مقالات

تمكين ذوي الإعاقة .. مسؤولية مجتمع وإرادة أفراد

بِقلم – أسرار عبد العزيز السلمي:

نشعرُ بِالامتنانِ دائمًا بِأن هُناك ذكرى ويومًا خاصًا في الوقت نفسهِ، يهتمُ بنا نحنُ المعاقين، لذا يجب علينا حمد الله تعالى على هذا الابتلاء وعدم الاعتراض على ما قُدِر لنا فهو عز وجل يُوزِعُ عطاءهُ على عبادهِ فكما أخذ منا نعمةً معينةً فهو بِالمقابل يُكافئُنا بِإعطائنا نعمًا أخرى تُميزُنا عن غيرنا فيُفترضُ بِنا الصبر على ما كُتِب لنا وأيضًا إثبات وجودنا في المجتمع بِقدراتِنا التي نتمتعُ بِها ؛حتى يفخروا بِنا ويكونوا على درايةٍ واطلاعٍ بِإنجازاتنا. ومن شأنهِ ينبغي علينا معرفة تاريخ هذا اليوم العظيم وأبرز تحدياتهِ ومميزاتهُ.

تاريخ اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة فهو يوم 3 ديسمبر والذي يعتبر اليوم المخصص للاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة. وتنضم المنظمة هذا العام إلى الجهات الشريكة لها للاحتفال بهذا اليوم تحت شعار “يوم للجميع”.

كما يجسد هذا الشعار زيادة فهم الإعاقة باعتبارها جزءً من حال الإنسان. أما عن أبرز التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة فهي كما يلي: ارتفاع احتمالية عيشهم في الفقر وتعرضهم المستمر لأشكال التمييز في العمل، بما في ذلك انخفاض الأجور وتمثيلهم الزائد في القطاع غير النظامي وعدم تكافؤ نظم الحماية الاجتماعية وقصورها على تلبية التكاليف الإضافية المرتبطة بالإعاقة، فضلاً عن استبعاد الكثير في القطاع غير النظامي منها واستمرار تجارب عديدة داخل منظومات الرعاية والدعم في انتهاك كرامتهم وإنكار استقلاليتهم وقدرتهم على اتخاذ القرار.

تعد محاور التنمية الاجتماعية الثلاث القضاء على الفقر، والنهوض بالعمل الكامل والمنتج والعمل اللائق للجميع، والاندماج الاجتماعي محاور مترابطة ومتعاضدة وتتطلب بيئة مواتية لتحقيقها معًا. وكذلك يعد إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة بوصفهم فاعلين ومستفيدين من عملية التنمية الاجتماعية أمرًا لا غنى عنهُ. ومن ثم إدماج الإعاقة في شتى جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية يمثل ضرورة محورية عبر خلق بيئة عمل عادلة تعزز من الحماية الاجتماعية. إنشاء قاعدة بيانات موحدة، وتخفيف ساعات العمل، ومنح إجازات خاصة لأولياء الأمور في الجهات غير الخاضعة لقانون الموارد البشرية، واستحداث وظائف مترجمي لغة الإشارة وأخصائيين مؤهلين في القطاعات الخدمية، وتطوير المناهج الجامعية لذوي الإعاقة، وإنشاء معاهد متخصصة، بالإضافة إلى شمولهم في نظام تأمين صحي، وزيادة معاش الضمان الاجتماعي، وتطوير المراكز التأهيلية، فضلاً عن إنشاء نادٍ اجتماعي متخصص يسهم في دمجهم بالمجتمع.

وأخيرًا بقي علي القول بأن يجدر بنا جميعًا أن نجعل من هذهِ الإعاقة التي امتحننا الله بها اللبنة الأولى في طريق الإرادة ومواجهة التحديات والصعوبات التي تُعيقُنا في حياتنا اليومية، كما أننا نود إيصال رسالة تذكيرية ونصيحة توعوية لكلِ مجتمعٍ مسلم وهي أن لا شيء مستحيل فبالعزيمة والإصرار والمثابرة سنصل إلى مبتغانا وسنمنحُ الأمل في نفوس من حولنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى