الطموح .. وصناعة الأمل
بقلم : د. شريفة العيافي
وسط تلك الأمواج المتلاطمة من التغيرات والتحديات التي يواجهها الإنسان في هذا العصر المتسارع الخطى في كافة مجالات الحياة، يظل “الطموح” هو كلمة السر القادرة على أن يجد الإنسان نفسه أولاً، ومن ثم شق طريقه في الحياة من أجل تحقيق “إنجاز ما” يعكس قدراته، ويجعل له “مكان تحت الشمس”.
ويمكن تعريف الطموح بأنه الهدف الذي يعمل الفرد على تحقيقه، عبر امتلاك الإرادة أولاً، ثم الدأب والاجتهاد في تبني الوسائل الكفيلة بتحقيق هذا الهدف .. من علم ورؤية وبحث مستمر، وخلافه.
والقاعدة الأساسية التي ينبغي لفت الإنتباه إليها أن الإنسان لا يحقق النجاح فيما يعمل بالتمنيات، إنما بالإرادة التي عبرها يمكن أن نصنع المعجزات.
كما أن الفارق بين الإنسان الناجح والآخرين ليس نقص القوة أو نقص العلم، ولكن عادة هو نقص الإرادة. ويحضرني هنا قول الشاعر:
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
وقد حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على التحلي بالطموح وبالهمة العالية، وهو ما يظهر جلياً في قوله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (سورة المطففين: 26). كما روى الطَّبراني بسند صحيح من حديث الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرفها ويكره سفاسفها”.
وعلى المستوى العام ، يرتبط بالطموح “صناعة الأمل” أمام الناس – لا سيما الشباب- وهنا أجدني منحازة إلى تجربة عظيمة نتابعها جميعاً خلال السنوات الأخيرة، وأقصد بها تجربة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية- في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- في إعطاء الفرص الكاملة أمام الشباب السعودي للإنطلاق خصوصاً وأن الشباب يمثلون (65%) من عدد سكان المملكة، وكذلك تمكين المرأة السعودية التي وصلت إلى آفاق لم تصل إليها من قبل من حيث تولي المناصب القيادية وإلغاء الولاية وفتح آفاق سوق العمل، إضافةً إلى مواجهة الفساد بكل حسم.
* كاتبة سعودية، ورئيسة تحرير مجلة “مملكة الإقتصاد والأعمال”