«عضة» سواريز تكلفه الإبعاد عن كأس العالم والإيقاف أربعة أشهر
سويفت نيوز_الخبر
أنزلت اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم أقسى عقوبة في تاريخ نهائيات كأس العالم عندما قررت إيقاف مهاجم منتخب الأوروغواي لويس سواريز تسع مباريات رسمية ومنعته من ممارسة أي نشاط كروي على مدى أربعة أشهر، أمس بسبب قيامه «بعض» مدافع إيطاليا جورجيو كييلليني الثلاثاء الماضي ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال البرازيل 2014.
وحرم سواريز بالتالي من المشاركة فيما تبقى من مباريات لمنتخب بلاده في المونديال الحالي (تخوض الأوروغواي الدور الثاني ضد كولومبيا السبت)، ولن يعاود نشاطه الكروي في صفوف ناديه ليفربول الإنجليزي إلا في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ويعني ذلك أيضا بأن سواريز سيغيب عن كأس الأمم الأميركية الجنوبية العام المقبل وبعض مباريات منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى مونديال 2018 في روسيا.
وقال متحدث باسم الـ«فيفا» إن سواريز محروم من ممارسة أي أنشطة تتعلق بكرة القدم أو دخول أي استاد كرة قدم لمدة أربعة أشهر.
ويمكن للاعب ولاتحاد الأوروغواي استئناف قرار الإيقاف لكن الـ«فيفا» أكد أنه لا يمكن بأي حال لسواريز المشاركة في كأس العالم الحالية.
وهذه أقسي عقوبة يفرضها الاتحاد الدولي على لاعب مشارك في تاريخ نهائيات كأس العالم. أما أقسى عقوبة سابقة فكانت من نصيب مدافع إيطاليا ماورو تاسوتي الذي قام بتوجيه كوع إلى لاعب منتخب إسبانيا لويس إنريكه عندما أبعد ثماني مباريات في كأس العالم في الولايات المتحدة عام 1994.
وقال رئيس اللجنة التأديبية كلاوديو سولسير: «لا يمكن التسامح إزاء تصرف مشابه في كرة القدم وتحديدا في بطولة بحجم كأس العالم عندما يكون ملايين يشاهدون نجومها وأحداثها». وأضاف: «قررت اللجنة التأديبية أن اللاعب خرق البند 48 من قوانين الـ(فيفا) بـ(الفقرة الأولى) والبند رقم 57 من قانون الـ(فيفا) التأديبي (القيام بحركة غير رياضية تجاه لاعب منافس)، وبالتالي قررت وقف اللاعب تسع مباريات أولها مباراة الأوروغواي مع كولومبيا السبت».
وبالإضافة إلى عقوبة الإيقاف جرى تغريم سواريز 100 ألف فرنك سويسري (نحو 90 ألف دولار أميركي).
وقام سواريز بعض كييلليني في الدقيقة 80 من مواجهة الفريقين لكن الحكم لم يتخذ أي عقوبة بحق اللاعب المخالف.
وقد أثارت هذه الحادثة موجة من السخط الكبير في مختلف أنحاء العالم ووصفت الصحافة العالمية سواريز بـ«دراكولا مصاص الدماء» و«آكل لحوم البشر».
واتخذت القضية بعدا وطنيا حيث انبرى رئيس الأوروغواي خوسيه موخيكا للدفاع عن سواريز وقال: «أنا، لم أره يعض أحدا لكنهم يتبادلون الركل والضربات القوية جدا، كما أنهم يتلقونها أيضا»، مضيفا أمام الصحافيين إلى أن سواريز «لاعب ممتاز».
وأشار موخيكا: «الناس لا تتسامح مع عيوبه الشخصية، إذا كنا سنتخذ قرارات بشأن كرة القدم طبقا لما يظهر على شاشات التلفزيون فهناك كثير من ضربات الجزاء ولمسات اليد التي لا تتم تغطيتها تلفزيونيا». وأوضح: «هو لم يترشح كأفضل فيلسوف أو فني سيارات أو أخصائي أخلاقيات وفنون التعامل.. هو مجرد لاعب رائع». واعتبر الرئيس الأوروغواياني أن الصدى الهائل الذي أحدثته قضية سواريز في الأيام الأخيرة يعود من وجهة نظره إلى الاضطهاد الذي يمارس ضده، وقال: «الناس لا تتسامح مع عيوبه الشخصية». وسبق لرئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم ويلمار فالديز أن أشار أيضا إلى أنه لا «وجود لأدلة كافية» لمعاقبة سواريز، مضيفا لقناة الأوروغواي العاشرة: «نعتقد بأنه لا وجود لأدلة كافية لفرض عقوبة على لويس سواريز. يجب أن نكون واضحين، استنادا إلى شريط الفيديو الذي أعطانا إياه الـ(فيفا) نعتقد بأن الأمر ليس واضحا».
كما سبق للمدافع دييغو لوغانو أن دافع أيضا عن سواريز، متهجما في الوقت ذاته على كييليني ناصحا إياه بـ«التوقف عن البكاء»، ومستغربا الطريقة التي حاول فيها المدافع الإيطالي أن يلفت انتباه الحكم إلى الحادثة من خلال إظهار آثار أسنان مهاجم ليفربول الإنجليزي على كتفه.
كما أكد لوغانو أنه لم ير أي شيء خاطئ بالحركة التي قام بها سواريز داخل المنطقة الإيطالية والتي تسببت بحملة انتقادات كبيرة خصوصا من الإعلام الإنجليزي الذي وصفه مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي السابق بـ«المتآمر» على زميله لتسبب الأخير بخروج إنجلترا بعد أن سجل هدفين في مرماها (2 – 1) في الجولة الثانية.
وطالب كيلليني حكم المباراة بطرد المهاجم الأوروغواياني وخلع قميصه ليريه آثار العضة دون أن يكترث الأخير لذلك، ثم أكد مدافع يوفنتوس حصول هذه الحادثة بعد المباراة التي شهدت خروج بلاده من الدور الأول للمرة الثانية على التوالي.
وقال كيلليني بعد المباراة: «لقد عضني، ما حصل كان واضحا، ما زال الأثر واضحا في كتفي، كان يتوجب على الحكم أن يطلق صافرته لمنحه بطاقة حمراء، ليس بسبب تلك (العضة) وحسب بل لأنه يمثل». وحاول سواريز الدفاع عن نفسه عقب المباراة قائلا: «تحدث ملايين الأمور على أرض الملعب، إننا جميعا كلاعبين نعرف تماما ما يجري على أرض الملعب، ويجب عدم أخذ هذه الأمور بجدية». وأصر سواريز على أن هذه الحادثة أمر «طبيعي»، ومشيرا إلى عينه التي بدت منتفخة نتيجة تلقيه ضربة كوع محتملة خلال الحادث نفسه مع كيلليني. وشرح سواريز حادثته مع كيلليني وقال: «يقول كيلليني إنني قمت بعضه في كتفه، ولكنني اصطدمت مع كتفه، هذه الأمور تتكرر كثيرا في الملعب، وبإمكانكم أن تروا عيني».
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتهور فيها سواريز ويقوم بعضِّ منافسيه، ففي عام 2010 وعندما كان يدافع عن ألوان أياكس أمستردام الهولندي، جرى إيقافه سبع مباريات لعضه لاعب الغريم التقليدي آيندهوفن المغربي الأصل عثمان بقال. وكرر سواريز عضته الموسم الماضي في مباراة فريقه ليفربول أمام تشيلسي وكان الضحية هذه المرة المدافع الدولي الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش، وكانت العقوبة الإيقاف عشر مباريات. ولم تقتصر مشكلاته على شهية العض لديه، بل تسبب في ضجة كبيرة بعد اتهامه بتوجيه كلام عنصري باتجاه مدافع مانشستر يونايتد الفرنسي باتريس إيفرا خلال مباراة الفريقين في الدوري المحلي في 15 أكتوبر 2011 وجرى إيقافه ثماني مباريات وفرضت عليه غرامة مالية مقدارها 60 ألف جنيه.
ووقف ليفربول حينها إلى جانب لاعبه الأوروغواياني وعدَّ أن الاتحاد الإنجليزي كان «عازما» على إيجاد سواريز مذنبا، مبينا أن المهاجم الأوروغواياني لم يحصل على جلسة استماع عادلة.
وفتح الاتحاد الإنجليزي حينها تحقيقه استنادا إلى التصريح الذي أدلى به إيفرا بعد المباراة مباشرة لقناة «كنال بلوس»، حيث أكد أن مهاجم الأوروغواياني وجه له إهانات عنصرية أكثر من عشر مرات في تلك المباراة. وقال إيفرا حينها: «كنت منزعجا. لا يمكنك قول أشياء مماثلة في 2011. إنه يعلم ما قاله، الحكم يعلم ذلك أيضا، ستظهر الأمور إلى العلن. لن أكرر ما قاله، لكنها كانت كلمة عنصرية ورددها أكثر من عشر مرات. إنه أمر مزعج ومخيب».
أما على صعيد مشاركاته الدولية، فما حصل في ناتال ليس الحادثة الأولى المثيرة للجدل بالنسبة لمهاجم ليفربول، فهو تصدر العناوين في جنوب أفريقيا 2010 عندما حرم غانا من هدف التأهل إلى الدور نصف النهائي بصده الكرة بيده عن خط المرمى في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني، مما دفع الحكم إلى طرده واحتساب ركلة جزاء لممثل أفريقيا، إلا أنه لم يستغلها عبر قائده أسامواه جيان.
لكن ما قام به سواريز أمام إيطاليا فلم يكن لإنقاذ بلاده من الخروج بل كان نتيجة ردة فعل «غريزية» كان نتيجتها حرمانه من مواصلة مشواره مع بلاده في النهائيات وإيقاف طويل قد يؤثر على مسيرته الاحترافية.
من جانبه تريث نادي ليفربول الإنجليزي الذي يلعب له سواريز بالرد على إيقاف الاتحاد الدولي لكرة القدم لمهاجمه الأوروغواياني، وذكر إيان إيري المدير التنفيذي للنادي أمس: «سينتظر ليفربول لقراءة ومراجعة قرار لجنة الانضباط قبل القيام بأي تعليق».
وجاءت عقوبة الـ«فيفا» لتثير جدلا كبيرا حول مصير شركات الرعاية التي ترتبط بسواريز حيث أشار بعض الرعاة إلى أنهم سيقررون ما إذا كانوا سيواصلون علاقتهم باللاعب بمجرد إعلان العقوبة كما من الممكن أن تتأثر قيمته في سوق الانتقالات – التي تبلغ 50 مليون جنيه إسترليني (9.84 مليون دولار) على الأقل إن قرر ليفربول بيعه.
وكانت شركة «أديداس» العالمية للمستلزمات الرياضية التي ترتبط مع سواريز قد أعلنت أنها تدرس قرارات الـ«فيفا» وبناء على ذلك تتخذ القرار، وبعد الإيقاف تحوم شكوك كبيرة حول استمرار عقد الشركة الألمانية مع اللاعب.