دور الإعلام في أزمة كورونا
بقلم – أحمد حلبي:
حينما ظهر كورونا للمرة الأولى بمدينة ووهان وسط الصين في ديسمبر 2019، وصنفته منظمة الصحة العالمية كـ (جائحة) في 11 مارس 2020، سعت الدول إلى وضع برامجها الاحترازية للحفاظ على صحة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، ووجهت وزارة الصحة دعوتها بضرورة الالتزام بالاشتراطات الصحية، مع البقاء في المنزل أطول فترة زمنية ممكنه، بهدف الحد من انتشار الفيروس.
وأخذ الإعلام يدعو إلى زرع الثقة بين وسائله المختلفة والمجتمع، فعمل على نشر الأخبار الموثقة والصحيحة، وطرح نقاشاته على الطاولة بحكمة وموضوعية، غير أن البعض من غير المتخصصين في المجال الطبي وجدوا فرصتهم في الظهور الإعلامي فأخذوا يتحدثون عن الفيروس ومدة بقائه وأضراره وطرق الوقاية والعلاج منه بوصفات غير صحيحة!
وفي وسائل الإعلام الجديد، كالفيسبوك والواتساب وتويتر وسناب شات، ظهر من يدعون أنهم إعلاميون، فقدموا لقطات وبثوا أخبارا أرادوا من خلالها جذب أنظار الجمهور لكسب أكبر عدد من المتابعين، بهدف الوصول إلى القمة، معتقدين أن مثل هذه الأخبار ستوصلهم إليها، غير أن النتيجة جاءت مؤلمة فوقع البعض منهم في مخالفات نتيجة لتهورهم في التصوير والتعليق، معتقدين أن ما يقدمونه يتوافق والإعلام الجديد، متناسين أن هناك قواعد وأسسا للإعلام يجب على الجميع مراعاتها.
ولا بد من القول بأن دخول الواتساب وتويتر والسناب شات، لا يعني خروجا عن رسالة الإعلام وأهدافه في توعية أفراد المجتمع، لذلك ينبغي أن يعي الجميع أن دور الإعلام لا ينحصر في نشر أخبار ونقل معلومات فحسب، بل هو وسيلة لتنمية قدرات الناشئة وبناء مجتمع ثقافي يتمتع بفكر واع.
وينبغي لأفراد المجتمع أن يدركوا أن الحصول على المعلومة الموثقة، يأتي من خلال قنوات رسمية تحمل كل المعلومات التي يحتاجون إليها، وتواصلهم مع بعضهم البعض عبر رسائل غير موثقة وصحيحة، لا يقدم مادة إعلامية.
وأملي أن تسعى وسائل الإعلام إلى إدخال إعلام الأزمات، وشرحه للمجتمع، وتعمل على تقديم مادة إعلامية مبنية على نوع خاص ومميز مرتبط بالمهنية، وأن يكون طرحها شاملا، فدور الإعلام في مواجهة الأزمات مهم، فإن كان إعلاما فإنه يصب في اتجاه خلق رأي عام وواع.
أما إن كان فوضويا لا تحكمه ضوابط، ولا يلتزم بشرف المهنة، وهدفه كسب مادي وخلق نزاعات وصراعات، وزرع الفزع والرعب بين أفراد المجتمع، فهو إعلام فوضي.
وإعلام الأزمات وإن كان تخصصا علميا قائما بذاته، فإن أهميته تزداد خلال الفترة الحالية، فالمجتمع بحاجة إلى أخبار صحيحة ومعلومات دقيقة، حتى نتمكن من طرد كل خبر شاذ تغيب فيه المعلومة.
وعلى أفراد المجتمع أن يعوا أن ما يأتيهم من لقطات وأقوال عبر وسائل التواصل الاجتماعي كسناب شات وتويتر، ليست بأخبار صحيحة وموثقة، فمن يقدمها مسوقون هدفهم الحصول على أعلى عدد من المتابعين، بحثا عن الكسب المالي الذين يتقاضونه من إعلاناتهم.
والمعلومة الصحيحة والمؤكدة هي التي تصلهم من مصادرها الصحيحة، والحمد لله، لدينا اليوم متحدثون إعلاميون يوضحون الحقائق في وقتها.