ومن شر حاسد إذا حسد
بقلم الكاتبة – أ. فوزية أحمد:
كثيرة هي أحلامنا وأمنياتنا وخططنا المستقبلية ولكن نلاحظ أحياناً أنها لا تتحقق كما نرغب وان فكرنا واسترجعنا ذاكرتنا للخلف سنجد ان السبب هو عدم التزامنا بالصمت فأصدقاء الغيرة والحسد آفة منتشرة بالمرصاد لهدم الأحلام وبتر الأمنيات قبل ان تكون حقيقة على أرض الواقع.
نحن محاطين بأشخاص إستحوذتهم الغيرة والحسد وكلاهما بينهما عوامل مشتركة كزعزعة الثقة والأمان في كيان الشخص عندما يعمل جلسة مقارنة بين ما لديه مع الاخرين لتنتهي بمشاعر النقص سواء كانت خطة لرحلة سفر منصباً وظيفياً، ترقية، مهارات، اقتناء منزل، سيارة، زواجاً، وكأن ما يملكه الآخرون هو ملكه او يجب ان يكون من نصيبه، والنتيجة عرقلة الأساس القوي للصداقة والثقة المتبادلة ليتحول لمرض يؤثر على الصحة النفسية والجسدية ويثير تيار الغضب، لذلك وبقدر المستطاع، حاول ان تغلق فمك ولا تخبر من حولك عن مخططاتك وأحلامك.
يجب الإدراك أن الغيرة والحسد مشاعر معقدة تصدر من شخص معقد مريض يريد سلب سعادة ونعم غيره ليصل احياناً للإساءة والعنف النفسي وغالباً ينتابه حالة من الغضب والعداء المصحوب بالمرارة وعدم التركيز لكل ما حوله، وتتعمق غيرته وتتحد كتلة مشاعر سلبية بغيضة مؤذية تؤثر على علاقاته الاجتماعية مع الاخرين والشعور بعدم الثقة والتوازن، والمزاج المتقلب والافراط في الشك والإساءة اللفظية، فالحسود لا يمتلك بذور الخير بين ثنايا روحه لذلك يلعب دور الضحية باحترافية.
قال الشاعر أحمد شوقي:
وقد أنسى الإساءة من حسود
ولا أنسى الصنيعة والفعالا
لذلك ينبغي أن نتعلم كيفية إدارة المشاعر تجاه هؤلاء بطريقة إيجابية وصحية، فالحسود يسعى لسلب البركة والسعادة والنجاح منك، أما إذا كان مبتغاه ان يدمرك نفسياً، فالقرار بيدك بان تمنعه وتصده ولا تسمح له بعبور جسر نجاحك او حتى بالتأثير عليك، لا تمنحه فرصة واحدة لتهتز ثقتك بذاتك ولا ترهق مشاعرك وفكرك كي لا تفقد تركيزك على اهدافك، ساعد نفسك بالصمود وكن إيجابيا لكي تستمر، وضع في اعتبارك ان من يحسدك فهو يغار منك لأنه يتمنى ما لديك، ومن يتحدث عنك بالعلن والخفاء، فتعليقاته اللئيمة تنم عن غيرته لا غير، فالأفضل ان تسدل عليه الستار وتعيش حياتك بأريحية وسعادة وثقة، وان كان بيدك تغيير المكان للابتعاد عنه، فقم بتغييره حالاً وتنحى عنه لسكون بالك، أيضاً تستطيع ان تضع حدوداً بينك وبين الحاسد فانت غير مضطر ان تنصت الى الفاظه السيئة، كن كما انت مهذباً واختصر من الوقت للحديث معه واحذر ان تحكي عن حياتك الشخصية او العملية وحتى انجازاتك امامه، ضع في اعتبارك بأن الشخص الحسود قد ينشر شائعات القصد منها إيذاء الشخصية الناجحة وإن كان لديه القوة سيسعى بشتى الطرق لتدميرك بأي طريقة.
● نصيحة لكل غيور وحسود..
أنت تملك الكثير من الأمور الرائعة، درّب نفسك على مهارة الامتنان وتذكر الأشياء الجميلة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لك، اطرد المشاعر السلبية التي قد تؤثر على صحتك النفسية والعقلية، وتعامل مع التوقعات بصدق دون أن تجهد عقلك بأفكار تجعلك بالنهاية تستلقي على سرير اخصائي الامراض النفسية والعقلية.
رفقاً بذاتك، كن سعيداً لسعادة ونجاحات غيرك، وحب لأخيك ما تحب لنفسك.