لا تستحي من الحب
يصادف اليوم ما يعرف عند العالم بعيد الحب، هذا اليوم الذي شهد كرا وفرا بين بائعي الورود وبين رجال الهيئة الذين كانوا يعارضون الحديث عن هذه المناسبة باعتبارها دخيلة على مجتمعنا وديننا، وبالذات إذا كان الورد باللون الأحمر. لم أكن ألومهم كونهم، ومعهم الكثير من الناس، قد ربطوا الحب بالنهايات المحرمة، عكس ما يقوله علماء الاجتماع الذين يعتبرون من يدخل نزواته ورغباته المحرمة بالحب ليس «حبيبا»، فهو لا يحب، بل يستخدم الحب وسيلة لتحقيق رغباته مما ينقله من دائرة الحب العفيف إلى ممتهن الحب الخسيس. الحب تجانس بين روحين، وتبادل للمشاعر الطيبة، يشجع كل طرف للحفاظ على الطرف الآخر.
ومتى ما كان الحب صادقا وعفيفا فإنه يدفع بصاحبه للأمام، أما إذا كان فيه ما يؤدي إلى الشبهات أو الحرام فهو رذيلة يرفضها كل إنسان. وحتى ومجتمعنا مجتمع محافظ، فإن ذلك لا يمنعنا من زرع المحبة في نفوسنا ونفوس أطفالنا ومن هم حولنا. فحب الأم والأب والزوجة والأخ والأخت والأبناء والأقارب والأصدقاء وم ْن نرتاح لهم ويرتاحون لنا، بلا شك يعتبر حبا يستحق منا الاحتفاء به سواء أكان في هذا اليوم أم أي يوم آخر. فالحب الذي يأخذنا إلى الخير والفرح والحياة السعيدة والمستقبل الأجمل جدير بالاحتفاء به.
الحب مثل النوم تعرف أنك متجه له لكنك لا تعرف اللحظة، التي تنتقل فيها من عالم إلى عالم آخر. ومن باب الصدف أن النوم يمر بأربع مراحل هي مرحلة أحلام اليقظة ومرحلة مغزل النوم، ومرحلة ما قبل النوم العميق، وأخيرا مرحلة النوم العميق. في مقابل أربع مراحل للحب هي مرحلة الارتياح ومرحلة الاهتمام ومرحلة الاشتياق ومرحلة التضحية. َ الحب جميل يريح النفس ويهذبها، وليس ذنبه إن أساء له بعض م ْن ربطوا بينه وبين الشهوات. فلا تخجلوا إن أحببتم وكان حبكم عفيفا صادقا. اسقوا حبكم كلما لاحظتم عليه الذبول، واشحنوا رصيده بالنوايا الطيبة ولا تنسوا «الهدايا». ولكم تحياتي.