة التي تأسست عام 2014.
وأشار التقرير إلى أن قصاصي الأثر الثلاثة توصلوا إلى مكان تواجد الزبيدي وعارضة بالاعتماد على “آثار أقدامهم وعلبة سجائر وعلبة شراب”، و”حددوا مكانهما في حقل زيتون ملاصق لموقف شاحنات في أم الغنم، بينما كانت عارضة نائما في شاحنة وكان الزبيدي يسير مرهقا، واتصلوا على الفور بقوات الأمن التي نفذت عملية الاعتقال”.
وحسب التقرير فإن “تقصي الأثر بدأ في الساعة 22:30 من مساء الجمعة، من نقطة قدرت قوات الأمن أن الأسيرين مرا بها، وحلل قصاصو الأثار الطريق الذي سلكه الزبيدي وعارضة طوال الليل، وقدروا على أنهما اتبعا مسارا قادهما إلى موقف الشاحنات في أم الغنم، اعتمادا على آثار الأقدام المتبقية في المنطقة، بالإضافة إلى علبة سجائر وعلبة شراب”.
وأضاف أنه “في تمام الساعة الخامسة فجرا وصل القصاصون إلى موقف السيارات ووجدوا عارضة نائما داخل شاحنة وزبيدي يسير مرهقًا وعرجًا وغير مسلح على بعد 15 مترًا من الشاحنة. أدرك الثلاثة أن الزبيدي قد لاحظهم، وسرعان ما استدعوا عناصر وحدة “يمام” الخاصة وقوات من الشاباك”.
ونقل التقرير عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقديراتها بأنه “لم يكن لدى الأسيرين خطة هروب منظمة، حيث كررا نفس المخبأ خلال اليومين الماضيين ولم يكن بحوزتهما الكثير من الطعام”.
وتزامنا مع هذه الأحداث، انطلقت عدة مسيرات فلسطينية، إسنادا للأسرى الفارين من سجن جلبوع، وتنديدا بإعادة اعتقال بعضهم، فيما اندلعت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائلية في عدة مناطق الضفة الغربية.
وتمكن 6 أسرى فلسطينيين من حفر نفق من داخل السجن إلى خارجه، هربوا من خلاله في طريقة وصفت بالسينمائية، فجر الأحد الماضي، وشكل الأمر اختراقا أمنيا كبيرا، خاصة أن السجن كان يصنف بأنه واحد من أكثر سجون العالم تحصينا.