ثقافة

🌹من كتابي:” قالت الشعراء وقلت”🌹محمد خضر الشريف

فصل بعنوان/

(مجاراتي لقصيدة الإمام الزمخشري عن الزهد في الدنيا)
👇👇👇👇👇👇👇👇👇

(مدخل)
نظم عالم التفسير والنحوي واللغوي والشاعر  الإمام العلامة /جار الله الزمخشري، قصيدة عن الزهد في الدنيا وفنائها وعدم الاغترار بها..
وقد دعت “رابطة شعراء الأمة”،منذ سنوات ،الى مجاراة قصيدة الرمخشري ، فشاركت بقصيدة من 17بيتا قدمت لها بأبيات سبعة،
ولما كانت هذه المشاركة الأولى لي معهم ولم أعرفهم أو يعرفوني خرجت قصيدتي عن سباق الفوز؛ فأخذتني حمية الشعر فوّلد لي الموقف قصيدة أخرى عاتبة من عدة أبيات..
ولعلي أبدأ أولا بقصيدة الزمخشري(موضع المجاراة)
،ثم بعدها قصيدتي، وبها مقدمتها الشعرية عن جو المجاراة، ثم بعدها قصيدتي العاتبة.

**أولا/ أبيات الزمخشري:

حَيِّ الدِّيارَ فإنَّهُنَّ قِفارُ
كَمْ أقفَرَتْ بَعدَ الأنيسِ دِيَارُ

ومَنازلُ الدُّنيا مَنازِلُ رِحْلَةٍ
والنَّاسُ فيها كُلُّهُمْ سُفَّارُ

إنِّي لَتوحِشُني الدِّيارُ وأهلُها
جَمٌّ وفي ناديهُمُ السُّمَّارُ

دارٌ يكونُ رَحيلُ ساكِنِها غَدَا
في حُكْمِ دارٍ ما بِهِا دَيَّارُ

وَصَفُوا نُوارَ ‘ وشَبَّبوا بِبُثَيْنَةٍ
قُلْ لي : فأينَ بُثَيْنَةٌ ونُوارُ ؟

تلكَ المَعاصِمُ والأساوِرُ هَلْ يُرى
مِنْهُنَّ ‘ وَيْحَكَ ‘ مِعْصَمٌ وسِوارُ ؟

لَمْ تَبْقَ مِنْ آثارِهِنَّ بَقِيَّةٌ
إلَّا الذي نَطَقَتْ بِهِ الأشْعارُ

ولوَ انَّ أنْفاسَ الزَّمانِ تَطاوَلَتْ
لَمْ تَبْقَ أيضاً هذه الآثارُ

وكَذا الزَّمانُ لَيَهْلِكَنَّ ‘ كأنَّهُ
ما كانَ للفُلْكِ المُدارِ مَدارُ

أينَ الوجوهُ كأنَّها الأقمارُ في
لَألائِها أو دونَها الأقمارُ

كَمُلَتْ كما كَمُلَ البُدورُ ‘ وما لَهَا
بَعْدَ الكَمالِ مِنَ الزَّمانِ سِرارُ

للهِ نَفْسُ دَفينَةٍ تَحتَ الثَّرى
طابَتْ ‘ فطابَ بذِكْرِها الأخْبارُ

كانتْ كَمِثْلِ وَديعَةٍ مَجْحودَةٍ
للمودَعينَ فما بها إقرارُ

بسِتارَةٍ مِنْ دونِها مَضْروبَةٍ
كالقَلْبِ تُطوى حَشْوَهُ الأَسْرَارُ

لكنَّ إظهارَ السَّريرَةِ رُبَّما
تُخْشى ‘ ولا يُخشى لَهَا إظهارُ

كضميرِ فعْلٍ يَسْتَكِنُّ ضَميرُهُ
فيهِ ‘ ويَلْزَمُ مِثْلَهُ الإضْمارُ

**ثانيا/ بين يدي قصيدة الزمخشري:

بدأت المجاراة بعدة أبيات كمقدمة شعرية قلت فيها:

أبيات صدق زانها إصرار ُ //
جاءت تعبِّق فيحَها الأزهارُ

لله درُّ زمخشري صاغها //
وبمثل هذا قامت الأشعارُ

راقت لي الأبيات حتى إنها //
من شدوها قُمُرٌ لها أنوارُ

من ذا يضاهي النورَ في آفاقه //
لا العين قادرة ولا الأبصارُ

يامن تحث القوم في جريانها//
رحماك! لاتفعل.. هي الإعصارُ

من فيض وجدي قد نظمت قصيدتي//
بالشعر أشدو والهوى جبَّارُ

ابن “الزمخشر” في السجال مقَدَّما//
والكل يلهث خلفه ينهَارُ

**ثالثا:
قصيدتي المجاراة:
ثم قلت أبياتي مجاراة للزمخشري على النحو التالي:
يا أيها ذا الساكبي عبراتِه //
اسححْ دموعكَ فالديارُ قِفارُ

كان الأحبةُ ثَمَّ فيها معالمٌ //
تُرْجى.. وليلُ الضيفِ فيها نهارُ

تركوا الديارَ وودعوا من أهلها //
دنيا الغرورِ بها القبورُ عَمَارُ

ياعابدَ الدنيا الدنيّة إنها //
لهوٌ وتحسبُ أنها لك دارُ

قد أشغلتك مناصبٌ ومفاخرٌ//
مالٌ يفيضُ وزخرفٌ ودثارُ

لا يأسرنَّك زيفهُا وسرابُها //
إن السرابَ بأرضها إبحارُ

في غير ما هدف يوصِّلُ غاية //
عظمى.. ويبقى الجُهدُ والإعسارُ

احذر خديعة مكرِها ودهائها //
فنسيجُها شَرَكُ الردى والعارُ

لاتنس ذكرَ الله خلَّاقِ الورى //
وجنانَ عدن وصفُها بَّهّارُ

من ذا يفرِّط في الحياة الخالدة //
من أجل دنيا.. والمصير النارُ؟
(انتهت)

**رابعا: أبياتي العاتبة بعنوان:”عتاب محب”

مقدمة القصيدة//
(( هذه أبيات عاتبة للشاعر العراقي د لؤي عبد الأمير؛ بشأن قصيدتي “مجاراة لقصيدة الزمخشري” التي خرجت من أوسمة السباق، وما خلتها إلا متوشحة الوسام الأول بين القصائد؛ لانها الوحيدة التي تفاعلت مع قصيدة الزمخشري فذكرت اسمه مرتين ومدحته بمقدمة من سبعة أبيات من أبياتها السبعة عشرة، وسارت في مجاراته على نسق قصيدته لفظا ووزنا وقافية ورويا، وكذلك في مضمونها عن الدنيا والزهد فيها، وهذا “بيت القصيد” عند الامام الزمخشري رحمه الله.
وكما تعلمون فالشاعر هو من يتأثر بموقف ما، فيأتيه وحي الشعر، فتنطلق أبياته على سجيتها كما حدث معي الآن، وأنا واثق أن الذائقة الشعرية لأخي د.لؤي ستحمله على الإعجاب بها وغض الطرف عن عتابها و”العتاب شيمة الأحباب”، كما قال القدماء من الأصحاب))..

الأبيات//

هل مثل هذي لا تحوز وساما/
خيّبتَ ظني يا” لؤيُّ ” تماما

ما عيبها؟ والنظم يصدحُ شاديا/
وقصيدُها سبق القصيدَ أماما

هي وحدها اسمُ “الزمخشرِي”زانها/
فاهتز قبرٌ للكريم إماما

بين القبور يفوح عطر أريجها/
كاد “الزمخشري” أن يقوم قياما
**
في نظمها وجمالها لم تنحني/
وقف الجميعُ يصفِّقُون هُياما

ترنو قصائد شعرهم من حسنها/
خجلا تحاكي شدوها إلهاما

طالع بعينك “فيسبوكٍ” ذاعها/
بالأمس تترى شاكرا إنعاما

في نظمها قد أمطرونيَ مدحهم/
شعراءُ مجدٍ بالثناء كلاما

من ذا الذي سلب الوشاح بجيدها//
نحَّى القلادةَ والوسامَ وناما؟!

“ثكلتك أمك” يا أُخَيّ ظلمتَها/
ظلما كبيرا.. قاطعا أرحاما ١

للشعرِ وهْو من الرحائم بيننا /
يصل الوصولَ يقرّب الأقواما
***
أ”لؤي” لاتحزن فإنيَ شاعرٌ/
يشدو بنظمٍ قاعدا أو قاما

قد مر ّ في عمري كثيرُ مواقف/
منهاالأصيل وكان بعضُ لئاما

وبلوتُ ذاك المرءَ منهم والذي/
لا يرعوي او أن يعيث حراما

وأنا أخوك وأنت تخبرُ شعره/
جُبلَ الوفاءُ بطبعه بل عاما

يرجو المحبة من أخيه ويدعي/
للحب وصلا بالثناء سلاما

لا تجفلن من العتاب فإنني/
من آل بيت يشفعون عظاما

صرحاء إن غضبوا وهذا طبعهم/
رحماء إن قدروا وكان لزاما

أجوادُ إن سُئلوا وإن لم يُسألوا/
فاقوا الألى للعالمين كراما

ان الصلاة بغير ذكر صلاتهم/
لا تستجاب.. فحبهم إلزاما

من ذا يلوم سليلهم مهما جرى//
حبي لهم ومدائحي خدَّاما

ولك السلام معطرا ومطيبا/
ياابن الكرام وحزت مني وئاما

ثم الصلاة على النبي محمد/
خير الورى للأنبياء ختاما
————
١/”ثكلتك أمك”= أسلوب مدح يشبه الذم وهو أسلوب عربي ونبوي، استخدمه النبي الكريم مع حبيبه الصحابي، معاذ بن جبل، كما هو معروف في الحديث الشهير.
———————————-

**شيء لابد منه:
بعد ذلك تعاضدت الصداقة بيني وبين اخي د .لؤي
وشاركت معه في أربع مجارات فازت كلها بأوسمة عدة
وأشهد أن سعادته كان آية في الأدب الجم والأخلاق الراقية والأستاذية المطلقة، وكسبته صديقا صدوقا وأخا حميما بارك الله في عمره وعافيته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى