بقلم – مشهور عوض الجهني:
عندما تبقى إحدى القضايا الإجتماعيه دون حل رغم مناقشتها لوقت ٍ طويل في البرامج التلفزيونية والإذاعية ورغم كتابة مئات المقالات والتحقيقات ورغم التصريحات والتوصيات فيعني هذا أنها قد أصبحت قضية شائكة وتحولت لملف معقد تتجنبه القنوات والصحف ويهمله الصحفيين والكتّاب خوفا من التكرار الممل ومن عزوف المشاهدين والقرّاء عن متابعة أي طرح جديد حوله . وأفضل مثال على هذه القضايا المعلقة والمملة بالنسبة للبعض هو موضوع حراس الأمن السعوديين وشكاويهم وهمومهم ؟
والحقيقة أنه لم يعد هناك المزيد للكتابة عنه في هذه المسألة لكن معاناة هذه الفئة الغاليه من المجتمع تدعونا للتكرار على سبيل التذكير
واليوم .. تجاوز عدد حراس الأمن السعوديين المئتي الف حارس ولازال صوتهم غير مسموع والكثير منهم يعيل أسره ويربي أطفال وهو لايشعر بالأمان الوظيفي لعدم وجود عقود عمل مناسبه وبسبب الرواتب الهزيله التي لاتلبي أدنى أساسيات الحياه وذلك مقابل ساعات عمل طويله لكنهم مجبرين على الاستمرار في هذه الوظيفه التي أصبحت رمزا للوظائف المتدنية الأجور في المملكة العربية السعوديه .
وراتب شهري لايتجاوز الأربعة آلاف ريال في أحسن الظروف لن يوفر حياة كريمه لهؤلاء الحراس ولن يلبي احتياجات أسرهم وأطفالهم علما بإن ٦٠ ٪ منهم لاتتجاوز رواتبهم الثلاثة آلاف ريال ! رغم أن شركات الأمن تحقق أرباحا كبيره مقارنة بهذه الأجور المتدنية التي تدفعها لهم .
إذن ماهو الحل لإنهاء معاناة هذه الفئة من المجتمع ولطي هذا الملف المعلق منذ سنوات طويله ؟
الحل لن يأتي بالمزيد من النقاشات ولا حتى ببعض التوصيات ، وهموم حراس الأمن لن تنتهي الا بقرار حكومي يلزم شركات الأمن باتخاذ إجراءات عاجله تحسّن من أوضاعهم وتلبي احتياجاتهم وتنهي معاناتهم .
ومن هذه الإجراءات تنفيذ برامج تدريب متقدمه وتوقيع عقود عمل جديده مع الحراس القدامى والمستجدين بعد إنشاء سلما ثابتا للرواتب بحيث لايقل الراتب الأساسي عن خمسة آلاف ريال وتحديد ساعات العمل وصرف مستحقات العمل الأضافي في العطلات والأعياد والمناسبات الوطنيه وإضافة بدلات أخرى كبدل النقل والخطر والعدوى وتحديد الراحه الاسبوعيه والإجازات السنوية وتسجيل جميع الحراس في التأمينات الاجتماعيه ومنحهم وأسرهم تأمين طبي مناسب .
حراس الأمن هم أبنائنا أولا وأخيرا ويقدمون خدمات جليله لهذا المجتمع ويستحقون منا كل الدعم والاحترام والأمل بالله كبير بتحسين أوضاعهم وإنهاء معاناتهم في عهد سلمان الحزم وولي عهده الأمين وحكومتنا الرشيده التي تضع راحة المواطن ومصلحته في مقدمة برامجها وخططها المستقبلية .