زوجها باع كل ما يملك من أجل حياتها ..قضت شهرا في باريس للعلاج من السرطان ثم عادت لتقضي حتفها في الطائرة المنكوبة
متابعة سمية الشريف:
القصة مؤلمة جدا .. فالزوج الدكتور أحمد العشري من وفائه وكرم أخلاقه لم يترك زوجته المعيدة ريهام مسعد تصارع الموت وهو ينظر فباع كل ما يملك وسافر بها إلى باريس للعلاج من السرطان الذي دب في جسدها حتى ينقذها ويعود لها بريق حياتها وبالفعل باع كل شيء واضطحب زوجته لباريس تاركا أطفالهما الثلاثة في مصر ونجحت الرحلة العلاجية غير أن الرحلة الطيرانية لم تنجح حيث قضيا نحبهما في طريق العودة داخل الطائرة المنكوبة التي تحطمت أمس الخميس قادمة من باريس للقاهرة.
الزوجة التي توفي والداها قريبا وأصيبت بالمرض الخبيث تكالبت عليها الظروف النفسية التي أيقنت من خلالها أنها لاحقة بهما لا محالة وعن قرب، غير ان الزوج الوفي صبرها وصابر معها وأخذ قراره ببيع كل ما يملك وعلاج الزوجة وإرجاع الامل إليها لتعيش تربي وتعلم أطفالها الثلاثة الذي هم في أمس الحاجة إليها
ولم يسمع نصيحة البعض في أن يفوض أمره لله ويبقى في مصر؛ وأصر على السفر معها تاركاً أولاده الثلاثة في انتظار أبيهما وأمهما يدوم ويطول للأبد.
كانت فرحة الزوج الدكتور كبيرة وهو يرى تحسن صحة زوجته مؤملا الرجوع بها سليمة معافاة متحديا من نصحه بالبقاء في مصر وترك عوضه على الله، حجزا التذاكر وحملا الهدايا وكلما الأهل والأقارب لانتظارهما في المطار ومعهما الاطفال الثلاثة ثم صعدا الطائرة التي وصلت بهما إلى الموت الذي خاف فيها على زوجته أن تذوقه بالسرطان فذاقته بالطيران .
وصدق من قال:
من لم يمت بالسيف مات بغيره/ تعددت الأسباب والموت واحدُ