اقتصاد

مشروع زراعي يضاعف الانتاج 4 مرات في دول الخليج

 

 

دبي – هشام رفعت:

نجحت تقنية جديدة مبتكرة في عالم الزراعة في مصر أن تمهد الطريق لمفهوم جديد كليا في زراعة الخضراوات الطازجة وتربية الأسماك في دول الخليج، التقنية التي تعتبر ذات فعالية أكبر بأربعة أضعاف عن المزارع الاعتيادية، والتي لا تتطلب أرضا خصبة للزراعة.

وتقع مزرعة البستان أكوابونيكس، والتي تبلغ مساحتها 1000 متر مربع، في ضواحي مدينة القاهرة، وتعتبر أول مزرعة من فئة “أكوابونيكس” – أي مزيج من الزراعة المائية وزراعة الأسماك – من نوعها في مصر، وتقوم بإنتاج أسماك البلطي، وأشتال الخس، السبانخ، اللفت الأحمر، نبات السلق، الجرجير والجرجير البري الزعتر والميرمية.

ويجمع النظام بين الزراعة السمكية التقليدية والزراعات المائية في بيئة تكافلية – حيث يتم توجيه المياه والغازات الصادرة عن الأسماك نحو أنظمة الزراعة المائية حيث تقوم بكتيريا معينة بتحويلها إلى نيتروجين، والذي تمتصه النباتات كمواد مغذية. ومن ثم يتم إعادة تدوير المياه مرة أخرى إلى نظام التربية السمكية.

وأشار مالك المزرعة، فارس فراج، إلى أن النظام ملائم تماما للدول التي تشهد شحا في مصادر المياه مثل دول الخليج والمنطقة أجمع، حيث قام بتقديم رسالته امام جمهور الحاضرين خلال مشاركته في ملتقى مستقبل الأعمال الزراعية، والذي أقيم على هامش معرض الشرق الأوسط للزراعة في الفترة ما بين 25-27 مارس الماضي على أرض مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات.

وقال فارس: “هذا النظام المتكامل له فوائد عديدة، خاصة قدرته على انتاج كميات كبيرة من الأسماك والخضراوات من كميات قليلة جدا من المياه والطاقة، والأهم من ذلك، بدون الحاجة لأرض زراعية خصبة”.Al Bustan Aquaponic farm Al Bustan lettuce

وأضاف: “مع الحصول على المعرفة الضرورية وتطويرها تصبح هناك فرصة كبيرة لتطبيق هذا النظام على المزارع بنطاق أوسع ليلبي شريحة أكبر حول العالم باحتياجاتها وفي الوقت  ذاته لا يتطلب النظام الكثير من البيئة المحيطة ولا يؤثر عليها”.

وقال فراج بأن مزرعة البستنان أكوابونيكس، والتي أسسها قبل 18 شهرا ساهمت في تقديم معدلات دخل داخلية وصلت بين 20-30 بالمئة، وأنه يتوقع أن يصل لعتبة الربح خلال الأشهر القادمة.

وأضاف بأن سرعة وكفاءة النظام تساهم في جعل الأسعار منخفضة بالنسبة للمستهلك، في الوقت الذي يعادل فيه ناتج المشروع ناتج مزرعة اعتيادية تفوقها حجما بأربعة أضعاف. وعلى عكس المزارع التقليدية، يمكن لمزرعة أكوابونيكس ان تنمو وتنتج محصولها في أي مكان!.

وعلق فرج على هذا قائلا: “مزرعة أكوابونيكس ذات كفاءة عالية باستهلاك المياه حتى أنه يمكن انشاءها في أصعب المناطق وأكثرها شحا بالمياه، ومع ذلك تنجح اقتصاديا. الهدف هو إيجاد منظومة عل نطاق كاف، وهو السبب الذي يحثنا على التوسع وإضافة وحدتين أو ثلاث وحدات إضافة للتمكن وقتها من العمل بعقلية تجارية. عند تلك النقطة سيكون الأمر مربحا. حتى في الوقت الحالي استطيع تغطية مصاريفي ومصاريف المزرعة”.

وفراج، والذي يقدم دراسة حالة عن مشروع البستان أكوابونيكس الثوري الجديد خلال ملتقى مستقبل الأعمال الزراعية، قال أن التحديات التي تواجه أكوابونيكس في الخليج تكمن في التعريف بها بشكل أوسع. كلما زادت أعداد المزارع العاملة على هذا المفهوم،  كلما ترسخت أكثر المزايا الاقتصادية، وبات المفهوم يحظى بزخم أوسع”.

 

وقال فراج: “مشروع “البستان أكوابونيكس” بدأ باعتقاد يشير إلى أن المناطق الصحراوية كمنطقتنا هذه عليها أن تبدأ بالتفكير بشكل أوسع وأكثر ابداعا من حيث الأمن الغذائي واستهلاك المياه. هاتين القضيتين معقدتين للغاية وأساسيتين في العديد من أجزاء العالم مثل منطقة الخليج. خاصة وأن قضية التوفير في الاستهلاك والأمن الغذائي تحظيان بزخم، لذا فهي بحاجة لتطوير انظمة زراعية تتلائم من مناخ وظروف المنطقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى