ثقافة

مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يحتفي باللغة العربية في يومها العالمي

القاهرة – واس :


احتفى مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية باليوم العالمي للغة العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وبالتنسيق مع الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية برئاسة السفير عبدالعزيز بن عبدالله المطر، اليوم، في مقر الأمانة العامة للجامعة، وذلك بحضور فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور نظير محمد عياد، ونخبة من ممثلي الدول العربية، والشخصيات الثقافية والأكاديمية.
وأوضح الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة، الأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي في كلمته, أن هذا الاحتفال ينتظم مع جهودٍ أخرى عديدة للمملكة العربية السعودية في خدمة اللغة العربية ونشرها عالميًّا، ويجسّد دورها الرائد في دعم المبادرات الثقافية واللغوية التي تعزّز مكانة العربية في المحافل الإقليمية والدولية، تحقيقًا لأهداف رؤية المملكة 2030 في صون الهُوية الثقافية، وتعزيز حضور اللغة العربية، مثمنًا ما تحظى به برامج المجمع من دعم صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، رئيس مجلس أمناء المجمع، مؤكدًا أن التعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية يأتي امتدادًا لترسيخ العمل العربي المشترك في جميع المجالات.
ومن جانبه أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال كلمته التي ألقاها نيابةً عنه الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية السفير الدكتور خالد بن محمد منزلاوي، أن اللغة العربية لم تكن يومًا مجرد أداة للتخاطب، بل تمثل «الوطن المعنوي» للأمة العربية، ووعاء حضارتها، وجسرها الممتد إلى الضمير الإنساني العالمي، بما تحمله من قيم التسامح والعيش المشترك والعقل المستنير.
وأشار أبو الغيط، في كلمته، إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لا يقتصر على مناسبة بروتوكولية، بل يمثل وقفة وعي وتجديد للعهد مع «سيدة اللغات»، التي وسعت كتاب الله لفظًا ومعنى، ولم تعجز يومًا عن استيعاب علوم الأولين أو وصف منجزات العصر الحديث، أو التعبير عن أدق خلجات النفس الإنسانية موضحًا إلى أن احتفال هذا العام يأتي بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، مسلطًا الضوء على تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، بوصفه بوابة رئيسة لمستقبل اللغة، وأداة فاعلة لتعزيز حضورها عالميًا، مشيرًا إلى النماذج المضيئة من الدارسين الوافدين من مختلف بقاع العالم، الذين توحدت ألسنتهم وقلوبهم على حب العربية رغم اختلاف أصولهم وثقافاتهم.
كما أكد أن الشراكة الإستراتيجية مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تمثل تلاقيًا حقيقيًا للرؤى وتوحيدًا للجهود، يهدف إلى تقديم اللغة العربية للعالم بأسلوب عصري يواكب ثورة الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، موضحًا أن التحدي الحقيقي يتمثل في نقل اللغة العربية من رفوف المكتبات وبطون المعاجم إلى فضاءات الخوارزميات، ومنصات التواصل، ومجالات البحث العلمي والتقني.
وشدد أبو الغيط على أن اللغة العربية تمثل إحدى أهم أدوات «القوة الناعمة» للأمة العربية، والحصن الأخير لحماية هويتها من الذوبان في ظل تحديات العولمة المتسارعة، مؤكدًا أن العربية ستظل لغة سلام وحوار، وحاضنة للإبداع الإنساني.
وتضمّن برنامج الفعالية جلسةً علميةً، عنوانها: (تعليم اللغة العربيـة لغير الناطقين بها)، ناقش فيها المختصون والخبراء المبادرة التي أُطلقت في القمة العربية في دورتها (32)، والبرامج التي أنجزها المجمع في إطارها البالغ عددها (15) برنامجًا، إضافةً إلى الأدوار المؤسسية في دعم السياسات اللغوية، وتفعيل المبادرات العربية في مجالات التعليم والتقنيات اللغوية.
وشمل الاحتفال إقامة معرض مصاحب يستعرض مشروعات المجمع النوعية في مساراته الأربعة: التخطيط والسياسات اللغوية، والحوسبة اللغوية، والبرامج التعليمية، والبرامج الثقافية.
ويُبرز هذا الاحتفال ريادة الجهود السعودية المؤسسية في خدمة اللغة العربية عالميًّا، ويؤكد استمرار مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في أداء رسالته لتعزيز حضور العربية دوليًّا، وتمكينها في الميادين العلمية والتقنية والثقافية، وتفعيلها لغةً حيّةً تسهم في ترسيخ الهُوية العربية، ومدّ جسور التواصل بين الشعوب.
ويأتي تنظيم المعرض في إطار حرص المجمع على دعم المبادرات التي تسهم في نشر اللغة العربية، وتعزيز استخدامها في المؤسسات الأكاديمية والثقافية، والتعريف بالمشروعات العلمية التي ينفذها المجمع لخدمة العربية محليًا وعربيًا ودوليًا، حيث يعمل المجمع على ربط اللغة العربية بقضايا العصر، وتقديم محتوى علمي رصين يخاطب المتخصصين والباحثين والمهتمين.
كما تأتي استضافة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للمعرض في إطار التعاون المستمر مع المؤسسات العربية المعنية باللغة والثقافة، وحرص الجامعة على دعم الجهود الهادفة إلى حماية اللغة العربية، وتعزيز مكانتها بوصفها لغة علم وفكر وإبداع، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها في العصر الرقمي.
وشهد المعرض إقبالًا من الدبلوماسيين والعاملين بالأمانة العامة، إلى جانب الباحثين والمهتمين بالشأن اللغوي والثقافي، حيث أتاح لهم فرصة الاطلاع على الإصدارات الحديثة، والتعرف على جهود مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في مجالات التخطيط اللغوي، وبناء المعاجم، وتطوير المحتوى العربي، ودعم البحث العلمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى