الموت على ” المزاج “
بقلم – محمد البكر:
أخبرني المتحدث بأن أبنته المتزوجة والمقيمة مع أطفالها في بيت الزوجية ، تفاجأت برجل يدق الباب ، ويقول لها متى ستخلون المنزل لأنه بحاجة له . ووسط ذهولها استفسرت منه ، فقال لها أنه أشترى المنزل من زوجها قبل ستة أشهر ، وأن الزوج طلب مهلة لإخلاء البيت . هاتفتني أبنتي والكلام للمتحدث لتنقل لي كلام الرجل . حضرت فوراً وقابلته فأظهر لي عقد البيع وصك الملكية ، فهمت الأمر وطلبت منه مهلة جديدة . أتضح لهم فيما بعد أن الزوج مدمن مخدرات وأخبرهم بأنه في مهمة عمل خارج المملكة ، ثم باع البيت لشراء المخدرات .
قصة حقيقية مرت علي عندما كنت أكتب مقالي اليومي ” سواليف ” في صحيفة اليوم . وقبل عام سمعنا عن مدمن أغلق الباب على والديه وأخوته قبل الإفطار في شهر رمضان ثم أحرقهم وهو تحت تأثير مادة الشبو . وقبل شهور قتل صديق صديقه بعد تناوله المخدرات . هذه القصص وغيرها قصص تدمي القلوب وتوجع الإنسان حين يسمعها .
لعلنا نسترجع الحملة القوية والكبيرة التي نفذتها وزارة الداخلية قبل أشهر ، والتي حققت أهدافها بنجاح . تلك الحملة لا تقلل مما كانت قد أنجزته المملكة وأجهزتها ورجالها في حربها ضد المهربين والمروجين والمتعاطين . كان هدف الحملة بث الرعب في نفوس كل من له علاقة بالمخدرات وإخراجهم من أوكارهم . الكبتاجون وغيره من المخدرات يتم تهريبه من دول عربية مجاورة . وقد لا نبرئ تلك الحكومات مما يحدث . فالأهداف واضحة ومتعددة . أولها أنها تجارة تدر عليهم دخلاً يفوق العشرة مليارات دولار سنويا . والثاني محاولة تدمير مشروعنا الوطني الاقتصادي الذي يعتمد على الشباب السعودي الذين يمثلون %51 من عدد سكان المملكة ، وهم عماد هذا المشروع ورؤيته المباركة . والثالث هو تدمير المجتمع السعودي ، من خلال المدمنين داخل الأسر .
رسالة الوطن للآباء والأمهات تقول … بلغوا عن المتعاطين من أقاربكم حماية لهم ، وشجعوهم على مراجعة الجهات الصحية الحكومية لطلب العلاج ، خاصة وأن الجهات المعنية ، أكدت بأنها ستتعامل مع كل حالة بغاية من الخصوصية ، وستقدم لهم العلاج والمساعدة للتخلص من الإدمان بكل سرية ومهنية وإنسانية . تذكروا جيداً ، بأن رجال مكافحة المخدرات والجهات الأمنية الأخرى ، يضحون بحياتهم ، ويتركون أسرهم وأطفالهم ، في سبيل إنقاذ أبناءكم وحماية مجتمعكم وتطهير تراب وطنكم . وليس بعد هذا الكلام كلام . ولكم تحياتي