مقالات

الخليج في أوج الوهج، وسوريا ولبنان في براثن العتمة

بقلم – غادا فؤاد السمّان 

كاتبة وشاعرةزسوزية ورئيس تحرير مجلة – إلا – بيروت

تحية شاسعه بحجم السماء الواصلة بيننا وبين الاشقاء العرب الذين وضعوا وساوسهم جانباً ولبّوا نداء الإنسانية “حيّا على خير العمل” السعودية ومعرض الرياض الدولي للكتاب، فعاليات ونشاطات وتواقيع وندوات وأماسي ومناسبات، مثلها دولة الإمارات ومعرض “إكسبوا” العالمي ينطلق من ربوعها وبإشراف الأشراف من شيوخها الساعين على وساق بإيصال بلادهم إلى قمّة الحضور في صميم الحضارة.. الاردن هذا العام يختلف بطموحاته بعد الجمود والركود والعزلة التي دخلها طوعاً للحفاظ على الضمان الصحي للمواطن والمقيم على حد سواء، عاد هذا العام وبفضل التوجيهات والترتيبات الحكيمة للواجهة بأجمل حلّة من خلال مهرجانات جرش المزدهرة ببرنامج حافل ومحبب عربيا واردنيّاً، باستقطاب نجوم لها تاريخ باهر وحضور مبهر معاً وبالتزامن مع معرض الكتاب الدولي في العاصمة عمان التي شهدت حركة نشاطات مدوّية وكثيفة هذا العام..

وفي الحديث عن بيروت، وعن دمشق كذلك، نجد ان المفارقة مذهلة تماما، فبعدما كانت بيروت، مربض الكتاب والكتّاب معاً وليس أي كتّاب، بل كتّاب الشهرة والبصمة والحضور والانتشار، عبر العالم العربي، صارت بيروت مربض العتمة، وملاذ الفوضى بفضل الله وفضل الحكومات العتيدة، وبدأت تزدهر فيها تجارة البنزين والمازوت والطنابر والغالونات والرصاص الطايش والسلاح المتفلّت، ولا احد يلعب في لبنان من بعد السياسيين سوى الدولار، ولا أحد يحلّق سوى الاسعار، وابرز الفعاليات في جميع مفاصل الدولتين الشقيّتين اقصد الشقيقتين هي العتمة، انقطاع الطاقة مشهد مألوف على مدار التحضّر والمدنية، انقطاع في الماء في النت في الكهرباء حتى الستالايت لديه ساعات تقنين طويلة على مدار ال 24 ساعه، شوارع العاصمتين مرتعاً للمتسولين والغرباء والعاطلين عن الانتماء بكل أشكاله، تطابق في المشهد

تحية شاسعه بحجم السماء الواصلة بيننا وبين الاشقاء العرب الذين وضعوا وساوسهم جانباً ولبّوا نداء الإنسانية “حيّا على خير العمل” السعودية ومعرض الرياض الدولي للكتاب، الإمارات ومعرض “إكسبوا” العالمي ينطلق من ربوعها وبإشراف الأشراف من ربعها، الاردن الذي يزدهر بمهرجانات جرش بالتزامن مع معرض الكتاب الدولي في العاصمة عمان.. ولبنان وسوريا بفضل الله والحكومات العتيدة تزدهر فيهما تجارة البنزين والمازوت والطنابر والغالونات والرصاص الطايش والسلاح المتفلّت، ولا احد يلعب سوى الدولار، ولا احد يحلّق سوى الاسعار، وابرز الفعاليات في جميع مفاصل الدولتين الشقيّتين اقصد الشقيقتين ملاحقة التيار بين انقطاع مستمر وتغذية شحيحة وفيما ندر، ونفاد الطاقة في البلدين المذكورين هو أقل الشرور، وصار السوار المُستتب هو المشهد المألوف على مدار بكل مكان، ناهيك عن انعدام توفير مياه الاستعمال الشخصي، ايضا ركاكة في سرعة النت ورشاقته، حتى الستالايت لديه ساعات تقنين طويلة على مدار ال 24 ساعه لا تقل عن 10 ساعات يومية..

المفجع حقاً ان شوارع العاصمتين أصبحتا مرتعاً للمتسولين والغرباء والعاطلين عن الانتماء بكل أشكاله، وثمّة تطابق في المشهد المذكور في كل من بيروت ودمشق وكأنهما وجهين لعملة واحدة فقدت قيمتها حتى في المصرف المركزي، وايضاً ثمّة تطاول على التاريخ بجميع خصائصه وخصاله الحميدة..

وهنا لا يسعني القول سوى الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، هو الذي شاء لنا أن نكون فيما مضى عواصم الريادة في كل ازدهار، إلى أن قهرتنا السيادة في كل غِمَار.

وها نحن في عِداد المهمشين في كل شيء، شأننا شأن أوطاننا المعزولة إلا من المتربصين بها وبنا على شرف القهر والذلّ والانهيارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى