حاديث حظرٍ معقّمة (121)
بقلم – عدنان صعيدي
قدّر الله وشاء أن يصاب الأستاذ الإذاعي القدير المصري حازم طه بفايروس (كورونا) حيث خضع للعزل والعلاج في المستشفى ثم غادر بحمد الله، واسأل الله ان يتم عليه الصحة والعافية وعلى كل مريض ومريضة.
بعد خروج الأستاذ حازم من المستشفى بدأ ينشر على صفحته في (فيس بوك) حلقات عن معاناته مع المرض وعزلته تحت عنوان ( يوميات الغرفة 404 عزل)، وقد استدعت تلك العزلة بُعده عن الهاتف والتلفزيون والجوال والقراءة وكل الوسائط الحديثة، ولأنه إذاعي أصيل عاشق للعمل والفن الإذاعي ــ وليس متحيزاً له كحالي ــ فقد اتخذ من جهاز ( الراديو ) المذياع صديقاً له في عزلته المرضية ونافذته على العالم وليس على مجتمعه وحسب، وقد وصف حالة العزل تلك بقوله : ( لا تلوث سمعي ولا بصري، لا إشعاعات ضارة تؤلم العين وتؤذيها، لا يصلني بالدنيا سوى الراديو صديق عمري الأثير والأصيل ) .
متابعتي لتلك اليوميات كان بدافع الاطمئنان على الأستاذ حازم الذي تعرفت عليه في لقاء فندق البارون الأسبوعي بمصر الجديدة والذي اسسه أصدقاء وزملاء ــ زمن الإعلام المصري البارز والمؤثر في كل وجدان العالم العربي اذاعيا وصحفياً ــ ولقد كانت الخسارة كبيرة ومحزنة جداً بوفاة ابرز شخصيات ذلك اللقاء قبل اشهر متأثراً بفايروس ( كورونا ) وهو استاذنا الكبير صالح مهران ــ يرحمه الله ــ .
ما كتبه الأستاذ حازم في يومياته عن الإذاعة ودورها وأهميتها لا ينكره أي منصف حيث يقول : ( لم يمت الراديو، ولن يموت، بل كارهوه هم الميتون ! .. إنه حي ينبض بالحياة، ويبث حياة في الحياة، يشيع الأمل والخير والحب والتفاؤل والجمال، وأشهد الله على ما اقول، من واقع تجربة عملية ووقائع وأسانيد لا مراء فيها ) . . يتبع .
جدة / الجمعة 4 يونيو2021 م ــ 23 شوال 1442هـ .ِ