مقالات

في ذكرى اليوم الوطني الحبيب 94

بقلم – د. أيمن بن عبد الرزاق المدني:

في مثل هذا اليوم ٢٣ سبتمبر وهو يوم الوطن والذي صادف دخول الحالم الطموح المكافح المستشار دكتور مهندس بحري عبدالرزاق بن هاشم المدني رحمه الله وطيب ثراه وجعل الفردوس الاعلى مثواه المستشفى بالعناية المركزة لوعكة صحية مفاجئة.

فقد كان هذا الرجل المقدام المحب لارض وطنه خدم الدين ثم المليك والوطن اكثر من خمسين عاما بالمجال البحري تحديداً وحيث انه نال شرف أن يكون أول سعودي يحمل شهادة الهندسة البحرية بمصر من الاكاديمية البحرية بالإسكندرية متدرجاً بسلاح العلم والعمل محققاً بعدها نجاحات متوالية ومتتالية ليصبح على اعلى درجة علمية بمسار الهندسة البحرية بمسمى كبير مهندسين بحريين والتي تعادل بالدرجات الاكاديمية شهادة الدكتورة وهذا من فضل الله عليه رحمه الله

ومن تخرج حتى توفاه الله في ٩ اكتوبر كان رئيس رابطة الخريجين السعوديين بالاكاديمية ووكيل الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري (عضو جامعة الدول العربية) بالسعودية كما تقلد رحمه الله مناصب قيادية بشركات وطنية تعمل بمجال الغاز والبترول لينال شرف العمل بجد واجتهاد حيث كرس حياته للعمل بالقطاع البحري واعطاه من حياته الشيء الكثير والذي ظل يعطيه الى اخر عمره ووصل الى التقاعد المبكر بخدمة ٢٥ عام بشركة ارامكو ولم يقف على هذا بل ناضل حتى يحقق كل احلامه واحلام كل من احب البحر بشتى مجالاته هاوياً كان ام محترفاً وخدم البحر واهله ساعياً لان يكون هذا المجال مخدوم في وطنه الحبيب وتكون المملكة العربية السعودية هي الاولى على مصاف الدول بهذا القطاع الواعد والضخم لما تملكه السعودية من موقع جغرافي استراتيجي وهي قلب العالم ومكانه عريقة على كافة الدول عامة والعربية والاسلامية خاصة

فقد وضع اثره بالكتابة بالصحف والمجلات والظهور على القنوات الاعلامية وكل ما يوصل صوته وكلماته لدعم القطاع البحري والاهتمام به لانه شريان هام واثبتت الايام في عصرنا الحالي ان البحر هو المسيطر على الاقتصاد بمجال النقل واللوجستيات تحديداً وجائحة كرونا خير برهان حيث اثبتت ان العالم باكمله توقف الا بقدرة الله سلاسل الامداد والنقل واللوجستيات ظلت تعمل بلا انقطاع اثناء الجائحة وما بعدها حتى يومنا هذا .

كان حريص رحمة الله عليه ببذل جهود مضاعفة بلا كلل ولا ملل محققاً في نهاية سنين حياته حلم وطني اصيل وقام بتأسيس جمعية تعاونية للاعمال البحرية كأول تعاونية متخصصة بعالم البحار تخدم القطاع وتساند كل من يسعى للعمل بالبحر والبحار وما قبل هذا فقد كان له بصمات مميزة لا تنسى بانشاء اول معهد تدريب بحري وادخل التحكيم البحري وحكم في كثير من القضايا البحرية المحلية والعالمية البسيطة منها والمعقدة .

واليوم ترك لنا على ارض الوطن ارثاً حيث فتح المجال لكل خبير ومتخصص بحري بالدخول في عمل الاستشارات فقد اسس قبل رحيله بشهرين اول شركة سعودية ذات مسؤولية محدودة للاستشارات البحرية مجاهداً في حل اشكالية فتح سجل تجاري لشركات مهنية متخصصة بمجال الاستشارات البحرية المتكاملة

وفي النهاية لا يسعنا الا ان نذكر تاريخه الحافل الى ان يرث الله الارض ومن عليها ويكون له صدقة جارية بالعلم الذي ينتفع به من بعده راجين الله عز وجل ان يتغمده برحمته ويجعله من اهل الفردوس الاعلى ، رحم الله فقيد الوطن وطيب ثراه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى