ادم وحواء
الطائرة المصرية تضع النهاية لاروع قصة انسانيه
القاهرة-سويفت نيوز:
نشرت جريدة المصريون اليوم واحدة من أجمل قصص الوفاء والإنسانية، لزوج محب لزوجته، ضحى بكل ما يملك من أموال لكي ينقذها من مرض خبيث، ويخفف عنها آلامها بعدما مات أبوها منذ وقت قصير ولحقته أمها، فأصبح لها بمثابة الأب والأم وكل شيء في حياتها، ليسطروا معًا أجمل معاني الحب والتفاني في علاقتهم الزوجية. لم يتوان الطبيب أحمد “أحمد العشري” بن محافظة الغربية مركز المحلة في استغلال أي فرصة من أجل علاج زوجته التي تبلغ الـ 27 عامًا، فسارع إلى باريس ليعالجها بعد إصابتها بمرض خبيث تاركًا أطفاله الثلاثة في مصر، ليشاء القدر ليعودوا في الطائرة المنكوبة والتي كانت عائدة من مطار شارل ديجول بباريس إلى مطار القاهرة لتنقطع أخبارهما ويصبحا في تعداد المفقودين وكأنهما تعاهدا على العيش سويًا أو الرحيل معًا من هذه الحياة. وكانت طائرة تابعة لشركة “مصر للطيران”، من طراز “إير باص” اختفت من شاشات الرادار بعد دخول المجال الجوي المصري بـ10 أميال، في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، أثناء قدومها من مطار “شارل ديجول” في العاصمة الفرنسية باريس، وعلى متنها 68 راكبًا. وكان على متن الطائرة المنكوبة 66 شخصًا؛ هم 56 راكبًا بينهم طفل ورضيعان وطاقم من سبعة أشخاص بالإضافة إلى ثلاثة من أفراد الأمن. وأعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة العميد محمد سمير، أن القوات المسلحة عثرت صباح اليوم الجمعة،على أجزاء من حطام الطائرة المفقودة ومتعلقات بعض الركاب على بعد 290 كم شمال الإسكندرية. وفي أنبل قيم الوفاء والحب باع الدكتور الصيدلي أحمد العشري منزله وسيارته، ليرحل برفقة زوجته في رحلة علاجها من مرض السرطان، الذي كاد أن يفتك بها، إلى باريس تاركين أطفالهما الثلاثة مع الجدة في مصر. وبعد 3 أشهر من العلاج، أبلغ العشري والدته بميعاد عودته، إلا أنه في طائرة لم ولن تصل أبدا، ليرحل هو وزوجته السيدة ريهام مسعد، والتي كانت تعمل معيدة في قسم العمارة بالجامعة. محمد الشناوي أقرب أصدقاء الطبيب أحمد، أكد أن صديقه سافر إلى باريس ليعالج زوجته بعد إصابتها بمرض خبيث تاركًا أطفاله الثلاثة في مصر. وقال الشناوي في منشور له عبر “فيس بوك” راويا قصة سفر صديقه”: “أحمد أعتبره ابني.. مقرب مني كثيرًا.. يستشيرني في كل أحواله، متزوج وعنده ثلاث أولاد صغار، (ولد في الصف الأول الابتدائي، وطفلتان في الحضانة) ابتليت زوجته ريهام (27 سنة) بالمرض الخبيث، وقد مات أبوها منذ وقت قصير ولحقته أمها، فحزنت حزنًا شديدًا لفراقهما. وأضاف صديق المفقود: باع أحمد كل شيء لينقذ زوجته ويخفف عنها آلامها، ثم سافر إلى باريس ليعالجها هناك.. لم أكن مطمئنا لسفرهما، ونصحته أن يفوض الأمر لله ويبحث عن وسيلة لعلاج زوجته في مصر، لكنه أصر على السفر”. وتابع المنشاوي: سافر مع زوجته إلى باريس تاركًا أطفاله الثلاثة مع أمه.. وقضوا هناك شهرًا، ثم عادا في الطائرة التي لم ولن تصل أبدًا. واختتم: “رحمك الله يا أحمد.. رحمك الله يا ريهام – رحم الله كل من صاحبهم في الطائرة.. رحم الله طاقم الطائرة.. اللهم أسألك أن تنزل على أهالي وأقارب المفقودين السكينة والصبر، وترحم وتغفر للمفقودين جميعًا وتسكنهم فسيح جناتك.. فالقلب يحزن والعين تدمع وإنا على فراقكم يا أحمد ويا ريهام لمحزونون متألمون صابرون محتسبون بحول الله وقوته.. ولا أملك إلا أن أقول: “لا حول ولا قوة إلا بالله” – و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.