كلام فارغ
بقلم – دكتور عبد الله باشراحيل:
———————————————
البعض لايدري ان مثلي لاينام اكثر من اربع الى خمس ساعات في اليوم فما يحمله قلبي وتحمله نفسي ويحمله فكري ربما يفوق حمل تريلا محملة ذهباً لاهو يستطيع أن يتركها عرضة لقطاع الطريق ولاهو قادر على ايصالها الى مكان آمن في سرعة البرق فالاشياءُ لاتكون بالأمر الآني وإنما تحل الأسباب لوضع كل شيء في مكانه السليم
هكذا انا في وضعي الظاهر للناس انام على سرير من الراحة ولكن مايعلمه الله اني اذا انتهيت من عملي اليومي فهناك الاف من الامور تنبثق حولي ومثلي عاش عمره غير ميالٍ الى الدعة والراحة إلا بان ياخذ نفسه الى امور الناس داخلياً وخارجياً فيراعي هذا ويناقش ذاك ويبذل مايستطيع تجاه من تعجزه الحاجات عن البلوغ والإنجاز لم أعد ملك نفسي حتى عندما يفرح الاخرون حولي
أجدني وقد انتحيتُ جانباً استعيد ما يكون واجب العمل والتنفيذ فاتجه الى شعري فهو يمثل راحتي بعد يوم من العناء لانسج بعض قصائد تتنوع في مضامينها فاجد الراحة كاملة ويتجدد بي النشاط وتتوقد بي العزيمة وقد كان النوم يتجاذبني من طرف والصحو من طرف اخر فاذا بالصحو ينتصر على النوم لأظل في تكرار يتراوح بين العمل الخاص والعمل الاجتماعي والتليفونات لا تتوقف فلنا من الإلتزامات وعلينا من الإلتزامات والتهرب عن متابعة الاحداث إنما هو من اهم اسباب الفشل .
احيانا اقول لاداعي للنوم فغدا نشبع نوما في القبور كما قال الشاعر واحيانا يسلمني النعاس الى النوم قسرا لا تنفع معه الحيلة ولا العذر الا ان احس اني غير قادر على الاستمرار فاسلم نفسي الى السرير لمدة ساعات قليلات لاصحو متربعا على اريكتي في استنطاق المواعيد والاتفاقيات وتقارير الاعمال المناطة ولولا ان جعل الله لي وزراء من اهلي هم سندي بعد الله لقل جهدي وضاعت حيلتي ولكن الله كان معيني ونصيري ومؤيدي ومانحي الصحة لكي اكون قاضيا لحوائج الناس لاني نذرت نفسي لله ورسوله وللناس
قد يقول البعض الذي يلازمني والله انك تنتحر وان المفترض ان لاتعطي هذا السيل من الاعمال والواجبات والمتابعات هذا القدر ولكنهم لايعلمون ان الاعمار قصار فما اقوم به هو عبادة في جانب الله مع العبادات الاصلية المفروضة حتى عندما انام فلدي فكر لاينام فهمسة حولي تجعلني استيقظ مستعيدا كل ماكنت امارسه وهناك من يقول مسكين شاغل نفسه بالدنيا ولا يعلم اني اتمتع بالدنيا كما يتمتع بها الاخرون اكل واشرب والبس واخرج وأتنزه واسافر واجامع الزوجة لا اقصر في واجب ولا حق تجاه الدين او الحياة او الاهل والاقارب والناس لما جبلت عليه من خلق وطبع
فأرى البعض يفكرون كيف يعيش هذا الانسان بهذا الحجم من التفكير في الكثير الذي يخصه او يخص العمل او المجتمع او الناس على مختلف مشاربهم ومرادهم وانا دائماً اعيش اللذة كثيرا واعيش الضيق قليلا واعيش الالم اقل من القليل اوازن في نفسي حمولا ثقالا منها ما احمله ومنها ما اتجلد على حمله ومنها مايعجزني حمله
وفي كل الاحوال اذا حزبني امر استجدي النوم على اصوات التليفزيون حتى اعود الى الحياة من بعد نوم ساعات فارى ماكان من امر يحزبني أويشق علي وقد تواجدت له الحلول من عند الله ومابقي من امور هي تحت السيطرة والحل حتى احس بانه لولا ان الله كان في عوني لما قدرني على الفعل وعلى سرعة التفكير في ايجاد الحلول والامر بفعل مايجب فعله وتظل خواص الانسانيات هي من يرافقني في صحوي ونومي استمتع بها حتى افرغها بالقضاء على صعبها بالتيسير حتى اعود باسما للحياة مرة اخرى مستمتعا بها كما ارادت هي حين توهمني انها تركت الارادة لي واتخيل اني من قال وفعل ولكنها اسرار وتدابير من المولى لعبده الضعيف ثم احمد الله على اني مانمت على ندم ولا قلق الا عارضا لاني اعطي الحقوق من نفسي لاهل الحقوق ماديها ومعنويها حتى نعمت بنجاحات قدرها توفيق الله لمن تاب وامن وعمل صالحاً وسلوك مسالك الخير اتعفف عن الكثيرواقبل بالقليل وكان فضل الله علي عظيما .هذا انا قصة لم تنته . وسوف اعاود سرد البقية في مسلسلات كتابية عن سيرة رجل كان بينه وبين الله سر الحياة . نكمل متى كنت قادرا . عذرا الان .