البهلوان ” أبو دربكة ” يرقص على أشلاء البشر في حلب!!
محمد خضر الشريف*
لم أكن أتخيل ان أجدا تسري في عروقه دماء نبيلة، يسخر من الموتى- شهداء كانوا او حتى أعداء- ويرقص في حركاته البهلوانية وعلى إيقاع “الدربكة” (الطبلة) التي يجيد الطبل عليها على أشلاء جثث الأطفال والنساء والعجائز بعد أن حصدتهم رصاصات ورشاشات وصواريخ وبراميل البارود “البشارية” في حلب السورية.
والبهلوان يقولها على الملأ إن “بشار الأسد” برئ من ذلك كله وأن مايحدث في حلب هو تلفيق و”فبركة”، وكأن المذبحة القائمة والدماء السائلة والبيوت المدمرة والمآذن المهدمة، في نظره، مشاهد تمثيلية اعتاد عليها في بيئته الفنية؛ فخلط المسكين بين الواقع والتمثيل، وبين الحق والباطل،وأصبحت الدنيا كلها في نظره تمثيلا في تمثيل وانه لايوجد على ارض الواقع واقع حقيقي؛ لأن الدنيا في عينيه كما قال القائل” مسرح كبير”!!
عندما تابعت برنامج البلهوان “أبو دربكة” إياه على احدى القنوات الفضائية، منذ فترة علمت أن الضحك الذي يستجلبه من حناجر جمهوره كان سببه تفريط كبير في كثير من قيم وثوابت المجتمع بل وأشياء معلومة من الدين بالضرورة، لقد وجدته يصرب إيقاع الدربكة التي يحملها بضرب صنف من الناس لم يعادوه أو يحاربوه او يضروه في شيء أو “يجيبوا سيرته” لا من قريب او من بعيد، غير انه في “الهوجة” التي كانت سائدة آنذاك بالحرب على بعض الملتزمين بالدين؛ فركب هو الموجة ان لم يكن سارع في قيادتها، والعزف على نغمة الكره التي بثها في المجتميع، وتبثها قنوات عدة ماكرة فاجرة غادرة، لاترقب في مسلم ولا مسلمة” إلَّا ولا ذمة”.
لم أدهش كثيرا يومها من فعلته النكراء، وقلت في نفسي: بهلوان كبير ومهرج خطير، “يقلب عيشه”، و”بستلقط رزقه” في” السببوبة” الفضائية، التي يشتغل بها بعد أن توقف سوقه في السينما والمسرح، وحتى ينجح فلابد أن يمثل وينعكس طبع التمثيل فيه على الواقع؛ فأصيح يضرب هذا، ويغمز هذا، ويلمز هذا، ويعبث في عرض هذا، وتوجه هذا، واتجاه هذا، ودين هذا ..ولا يعلم المسكين ان هذا وهذا وهذا سيأخذون من حسانته يوم القيامة، حتى اذا فنيت حسانته طرحت من سيئاتهم عليه فان ثقلت أحماله وأوزاره طرح في النار والعياذ بالله.
ثم انقطعت عن رؤيته حتى فاجأني بالتهكم والسخرية على مذبحة حلب الاخيرة، وهو ينفي وقوع المذبحة على يد بشار بحجة أن حلب أول من اختارت بشارا للرئاسة فكيف يضربها؟!
ونسي “المسكين سياسيا” أن بشار أصبح عدوا للبشر والحجر والشجر في سوريا كلها حتى لمن رفعوه لكرسي الرئاسة، وأصبح بمذابحه للبشر، وهدمه للمساجد والمآذن، والمباني وحرقه للشجر والثمر،يقدم لأعداء الإسلام خدمة كبرى، وهو ينهك قوى الدولة التي كانت ذات يوم حاضرة الخلافة الاسلامية وعاصمة الدنيا كلها، وكانت في عصرنا مضرب المثل في التسوق والسفر والسياحة.
وبالرغم من مساحة الغضب على البلهوان إياه في مواقع التواصل الاحتماعي ، وبالرغم من رفع قضية من أحد المحامين في مصر عليه؛ لاستفزازه لمشاعر الآلأف من المسلمين في بلاد المسلمين من انتصاره لبشار وتبريره لجرائمه، إلا أن البهلوان عاد مرة أخرى بطبلته، ليكرر تهكمه وسخريته،” عامدا متعمدا” مكررا تبريراته الساذجة، وسخريته ليس من أبناء حلب فحسب، بل من أبناء العالم الإسلامي كله، وهو يخرج لسانه للجميع؛ ساخرا متهكما، ظانا أنه فوق الحساب، أو ظانا أنه فوق الحساب، متكئا على جمهوره وتصفياته وإعجاباته، ولو كان عاقلا لعلم أنه بذلك يطفئ من نجوميته، ويقلل من متابعيه ،حتى ينفض الزامر وينصرف الناس وينتهي المولد من حوله فلايجد أحدا يحبه أو يتابعه، أو حتى “حمصا” يوزعه على جمهوره الذين أصبحوا غائبين عنه منصرفين عن تهريجه سائمين من حركاته البلهونانية التي أصبحت مكشوفة وأوراقه التي باتت محروقة.
** عذب الكلام:
{ لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أنباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان، وأيدهم بروح منه، ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار ،خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزب الله ألا إت حزب الله هم المفلحون} صدق الله العظيم.
——————————-
*كاتب صحفي