يومُ العصا البيضاء تاريخٌ مشرفٌ وأصالةٌ

بِقلم – أسرار عبد العزيز السلمي:
تنتابنا سعادةٌ كبيرةٌ حينما نرى ونشهد أداةً من أدواتنا نحن المكفوفين تعيش مناسبةً عالميةً ويُحتفلُ بِها مطلعَ كلِ عام وهي العصا البيضاء، فيومُ الخامسِ عشر من شهرِ أكتوبر يُعدُ تاريخًا مجيدًا وذكرى فخرٍ واعتزازٍ لمن يستخدمها، وهي تعتبر وسيلةَ عونٍ بعد الله لِكلِ كفيفٍ وكفيفة في الاعتماد على أنفسهم بسهولةٍ ويسر، فلولاهُ سبحانهُ وتعالى ومن ثم وجود هذهِ الوسيلة العظيمة في حياتنا لما استطعنا الانتقال إلى أي مكانٍ نريدهُ ولا تمكنا من اكتشاف كل ما يُحيط من حولنا.
ومن هذا المنطلق ينبغي علينا معرفة من هو مبتكر العصا البيضاء وفوائدها ومميزاتها. هو المبتكر والمخترع المغربي أحمد زكار والذي حاز بِسبب اختراعهِ للعصا البيضاء على الميدالية الفضية في المعرض الدولي للاختراعات والتقنيات والمنتجات الجديدة والذي أقيم في جنيف.
أما فوائد العصا البيضاء فهي على النحو التالي: رمز للانجاز والاستقلالية للمعوقين بصريًا، فهي المعين على توضيح الطريق وعلى الحركة والتنقل، باعتبارها أداة حساسة للإعلام عن حاملها، ليس بِقصد إثارة الشفقة عليه وإنما بقصد اكتشاف العقبات والمتغيرات في المحيط الذي يتحرك فيهِ، كما أنها تؤشر على المألوف وتحذر من المفاجآت، وتحرص على أن تذكرنا بأن نمارس أبسط الآداب والذوق العام في تعاملنا مع الكفيف بِتقديم المساعدة متى طُلِبت أو بتأمين المرور الآمن لهُ وإعطائهُ حق الطريق سواءً كنا راكبين أو مترجلين، حتى يتسنى لهُ الانتقال دون عائق.
وبالنسبة لمميزاتها فهي تعطي الكفيف الحرية والأمان. تعينهُ على إنجاز أعمالهُ ومهامهُ اليومية في حال سرعة وتعلم استخدامها بإتقان. تعزز من ثقتهِ بِنفسهِ وتجعلهُ قادرًا على التكيف مع مجتمعهِ الذي يعيش فيهِ. تسهل عليهِ ممارسة حياتهِ الطبيعية بِمفردهِ دون الحاجة والضرورة إلى مساعدة الآخرين.
كان لها الأثر الأكبر في تحويل حياة فاقدي البصر من حياة العزلة والانطواء إلى حياةٍ ملؤها التحدي والتعايش مع ظروف بيئتهِ التي ينتمي إليها. وأخيرًا بقي القول بأنهُ حريٌ بنا يا معشر المكفوفين أن نشعر بالامتنان والشرف من حملنا واستخدامنا لهذهِ الأداة الغالية على قلوبنا، وكذلك يُفترضُ بنا ألا نخجل من نظرة الناس لنا عندما يرونها في أيدينا بل على العكس يتوجب علينا أن نحمد الله أولاً على ما نحن فيهِ من نعم، وثانيًا نُثبت لأنفسنا وللعالم أجمع أن العصا البيضاء ليست مثارًا للعجز والمعاناة بل هي مساعدٌ قويٌ في المضي في طريقنا ومواجهة كل الصعاب التي تعترضنا.




