“أبو حدرية”.. الموت في كل الأوقات
بقلم – محمد البكر:
الأعمار بيد الله ، ولا أحد يختلف على ذلك . والموت حق ونهاية ، وإن تعددت الأسباب . و “لو” تفتح عمل الشيطان ، والشيطان يسكن في طريق أبو حدرية لا ينام . فعندما يتكرر أحد أسباب الحوادث المميتة دون أن يرف جفن لأي مسؤول في وزارة النقل كتكرار حوادث الموت بسبب الحفريات والتحويلات في ذلك الطريق ، فإن من حق الناس رفع أصواتهم لتصل لسمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف ، والذي لا يقبل بمثل هذا الإهمال والتراخي الذي ظل مستمرا طيلة عشرات السنين . فحفريات طرق الشرقية كانت ولا زالت شاهدة على الكثير من المآسي والفواجع المحزنة ، والتي ذهب ضحيتها مئات الأبرياء ، وأغلقت معها بيوت كاملة دون ذنب . كما لو كانت معلما من معالم البؤس .
في الخبر المنشور يوم أمس في إحدى الصحف المحلية ، تعرضت أسرة بحرينية مكونة من 4 أفراد لحادث مروري أثناء عودتهم من النعيرية ، وتوفي شخص من أفراد الأسرة – يرحمه الله . وكان من الممكن أن يمر علي هذا الحادث كما “مر” غيره من الحوادث المأساوية ، لولا أن الشقيق الأكبر للمتوفي قال إن سبب الحادث هو حفريات بالطريق ، حيث أختل توازن المركبة فانقلبت عدة مرات .
حادث مؤلم لنا بلا شك ، لكنه لم يكن جديدا علينا ، فالضحية التي سقطت ليست الأولى ولن تكون الأخيرة . فقبلها سقط المئات بين قتيل أو مصاب أو معاق ، ومن بعدها أيضا ستتكرر المآسي ؛ لأن لا أحد في وزارة النقل لديه الرغبة أو الإرادة لحل وضع هذا الطريق الخطير أوغيره من طرق المنطقة السيئة . وإذا كان هناك من يعتبر هذه الوفاة ” قشة” نسبة لعدد من توفوا أو أعيقوا ، فلتكن قشة تقصم ظهر كل من بيده أمر الوزارة وحلولها .
يقول صاحبي إنه يشعر أحيانا بأن وزارة النقل مسحورة . فلا ترى ما يحدث في طرق الشرقية من ترقيع وتحويلات وإهمال واستمرار لاستنزاف الميزانيات التي تعتمدها الدولة – أيدها الله – في مشاريع الصيانة البائسة . كما لا تسمع شكاوى الناس سواء عبر ما يكتبه الكتاب في مقالاتهم ، أو ما يغرد به المواطنون في وسائل التواصل الإجتماعي منذ عشرات السنين . ولوكان غير ذلك لما بقيت طرق.. الدمام الخفجي ، والظهران الجبيل ، والظهران الأحساء على هذه الأوضاع السيئة .
ليس لدي أكثر من ذلك . ولكم تحياتي.