مقالات

السلف تلف!!

 

بقلم – محمد بن عبدالله الفايز:

أخبرني شخص صادق أنه كان يحب إقراض المحتاجين لرغبته في الأجر المترتب على القرض الحسن، وسعياً لتفريج هم المكروبين ،وكان كثيراً ما يسمع مقولة ( السلف تلف )، ولم يكن يصدق بها ، حتى مرت عليه تجارب مريرة من الجحود وعدم الوفاء ونكران الإحسان والمعروف مما اضطره لفقدان الثقة في الكثير من الناس، والإحجام عن مد يد العون للمقترضين لكن طبعه الطيب ومعدنه الأصيل يُلِح عليه بين الحين والآخر بالبذل والجود إلا أن المواقف السيئة والذكريات السابقة تُطِل برأسها كل وقتٍ وحين وتذكره بقصص الخيانة وعدم الأمانة التي عانى منها وقاسىٰ الآمها.
فيا أيها الكرام عليكم بالوفاء حتى لا يذهب المعروف بين الناس.
ولنتذكر تلك القصة العجيبة التي حدثت في عصر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما طلب ذلك الأعرابي المحكوم عليه بالقصاص الكفاله فلم يجبه أحد ، ثم أعاد طلب الكفاله مرة أخرى فأقدم أبا ذر رضي الله عنه وأعلن كفالته، وحين حان موعد القصاص ولم يحضر ذلك الأعرابي والجميع يترقب فإذا بالأعرابي يقبل من بعيد فاستبشر الجميع ، فقال له عمر رضي الله عنه : ماالذي أرجعك وقد كان بإمكانك أن تفر ، فقال يا أمير المؤمنين خشيت أن لا أعود فيقال ذهب الوفاء في الناس فقال عمر رضي الله عنه : يا أبا ذر ، ما الذي جعلك تكفل رجل لا تعرفه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، خشيت إن يقال قلت المرؤة في الناس ، فلما شاهد الموقف ولي الدم ، قال يا أمير المؤمنين تنازلت لوجه الله ، فقال له عمر رضي الله عنه ، ما الذي دفعك لهذا ، فقال خشيت أن يقال ذهب العفو بين الناس وهذه القصة تعلمنا مكارم الأخلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى