يا ثقل دمي
بقلم – محمد البكر :
لا أخفيكم سرا إن قلت لكم بأنني أشعر بأن ” ثقالة الدم ” باتت هي الشائعة في المجتمع السعودي ، رغم ما أبداه من قدرة هائلة في السنوات الماضية على خلق النكتة في أصعب الظروف كمنافس للشعب المصري الشقيق . فكل ما نسمعه أو نقرأه أو نتابعه في وسائل التواصل الإجتماعي والصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعية من أخبار أو برامج أو تحقيقات ، لا يثير إلا القلق والنكد . وهو ما يجعل ” ثقالة الدم ” لدى معظمنا أمرا عاديا وغير مستغرب .
رغم محاولتي في مقال الأمس ، بث روح الدعابة بين المتابعين وخاصة من الزوجات والأزواج ، إلا أن ردود وتعليقات معظم السيدات كان سلبيا . فقد اعتبرن المقال إتهاما لهن بأنهن السبب الرئيس وراء هروب الأزواج من البيوت . فعلقت إحداهن بأن من يقرأ المقال يعتقد أن الرجل السعودي ” لقطة ” كما يقول الأشقاء في مصر ، وأنه يحمل كل الصفات التي تبحث عنها الزوجة ، كأن يكون مهتما ببيته ، ، يتابع دروس أبناءه ، حنونا على زوجته ، يشاركها في همومها ، يدلعها ، يمنحها الوقت الكافي لتكون جانبه ، يهتم بمظهره عندما يكون في بيته …
سيدة أخرى كريمة علقت ، من قال لك أننا نريدهم البقاء معنا في البيوت !؟ ألم تسمع المثل الشائع الذي يقول ” الفاضي يعمل قاضي مع احترامي للقضاة ” !؟ من المؤكد والحديث للسيدة بأنهم لن يضيفوا لنا إلا المزيد من الأوامر والتدخل في كل صغيرة وكبيرة .
عندما أخبرت زوجتي أم فجر بتلك الردود ، قالت لي يا داخل بين البصلة وقشرتها ، مالك إلا ريحتها . لم أعلق على كلامها وإن كنت تمنيت لو أنها أوضحت لي أيهما البصلة وأيهما القشرة !!
إذا لم تعجبكم تلك التعليقات فلا تلوموني ، فقد قلت لكم بأن ” ثقالة الدم ” هذه الأيام أمر عادي ومتوقع فاعتبروني واحدا من ثقلاء الدم . ولكم تحياتي