المستشار الأسري !!
بقلم / سلمان بن محمد العُمري
لقد تلقيت مؤخراً اتصالاً كريماً من أحد الزملاء الأعزاء الذين استأنس برأيهم وأشار إلى أمر جدير بأن يكتب عنه: ألا وهو قضية الاستشارات الأسرية حيث إنها أصبحت مشاعاً لكل من هب ودب فسمى نفسه مستشاراً أسرياً ويستقبل الاتصالات وينظم الدورات ويستضاف في اللقاءات الإعلامية، ولربما دمر أسراً، وفرق بيوتاً، وتسبب في الطلاق؛ فالبعض يجدها فرصة للتكسب أو للشهرة أو لكليهما معاً!، وآخرين يجدونها مناسبة لـ(طق حنك مع النساء)، وكذا أمور كثيرة ولكن من أسوأها تشتيت الأسر وفساد البيوت وكثرة المشاكل، ومن يأمن بأن هذه المادة التي يقدمها كاستشارة أو كدورة يقدمها ويأخذ مبالغ عالية تحمل جودة المضمون، ومن قال إن الدورة معتبرة ومحتواها محكم، لأن هناك من جمع له كلمتين، وشاهد أن له قبولاً وأغرى البنين والبنات بشهرته وكثرة متابعيه رغم خوائه العلمي والفكري وسلك هذا المسلك، ثم تجد هذا الخاوي يقدم دورة تلو أخرى أحدها ما قبل الزواج، ودورة بعد الزواج، ودورة في تجاوز الخلاف الأسري، هكذا (خذ حكي)، و(هات فلوس)، ويعلم الله ما في هذه الدورات من خراب بيوت ومخالفات دينية ودنيوية، وتشويش وتشييش وتجييش، وأحياناً رسم أحلام خيالية تخالف الواقع في حياة الجميع حتى يصطدم الطرفان أو أحدهما فيما يجده خلافاً لما سمعه وأمله كمن تحلم بفارس الأحلام.