مقالات

مراكز الأحياء .. بين الفكرة النبيلة والواقع الباهت

بقلم – محمد البكر :

أُنشئت مراكز الأحياء لتكون بيتاً اجتماعياً قريباً من الناس ، ينصت لهم ، ويمثل صوتهم ، ويعمل على تحسين جودة حياتهم داخل الحي . فكرة نبيلة في أصلها ، لكنها في الواقع تصطدم – في بعض الأماكن – بأداء باهت لا يرقى إلى طموحات السكان ولا إلى حجم المسؤولية الملقاة على تلك المراكز .

فالمركز الذي يكتفي بتنظيم حفلات عابرة أو فعاليات شكلية لا يلامس هموم الناس الحقيقية ، يفقد دوره الأساسي . سكان الحي ينتظرون من هذه المراكز أن تكون جسر تواصل مع الجهات الخدمية ، تنقل مشاكل الطرق والإنارة والنظافة والأمن والتنظيم المروري ومرافق الترفيه ، وأن تسهم في حلها ، لا أن تتحول إلى لوحةٍ تحمل اسماً بلا أثر .

والسؤال المشروع : ما جدوى انتخاب رئيس وأعضاء لإدارة مركز حي ، إذا كانوا لا يعبرون عن الناس ولا يجتمعون بهم ولا يصغون لملاحظاتهم ؟ فالموقع تكليف لا تشريف ، ومسؤولية لا صورة تذكارية . والمقياس الحقيقي لنجاح أي مركز هو أثره على الحياة اليومية للسكان ، لا عدد الدعوات ولا صور المناسبات .

ومع ذلك ، لا يمكن تجاهل نماذج مضيئة لمراكزٍ نشيطة ، صنعت فرقاً حقيقياً ، ففعّلت الشراكات ، واحتضنت المبادرات الشبابية ، وأسهمت في تحسين بيئة الحي . هذا يؤكد أن النجاح ممكن متى ما توفرت الإرادة والروح القيادية .

في النهاية ، نحن بحاجة إلى إعادة تقييم دور مراكز الأحياء ، وأن يُربط بقاؤها بقدرتها على خدمة الناس فعلاً . فالمركز الذي لا يسمع صوت الحي … لا يستحق أن يتحدث باسمه . ولكم تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى