الرؤى السعودية العُمانية تنطلق إلى آفاق المستقبل
بقلم – دكتور مهندس بحري عبد الرزاق المدني:
رئيس مجلس إدارة سمبا مارين
تأتي زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان إلى المملكة كأول زيارة خارجية يقوم بها، يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لتؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وتعدّ الزيارة اليوم محطة تاريخية بين البلدين لصياغة رؤية مشتركة في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية وتقديم كل ما يلزم للوصول لشراكة اقتصادية متميزة في إطار توافق الرؤى السياسية والاقتصادية بين المملكة والسلطنة الذي يعتبر مثال يحتذى به في المنطقة لحكمة قيادة البلدين والترابط المميز بين الشعبين, متعديزاً للترابط بين دول مجلس التعاون الخليجي
ولاشك أن المملكة وسلطنة عُمان لديهما من المقومات والإمكانات اللازمة ما يؤهلهما لتأسيس علاقات تكامل اقتصادي حقيقي، انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 ورؤية عمان 2040، حيث تتضمنان فرصاً ومشاريع ضخمة، يمكن إستغلالها لتصبح المملكة الشريك التجاري الأول لعمان في المنطقة، بما ينعكس بشكل إيجابي على الوضع الاقتصادي للبلدين، وقطاعي الأعمال السعودي والعماني والاستثمارات المشتركة وفرص العمل وخاصة بعد عمل الخط البري المباشر بين البلدين الذي سيوفر حوالي ٨٠٠ كيلو متر وسيكون شريان لتدفق التجارة بين البلدين
كما تأتي الزيارة لتؤكد حرص قيادتي البلدين على تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية وتعزيز التعاون المشترك من خلال مجلس الأعمال السعودي العماني الذي سيسهم – بمشيئة الله – في ترجمة الفرص التجارية والاستثمارية إلى شراكات ملموسة, بوصفه قناة تواصل فعالة بين رجال الأعمال لتعزيز الشراكة والتعرف على الفرص الاستثمارية والاستفادة منها وخاصة في مجال النقل واللوجستيات حيث أعتمدت خطة للإهتمام بها ونتمنى أن تنفذ مشاريع لإنشاء خطوط نقل متعدد الوسائط لما لها من أهمية بالغة من حيث الأمان والسرعة كما نتمنى أن يكون هناك خط أنابيب ليتم تصدير النفط السعودي من خلال ميناء صلاله ليوفر الأمان لناقلات النفط التي تعبر مضيق هرمز الذي في حالة إضطراب مستمرة
وفي الختام نستطيع القول أن هذه الزيارة التاريخية ستمضي قدماً نحو آفاق جديدة في مختلف المجالات من خلال التكامل بين رؤية المملكة 2030 ورؤية عمان 2040 في بناء مستقبل أكثر إشراقاً، والتي تصب في تعزيز عمل منظومة مجلس التعاون الخليجي المشترك ودول الجوار في المنطقة.
ندعو الله أن يحفظ البلدين وقادتها الرشيدة ويوفقهم لما فيه الخير في كافة المجالات.