مقالات وآراء

أحاديث حظرٍ معقّمة (122)

بقلم – عدنان صعيدي

احسب أن الاختلاف ليس على أهمية الإذاعة كوسيلة ودور اعلامي وفن قديم جداً، وانما على مستوى ما يقدم فيها وهو الذي يصرف كثيرا من الناس عنها، والاذاعيون ــ مهنياً ــ لا ينكرون ذلك، حيث يقول الأستاذ حازم طه في يومياته التي تعرضت لها في الحديث السابق : ( لا أنكر أن الراديو مازال في حاجة إلى مزيد من التطوير والحداثة ومواكبة العصر، ولكنه أمر هين مادام القائمون عليه ما يزالون يؤمنون بدوره الريادي والتنويري الأصيل ..) .

وفي اعتقادي الشخصي أن فترة زمنية انهزامية لدى بعض مسؤولي الإذاعة هي سبب تدني مستوى ما يقدم فيها حيث استسلموا أولاً لمناصبهم القيادية وثانياً شعورهم بعدم القدرة على ما يحيط بهم من قفزات تقنية جلهم لا يجيد التعامل معها، بالإضافة الى قناعات شخصية تتمثل في إقرار برامج لم تعد ذات أهمية او اثر في المجتمع او تكثيف برامج الإفتاء في المواسم الدينية ( رمضان والحج ) ويوم الجمعة دون عناية بالمحتوى وكثير من الأسئلة التي يجب الا تطرح أصلا، وهذا ما أشار اليه الأستاذ حازم منتقداً قبول معد البرنامج او مقدمه طرح أسئلة تافهة، وقد أورد الأستاذ حازم تجربة له في هذا الشأن مع فضيلة الشيخ محمد الغزالي ــ يرحمه الله ــ حيث قال : ( أذكر أننا كنا في أحد المجالس وقام واحد من بسطاء الناس ممن حُشيت أدمغتهم بالخرافات والخزعبلات قائلا : يا فضيلة الشيخ هل يجوز لبس الساعة في اليد الشمال؟!! .. فبدا الانفعال على أسارير الشيخ وصاح فيه قائلا بالنص : ( يا أخي اتلهي !! ساعة إيه وشمال إيه ؟ إيه اللي دخل الشرع في الحاجات دي !! يا اخي روح اتعلم الأول ازاي تصنعها ولا حتى تصلحها ، وابقى البسها في اي حته ، انشالله تلبسها في رجلك !! ..) .

جدة / السبت 5 يونيو2021 م ــ 24 شوال 1442هـ .ِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى