مقالات

العفوية تهزم التصنع

بقلم – كمال إدريس:

[email protected]

 

كالنار في الهشيم، انتشر اسم “فيحان” على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق في منطقة الخليج… تحول من مواطن بسيط، إلى “أيقونة” إعلامية إعلانية تسويقية مبهرة تطارده القنوات ووكالات التسويق والاعلان.
“فيحان” مواطن سعودي من العاصمة الرياض، بدأ حياة الشهرة “طقطقة” عبر تطبيق “keek”، ينقل يومياته للناس ببساطة متناهية، رغبة في مشاركة الآخر تجربة حياته، خروجا عن النمطية والرتابة، فكانت النتيجة ظهور “يوتيوبر” عملاق اقتحم عالم الـ “السوشيال ميديا”.
الإعلامي السعودي طراد الاسمري أجرى مقارنة رقمية بينت تحول “فيحان” من إنسان عادي إلى رقم فخم يتنقل بين أيدي الناس عبر “الجوال”… وصل عدد مشاهدات قناة فيحان على “YouTube” إلى أكثر من 3.4 مليارات مشاهدة لعدد فيديوهات لم يتجاوز 766 فيديو، وبذلك تفوق على قنوات تلفزيونية عملاقة تأسست منذ سنوات طويلة، منها قنوات BBC والعربية، والجزيرة.
قناة “فيحان” أطلقها في فبراير 2013، تفوقت في عدد المشاهدات على قناة العربية التي تأسست في سبتمبر 2006، ولم يتجاوز عدد مشاهداتها 2.5 مليار مشاهدة، وقناة الجزيرة التي تأسست في مارس 2007، ولم يتجاوز عدد مشاهداتها 1.6 مليار مشاهدة، وقناة BBC التي تأسست في ابريل 2009، ولم يتجاوز عدد مشاهداتها 1.1 مليار مشاهدة.
النتيجة أن الأعمال العفوية أمرا ما زال مطلوبا بشدة من قبل المشاهدين، فهي الأقرب إلى نفوسهم من أعمال التكلف والادعاء، فاللقطات العفوية تعطي إحساسا بالنية وتنقل مشاعر التقارب، ومخاطبة المشاهدين بشكل صادق أمام الكاميرا هو ما يصنع الفرق بين الجمهور.
لقد أدى التأثير المتزايد لمشاركة وسائل الإعلام الاجتماعية والتوجهات الرقمية إلى إزالة الحواجز بين الناس، وجرى استغلال ذلك بإطلاق العنان لفرص جديدة للشركات والافراد للترويج لمنتجاتهم وعلاماتهم التجارية.
وتحمل “عفوية” فيحان ذكاءً فطرياً حوله إلى أحد المؤثرين في عالم التسويق الرقمي من خلال حساب عدد المشاهدات… عدد المشاهدات هو الوصفة السرية في تضاعف الإنفاق العالمي على إعلانات شبكات التواصل الاجتماعية من 16 بليون دولار إلى 31 بليون دولار في العام 2016، ليتضاعف الرقم في هذا العام في 2019…هذه دعوة للجميع باستغلال هذه الفرص “المجانية” شريطة احتراف طرق التسويق عبر الاعلام الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى