تعطيل الدراسة فقط في القطيف … كيف؟!
بقلم – محمد البكر:
أنا على يقين بأن قرار تعليق الدراسة في محافظة القطيف يأتي لصالح أبناء المحافظة قبل غيرهم . وأن قرار الوزارة جاء ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الجهات المختصة وخاصة وزارتي الصحة والتعليم . وهو إجراء بلا شك يصب في مصلحة الجميع لمنع انتقال فيروس الكورونا . فكلنا يعلم بأن العائدين من إيران هم من تلك المحافظة ، وكان من الطبيعي صدور مثل هذا القرار بعد توسع دائرة المخالطين لحاملي الفيروس .
إذن نحن مع إيقاف الدراسة في أي محافظة أو منطقة تشكل فيها التجمعات الطلابية بيئة خصبة لإنتقال الفيروس ، ولكننا نستغرب من إدارة تعليم الشرقية كونها لم تبلغ الوزارة بعدد الطلاب من أبناء القطيف ممن يدرسون في مدن الدمام والظهران والخبر والجبيل . فبالإضافة للعدد الكبير لطلاب القطيف الذين يدرسون في تلك المدن ، هناك طلاب وطالبات يدرسون في جامعات المنطقة في المدن الثلاث: “الدمام والظهران والخبر” . فجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام وجامعة الأمير محمد بن فهد في الخبر ، ناهيك عن كليات التقنية والمعاهد ، وطلاب كليات الجبيل . فالأمر ليس متعلقا بمنطقة جغرافية ، بل بتوزع طلاب القطيف على تلك الجامعات والمعاهد وكليات التقنية والمدارس الخاصة في تلك المدن . فمدن المنطقة الشرقية متقاربة جدا ، بل إن بعضها متداخل مثل سيهات والدمام . وعندما يكون تعطيل الدراسة في القطيف دون مدن حاضرة الدمام والجبيل ، فكأنك يا بو زيد ما غزيت .
يعتقد البعض بأن طرح مثل هذه القضية مثير للحساسية ، لكن من عاش في المنطقة يدرك بأن أهلها مندمجون جدا بغض النظر عن المدينة التي ينتمون إليها . ومن هذا المنطلق ، أتمنى على معالي الوزير مراجعة القرار وتعليق الدراسة بشكل كامل في مدارس ومعاهد وكليات وجامعات المنطقة الشرقية عطفا على ما ذكرته آنفا . فمن مصلحة جميع المواطنين أن يطمأنوا على سلامة أبنائهم بغض النظر عن المنطقة الجغرافية التي ارتبطت بمن تمت إصابتهم بهذا الفيروس ، وحفاظا على الأهداف المرجو تحقيقها جراء تعطيل الدراسة . فالهدف الأساسي هو منع انتشار المرض ومحاصرته ، وما لم نعطل التجمعات الطلابية في حاضرة الدمام والجبيل والقطيف فلن تتحقق تلك الأهداف . ولكم تحياتي.