نقائض الحياة
بقلم – عمر بن عبدالعزيز الشعشعي:
من منا لم يذق الألم بعد السعادة ياسادة، ومن منا لم يذق الحزن بعد الفرح والمرح، ومن ومن…. حتما إن ذلك ليس بجديد، ولكن هل في كل مرة نستفيد تجربة من كلا الحالتين؟
إن في نقائض الحياة عبر وفكر، لا صحة ولا سقم يدومان ، وليس فرح ولا حزن يدومان.
لولا الحزن ما طعمت ولا شعرت بالفرح، ولولا الألم ما قدرت عظم الصحة والعافية،
وهذا ما فمهته من قول سيد المرسلين حيث قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
تمضي بنا الحياة بين فرحة مولود وبكاء مفقود ، وبين قدوم غائب و وداع ذاهب،
علينا أن نوطن أنفسنا على تقلبات الحياة، وهي كما نعلم حياة دنيا وليست عالية بل دنية، تمسكوا بمن تحبون فليس للأجل موعد يدق الباب أو يرسل رسالة بنفاذ العمر ، كل من رحل لم ينتهي من تحقيق كل ما يريد ، ولكنها عجلات الزمن المتلاطمة تمضي بنا سريعا في محطات الحياة كلنا نعلم أول محطة لنا حين الولادة ولا نعلم ماهي محطتنا الأخيرة أين ومتى تكون.
السعادة مغرسها القلب والروح ، وسعادة أحدهما هي عون لسعادة الآخر ،
حتما وحقا لن نُخلد في الحياة الدنيا بل سوف تفنى الدنيا كلها ونحن معها إلى الفناء…. قال تعالى :
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ[الرحمن:26-27].
دمتم بود أجمعين .